بيت العيلة وحلاوة اللمة

كتب: هادية المستكاوي

بيت العيلة وحلاوة اللمة

بيت العيلة وحلاوة اللمة

اللمَّة حلوة وشهر رمضان مغناطيس حلاوة اللمَّة حول مائدة الود والرحمة واللقمة الهنية ولو حتى على أبسط طبلية. أتذكَّر بيت أمي وهو فاتح أبوابه للأبناء والأقارب والأصدقاء، لا يمر يوم في رمضان إلا والتجمع العائلي يحيط جدران الدفء الأسري لحظة الإفطار، وأتذكر كيف كانت أمي يرحمها الله تسعى جاهدة لإرضاء كل فرد في الأسرة والأقارب وحتى الجيران، إنه بيت العز ليس بثرائه المادي ولكن بكنوز المشاعر الطبيعية الفياضة بسعادة اللمة، لم أرَ أمي يومًا متأففة من هول إرهاقها في الثلاثين يومًا بلا هدنة لتدبير إفطار شهي ومناسب للجميع، رمضان كان يجئ لنا بالبهجة ويزيد من تقاربنا وترابطنا.. بيتنا كان مثل خلية النحل شغال طوال أيام رمضان وهي ملكته. وأعترف أني وأختي لم نشارك أبدًا في أعداد الإفطار أو مساعدة أمي، كنا نلعب رياضة في النادي أنا وأخواتي ونعود للمنزل لحظة الإفطار ونبدأ في السؤال بلا مبالاة عن كل ما نحب، وآه لو هناك نقص نلوم أمي ولو كانت المائدة عامرة.. دلع شربناه في وجود أغلى الناس أبي وأمي وطلع علينا أو بالأصح على بعد وفاتهم يرحمهم الله.. فأنا الكبيرة وباب بيتي هو قبلة العائلة الآن واستلمت الراية وأحاول جاهدة إرضاء أولادي وأقاربي وأصدقائي، أناضل حتى أحافظ على لياقة مغناطيس حلاوة اللمة ولا يتسرب الملل لقلوب أعزائي من تكرار الوجبات وأحاول أنوع ما يقدم مثلما كانت أمي تفعل وأجاهد حتى أرضي الجميع و لا يرضوا؟! الكل يدلع علي.. كم استحملت يا أمي الحبيبة الله يرحمك.. اللمة حلوة آه ولكن التعاون والتنازل قليلًا أحلى ويظل بيت العيلة نعمة.. ربنا يديمها يا رب.