تاريخ النقود في مصر.. من «النوب نفر» وحتى الجنيه مرورا بـ «زر المحبوب»

كتب: رضوى هاشم

تاريخ النقود في مصر.. من «النوب نفر» وحتى الجنيه مرورا بـ «زر المحبوب»

تاريخ النقود في مصر.. من «النوب نفر» وحتى الجنيه مرورا بـ «زر المحبوب»

منذ فجر التاريخ والمصريون سباقون في المعارف المختلفة مثل الطب والفلك والصناعة وحتى الاقتصاد، حيث عرف المصري القديم أهمية وجود نظام بديل للمقايضة، فكان ميلاد النقود والعملة المصرية التي ظهرت كبديل للمقايضة مع تطور الحياة السياسية وكانت أول عملة تم صكها باسم الملك أو الفرعون المصرى «تاخوس» في عام 350 قبل الميلاد، وكانت تسمى «النوب نفر» وتعنى الذهب الجيد أو الخالص، وهي تعد من العملات النادرة جدًا.

وعن بداية استخدام النقود قال الباحث الاثري بسام الشماع، «في عهد الإسكندر الأكبر، استخدم المصريون النقود في تعاملاتهم اليومية للمرة الأولى، وكانت العملة في ذلك الوقت تحمل صورة الإسكندر، وفي عام 306 قبل الميلاد ضربت أولى النقود المصرية المستقلة من الذهب والفضة والبرونز، وهكذا استمر ضرب النقود في عهد كليوباترا، ثم العصر الروماني، ثم العصر البيزنطي، وطوال هذا التاريخ كانت العملات تحمل صورة الملك الحاكم على أحد الأوجه ثم صورة الإله الحامي على الوجه الآخر».

وتابع: «بمرور الحضارات حتى الدولة الأيوبية احتفظت العملات بقيمتها المعروفة مع تغير الشكل فقط، وذلك استمر حتى وصول الدولة العثمانية مصر وأصدرت عملة (الزر المحبوب)».

وأضاف: «أما في عهد محمد على، فقد اهتم بالإصلاح الاقتصادي، حيث أصدر قرارًا باعتبار الريال أبو طاقة (المثقوب)، والمصنوع من الفضة هو وحدة النقود، وقيمته 20 قرشًا، إلى أن أقر الـ 100 قرش جنيه مصرى ذهب خالص كعملة تستخدم فى المعاملات الكبيرة، وذلك بعد أن حدد قيمة العملات الأجنبية في مصر.

وفي 3 أبريل من العام 1899 أصدر البنك الأهلي المصري الأوراق النقدية لأول مرة وصدر الجنيه الورقي وكانت قيمته تساوي 7.4 جرام من الذهب، واستخدم هذا المعيار ما بين عام 1885 وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، حيث تم ربط الجنيه المصري بالجنيه الإسترليني وكان الجنيه الإسترليني يساوي 0.9 جنيه مصري.

تطورت طباعة الجنيه طوال القرن العشرين، حيث كان يطبع في الخارج وفي العام 1968 أنشأ البنك المركزي المصري دارا لطباعة النقد وبدأ في طباعة الفئات المختلفة من العملات الورقية فئة الجنيه والعشرة قروش والـ25 قرشا وغيرها في الأول من ديسمبر من عام 1968 كما قام البنك أيضا بطباعة بعض العملات العربية لصالح بنوكها المركزية و اختلفت اشكال اعملات فمن الجنية الجملي للجنية الادريسي ثم احتفت بالحضارة.

وفي عام 1930 بدأ ولأول مرة استخدام العلامة المائية على أوراق النقد لحمايتها من التزوير وفي العام 1944 ظهرت صورة الملوك على العملات حيث ظهرت صورة لملك مصر فاروق على الجنيه بجانب بعض الصور الأثرية كجامع محمد علي، وعلى العملات الأخرى كفئة الـ25 قرشا والـ50 قرشا والخمسة قروش والعشرة قروش وضعت صورة زعماء وملوك مصر السابقين مثل الملك توت عنخ آمون الملكة نفرتيتى.

وبعد ثورة يوليو وضع على عملات العشرة قروش صورا لفئات الشعب مثل الجندي، والفلاح، والعامل وسيدة مصرية وشقيقتها السودانية رمزا لوحدة وادي النيل واستمر التطور لنرى أبو الهول وحابي ورمسيس، ووراء كل عملة حكاية تستحق أن تروى.


مواضيع متعلقة