أهلاً بزمن «المقايضة».. «البصل مقابل العيش»

كتب: سحر عزازى

أهلاً بزمن «المقايضة».. «البصل مقابل العيش»

أهلاً بزمن «المقايضة».. «البصل مقابل العيش»

«البصل مقابل العيش».. هكذا نادى محمد فتحى، سائراً بـ«تروسيكل» فى شوارع عزبة الهجانة ينادى على الزبائن، يقايضهم على بضاعته من البصل الذى يبيعه بواقع 3 كيلو بصل بـ10 جنيهات، لكنه لا يحصل على النقود، يستبدل بها العيش الناشف بسعر جنيهين للكيلو: «الناس حالتها بقت تعبانة وفيه المحتاج بس ممعاهوش فلوس».

منذ الصباح الباكر وحتى المساء يدور ابن الـ31 عاماً، بمساعدة شقيقه فى الشوارع والحوارى الشعبية، لبيع منتجه الذى يجنيه من أرض والده فى القليوبية، ثم يأخذ العيش بعد تعبئته فى شكائر وتسليمه لتجار المواشى فى قريتهم بسعر جنيهين ونصف الجنيه للكيلو، كعلف، تتربى عليه الأغنام والأبقار: «كنا الأول بنشتريه بـ10 صاغ ولما غلى شوية كان بربع جنيه».. يحكى أنهم على هذه الحال منذ سنوات طويلة، تصل لأكثر من 30 عاماً، مهنة ورثها عن والده ومن قبله أجداده: «من يوم ما جيت الدنيا لقيت أبويا وجدى فى الشغلانة دى وطلعنا نكمل من بعدهم».

{long_qoute_1}

يقف شقيقه خلف التروسيكل يزن للزبائن العيش، وبثمنه يمنحهم البصل، أو يعطيهم مقابله نقوداً: «الحالة دى مبتحصلش كتير، المعظم بياخد بدل العيش بصل، بس فيه ناس محتاجة فلوس بنديها»، يؤكد أن هذه الطريقة المستفيد الأول منها الزبون نظراً لأن عيش بطاقة التموين الـ20 رغيفاً يقدر بنحو 2 كيلو: «يعنى اللى بيشتريه بجنيه بناخده منه بـ4، وعليه بصل، هو الكسبان».

يقول إنه يبيع بأقل سعر، مقارنة بالأسواق التى تضع تسعيرة 5 جنيهات لكيلو البصل، حتى يساعد الناس رأفة بظروفهم الاقتصادية الصعبة: «بنجيب من أرضنا ودى عربيتنا، مفيهاش حاجة لو قللنا السعر شوية».

بمجرد أن سمعت «أم ملك» صوته فى الشارع أرسلت صغيرها بكيس أسود ممتلئ عن آخره بالعيش ليقايضه بالبصل: «كده أحسن والله، ممكن يعدى وأنا مش عاملة حسابى»، تحكى أن العيش الذى «حوّشته» على مدار أسبوع وصل لـ6 كيلو بـ12 جنيهاً: «اشتريت بيها بصل عشان أخزنه».


مواضيع متعلقة