أحفاد الفراعنة يستكملون المعجزات.. إنقاذ معابد النوبة حلم تحول لحقيقة

أحفاد الفراعنة يستكملون المعجزات.. إنقاذ معابد النوبة حلم تحول لحقيقة
61 عاما مرت على بناء السد العالي، هذا الصرح الذي سجل بحروف من نور، في ملحمة سطرها أبناء مصر من مهندسين وعمال، وعلى مقربة منها ملحمة لا تقل أهمية، سطرها 2000 عامل ومهندس، بفكرة لنحات مصري سكندري، ذو أصول نوبية عبقري، الدكتور أحمد عثمان، جاء بفكرة ظنها البعض فكرة مجنونة، لم يتحمس لها سوى ثروت عكاشة وزير الثقافة وقتها.
وأرسل «عثمان»، لدراسة تنفيذ الفكرة وكانت هي الحل الوحيد لإنقاذ 16 معبدا من معابد النوبة، التي كانت مهددة بالغرق، بعد تحويل مسار السد، هي معجزة الأبناء التي تضاهي معجزات الأجداد، أن يفكر فنان مصري في صناعة المجد، بفكرة كانت لتبدو من قبيل المستحيل، إذا ما طرحت في عصر السوشيال ميديا بنفس الطريقة، أن تقوم بتقطيع المعابد، وتعيد تجميعها من جديد، ليس ذلك فقط، بل يصل بهم الخيال، إلى نقل معبد أبوسمبل الأضخم، فالنقل هنا ليس نقل معبد، لكن نقل جبل وهو المستحيل الذي أصبح حقيقة، بقدر من الذكاء، بحسب المهندس حمدي السطوحي مؤسس «حملة أبوسمبل 50»
وتابع: كانت هناك 4 مقترحات لنقل المعبد، أولها للنحات النوبي أحمد عثمان، الذي اقترح تقطيع المعابد، ونقلها ثم إعادة تجميعها، ولكن قيل أن هذه الفكرة مجنونة وتم رفضها، وظهرت أفكار أخرى منها نقل المعبد كله هيدروليكيا، أو بناء سد حوله يحجب عنه الماء، أو نقله خلال 6 سنوات باستخدام قانون الطفو، ولكن كل هذه المقترحات كانت محض نظريات وتطبيقها قد يشكل خطر وتم في النهاية العودة لمقترح ابن النوبة، واعتماد فكرة تقطيع المعابد، ونقلها ثم إعادة تجميعها.
وأضاف السطوحي: كانت الملحمة لـ5 آلاف، قطعة تم تقطيع معبد أبو سمبل باستخدام ماكينة تقطيع إيطالية، ثم رفعها وتجميعها في المكان الجديد، فوق جبل صناعي قائم على كتلة هائلة من الحديد والخرسانة، على شكل نصف دائرة، وأقيم البناء على فكرة عبقرية وبارتفاع 65 مترا، وبمسافة تبعد 200 متر عن موقع المعبد الذي تم تفكيكه، ونقله إلى أعلى الجبل الصناعي.
واستكمل: شكل إنقاذ معابد النوبة حالة مجتمعية وفنية، وتكاتف دولي 6 شركات دولية، شاركت في عملية النقل وتكلف نقل معبد أبو سمبل 40 مليون دولار، أي 14 مليون جنيه، حيث كان الدولار بـ40 قرشا، وشاركت مصر بثلث القيمة والتفت وزير الثقافة وقتها ثروت عكاشة، لأهمية توثيق هذا الإنجاز، فكان بيكار يرسموجون فيني يبدع فيلم يعتبر وثيقة هامة للتاريخ، أطلق عليه «العجيبة الثامنة»، واختار ثروت عكاشة بيكار، ليكون بلوحاتة الـ80 التي وثقت النقل هي البطل في هذا الفيلم، حيث تتتابع اللوحات التي رسمها في ايقاع ساحر لتصنع إيقاع الفيلم وموضوعه ببراعة.
وناشد السطوحي وزارتي الثقافة والآثار، بتبني مشروع توعوي يكشف للجيل الجديد بطولات، صنعها أبناء مصر من مهندسين وعمال ومبدعين، وتدشين حملة دولية جديدة لإنقاذ ما تبقى من آثار النوبة الغارقة.