خبراء: السد العالي روض النيل لإنتاج الكهرباء وتوسيع الزراعة وحمى مصر

خبراء: السد العالي روض النيل لإنتاج الكهرباء وتوسيع الزراعة وحمى مصر
- السد العالي
- ذكرى بناء السد العالي
- أسوان
- إنتاج الكهرباء
- السد العالي
- ذكرى بناء السد العالي
- أسوان
- إنتاج الكهرباء
يعتبر السد العالي أعظم وأكبر مشروع هندسي في القرن العشرين من الناحية المعمارية والهندسية متفوقا في ذلك على مشروعات عالمية عملاقة أخرى، حيث أقيم السد في المقام الاول لحماية مصر من الفيضانات العالية التي كانت تغرق مساحات واسعة من الأراضي أو تضيع مياهه هدرًا في البحر المتوسط، كما أمن السد واردات مصر من المياه طيلة العام وأنتج كهرباء مستدامة بسببها أنار الريف منازله لأول مرة، كما ارتفعت مساحة الأراضي الزراعية وأصبحت الزراعة مستدامة بعدما كانت موسمية، وهو ما ساهم في نهضة زراعية تطورت بشكل كبير خلال العقود الأربعة الماضية.
رفع مساحة الرقعة الزراعية وأدخل محاصيل جديدة وأمن مصر من الفيضانات المدمرة
وحسب تقرير لوزارة الموارد المائية والري، فالسد العالي حمى مصر من كوارث الجفاف والمجاعات نتيجة للفيضانات المتعاقبة شحيحة الإيراد في الفترة من 1979 إلى 1987 حيث تم سحب ما يقرب من 70 مليار متر مكعب من المخزون ببحيرة السد العالي لتعويض العجز السنوي في الإيراد الطبيعي لنهر النيل، كما حمى السد العالي البلاد من أخطار الفيضانات العالية التي حدثت في الفترة من 1998 إلي 2002 ، وأنه لولا وجود السد العالي لهلك الحرث والنسل ولتكبدت الدولة نفقات طائلة في مقاومة هذه الفيضانات وإزالة آثارها المدمرة.
رفع المساحة الزراعية من 5.5 مليون فدان إلى 7.9
أما عن دور السد العالي في التنمية الزراعية والصناعية، فقد أسهم فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية بمصر من 5.5 إلى 7.9 مليون فدان، وساعد على زراعة محاصيل أكثر استهلاكا للمياه مثل الأرز وقصب السكر، كما أدى إلى تحويل المساحات التي كانت تزرع بنظام الري الحوضي إلى نظام الري الدائم.
إنتاج 2500 ميجا وات كهرباء سنويا
وفيما يتعلق بالطاقة أشار التقرير إلى أن محطته الكهربائية أصبحت وقتها الأضخم في أفريقيا بإنتاج 2500 ميجا وات من الكهرباء سنويا، ساعدت في إنارة الريف المصري كله فضلا عن المدن، وأمنت الكهرباء للمصانع التي أنشئت بعد ثورة يوليو وكان من بينها مصانع الحديد والصلب والألومنيوم والأسمدة والفوسفات التي تحتاج إلى طاقة كثيفة، كما ساهم حجزه للمياه في ضمان التشغيل الكامل المنتظم لمحطة خزان أسوان بتوفير منسوب ثابت علي مدار السنة، وزادت الثروة السمكية عن طريق بحيرة السد العالي وتحسنت الملاحة النهرية طوال العام.
شراقي: السد العالي ترتيبه الثامن كأعظم مشروع أفاد البشرية
يقول الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والمياه بجامعة القاهرة أن الحقائق والأرقام تؤكد أن السد العالي هو أعظم مشروع في تاريخ مصر، وفي مسابقة عالمية حصل السد العالي على ترتيب ثامن أعظم مشروع في العالم أفاد البشرية خلال القرن العشرين، وهو الذي غطى تكاليف إنشائه في عام ونصف فقط.
حصن أمان لولا وجوده لدمرت الفيضانات الأخضر واليابس
وأوضح أن السد العالي حصن الأمان أمام فيضانات النيل التي اعتادت أن تدمر الأخضر واليابس في مصر مثل فيضان 1964 وهو آخر فيضان شهدته مصر قبل السد العالي، وفيضانات 1915-1916، 1879 المسجل على جدار معبد الكرنك بارتفاع نحو مترين من أرض المعبد الحالية، حيث تعد الفيضانات المسؤولة الأولى عن تدمير بعض الأماكن الأثرية في مصر.
وتابع أنه لولا السد العالي لشهدت مصر هذه الأيام كارثة محققة ودمارا شديدا في معظم المحافظات المصرية، وحمى مصر أيضًا في عام 1998 حين زاد لإيراد النهر بنحو 32 مليار م3 ليصل إلى 122 مليار م3، واستمرت هذه الفيضانات لمدة ثلاثة أعوام أدت إلى تكوين 5 بحيرات في منخفضات توشكى صرف إليها عن طريق مفيض توشكى مجموع 40 مليار م3، ومثيلها فى البحر المتوسط لحماية السد العالي.
شراقي: أقترح عدم منح أي طالب شهادة تخرج إلا بعد زيارة السد العالي
وأشار إلى أن حرم منطقة الفيضان فى القاهرة كان مسجد عمرو بن العاص شرقا إلى أهرامات الجيزة غربا، ويعد البناء في تلك المنطقة خطورة شديدة، الآن وبعد أن اطمأن الجميع غزا البناء شواطئ النيل حتى أصبح من الصعب أن تراه إلا عند عبوره، مؤكدا أن ما حدث في السودان العام الماضي من سيول وفيضانات يزدنا إجلالا وفخرا بمصرية السد العالي، مقترحا عدم منح شهادة التخرج من الجامعة لأي طالب مصري إلا إذا قام بزيارة السد العالي مرة واحدة على الأقل خلال مراحل دراسته، حتى يعلم الشباب قيمة هذا المشروع ويفتخر بأجداده الذين بنوا الحضارات القديمة والمشروعات العظيمة الحديثة مثل السد العالي.
رئيس هيئة السد العالي الأسبق: حارس أمين لحدود مصر الجنوبية
من جانبه يقول المهندس عماد ميخائيل، رئيس هيئة السد العالي الأسبق إن السد العالي هو الحارس الأمين على الحدود الجنوبية لمصر لتأمين البلاد وتجنيبها العطش والغرق منذ الانتهاء منه في عام 1979.
وأضاف أنه لمعرفة أهمية السد العالي علينا العودة إلى التاريخ قبل بنائه، لنرصد كوارث ما قبل إنشائه فبين عام 1860 إلى 1880 وقعت 4 كوارث فيضانات عملاقة وكان أشدها عام 1878، وذلك بالرغم من بناء الحواجز والسدود فقد ارتفعت المياه مترا وأغرقت جميع الأراضي بين القاهرة والمنيا، والتحمت مع فرع رشيد في الدلتا وانفجرت المياه من فرع دمياط فاجتاح جميع الأراضي المحيطة به حتى المصب في البحر المتوسط، وخلال ذلك حدثت كارثة إنسانية بعد أن فزع الناس هاربين من الوادي والدلتا إلى الأراضي المرتفعة، لكن المياه أغرقت الكثير من الرجال والنساء والأطفال مع مواشيهم بينما شاهد الناس بيوتهم وهي تنهدم وتجرفها مياه الفيضان العاتية.
أنهى مشهدا مأساويا كان يعيشه الفلاح ومهندس الري كل عام
أما عن حالة الري، يقول إن السد العالي أنهى مشهدا مأساويا كان يعيشه المزارعون ومعهم مهندسو الري، حيث كانت مديريات الري تشرف على سير النهر ابتداء من خزان أسوان وانتهاءً بالترع والمراوي والمساقي الصغيرة، وتشتد الحاجة إلى الماء من شهر يوليو إلى أكتوبر وهي الفترة التي تزرع فيها الأراضي الصيفية بمحصول الذرة، ولكن هذه الفترة هي نفسها فتره الفيضان ويكون المعيار الوحيد لإعطاء المياه للترع هو مدى استيعابها للمياه وقدرة الفلاحين على التنظيم والتوزيع على المساقي، وتتراجع الحاجة إلى المياه في أكتوبر ويصرف الزائد من المياه إلى البحر وعندما تحل نهاية شهر فبراير ويهبط المنسوب في النيل بسرعة هائلة تزداد حاجة الحقول إلى مزيد من المياه عن الحد الذي تستطيع الحصول عليه، ويشرع خزان أسوان في إطلاق مياهه ويتم حصاد المحصول الشتوي.
وأشار إلى أن مساحة الأراضي الزراعية تعتمد فقط على مياه خزان أسوان ولا تطلق مديريات الري المياه منه إلا بعد ورود الأنباء من أعالي النيل تبشر بالفيضان الجديد، وكانت أراضي الحياض لا تزرع إلا محصولا واحدا طوال العام.
غير وجه الارض في الوادي والدلتا
وأكد أن نهر النيل غيّر تماما هذا المشهد وضمن حصة سنوية مقدارها 55.5 مليار متر مكعب من المياه، تصرف سنويا حسب نظام للري والزراعة وهو ما غير وجه الأرض في وادي النيل تماما، بل غير مصير شعب بأكمله لأن مصر تحولت من بلد خاضعة لمشيئة نهر إلى بلد مروضة تمام لذلك النهر واستطاعت توظيفه تماما من أجل التوسع الزراعي وتوليد الكهرباء ومن أجل انتظام الملاحة النهرية طوال العام .