مذكرات نادية لطفي تكشف: كيف حصلت على عضوية «جمعية الحمير»

كتب: إلهام زيدان

مذكرات نادية لطفي تكشف: كيف حصلت على عضوية «جمعية الحمير»

مذكرات نادية لطفي تكشف: كيف حصلت على عضوية «جمعية الحمير»

في بعض سطور مذكراتها تقول الفنانة نادية لطفي «أفتخر في تاريخي السينمائي بأفلامي المأخوذة عن روايات لكبار الأدباء، ويكفيني فخرا أنها جمعتني بقامات في قيمة نجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس، ومصطفى محمود وصبري موسى ومحمد التابعي ويوسف السباعي.. ورغم أن الحظ لم يسعدني بعمل مع توفيق الحكيم إلا أنه من أكثر الأدباء الذين أثروا في تفكيري، وخاصة كتابه سجن العمر الذي روى فيه سيرة حياته».

وعبر أحد فصول كتابها «أسمي بولا.. نادية لطفي تحكي» والصادر عن دار نهضة مصر للنشر، للكاتب أيمن الحكيم، تتحدث الفنانة الكبيرة عن علاقتها بالأديب الكبير توفيق الحكيم: «استوقفني صراعه مع والده، الأب يريده محاميا، والابن يهوى مجال الأدب، وأعجبني عناد الحكيم، وتصميمه على رغبته واختياره، وهي تجربة شبيهة بما مررت به عندما أغوتني السينما واخترتها طريقا رغممعارضة أسرتي، وكان من حسن حظي أني جئت في فترة كان المجتمع فيها أكثر وفيا وتطور عما كان عليه توفيق الحكيم في شبابه».

وتشير نادية لطفي إلى حرصها على متابعة كتابات الحكيم، وما يثيره من جدل، خصوصا في علاقته بالمرأة، وبصفة البخل التى التصقت به، وتقص موقفا طريفا قائلة: «دعيت لحضور عيد ميلاد توفيق الحكيم، وربما كان صاحب الدعوة هو الأستاذ حسن عبدالمنعم وكيل وزارة الثقافة، وكانت تربطني به علاقة طيبة بعد المساعدات التي قدمها لى في مشروع إنشاء صندوق للفنانين يوفر لهم معاشا كريما عندما يتقدم بهم العمر، وكان من بين حضور الحفل المقام وقتها فى أحد الفنادق، عدد كبير من المثقفين منهم سعد الدين وهبة وإبراهيم الورداني».

وتروي: «أثناء الحفل خطرت فكرة طريفة في دماغ حسن عبدالمنعم، وسأل توفيق الحكيم: إيه رأيك يا توفيق بيه لو طلبت يد نادية لطفى للزواج؟! وتعالت الضحكات وسرعان ما تحولت المزحة إلى لعبة شارك الجميع فيها بمن فيهم أنا.. التى أصبحت فجأة خطيبة توفيق الحكيم».

وتواصل «في إطار المزحة توالت الأسئلة على توفيق الحكيم عن خططه المستقبلية لإتمام الزيجة، وشهر العسل وهدية العروسة وما إلى ذلك»، وتحكى نادية لطفي: «قضينا سهرة ممتعة (على حس) هذه اللعبة، وفي نهايتها طلبت من توفيق بيه خطيبى، أن يوصلنى لبيتى، وكنا جيرانا في جاردن سيتي فخاف أن يتورط في هدية وزاغ مني، وهكذا انتهت أسرع خطوبة في التاريخ!!».

وجمعت نادية لطفي بتوفيق الحكيم كذلك الزمالة في «جمعية الحمير»: وهي الجمعية التي أسسها الفنان القدير زكي طليمات في أوائل الثلاثينات كنوع من الاحتجاج على رفض السلطات السماح بتأسيس معهد للتمثيل، وهي الفكرة التي تطورت فيما بعد إلى معهد الفنون المسرحية، متابعة: «شرحوا لي قصة الجمعية، ووجدت نفسي عضوا فيها، وبدأت بأقل رتبة وهي (حرحور) أى الحمار الصغير، ومع توالى سنوات خدمتك في الجميعة وإثبات أنك جدير بالترقي تبدأ في الحصول على الرتب الأعلى: حمار ببردعة، ثم حمار بحلاوة وصولا إلى الرتبة الأسمى، والتي لم ينلها سوى عدد محدود وهي رتبة الحمار الأكبر».

وتستفيض في الحكى عن قصة الجمعية ومحاول إشهارها رسميا: «كان توفيق الحكيم من قدامى الأعضاء فى جمعية الحمير، وهو أمر طبيعي في ظل علاقته الأدبية الوثيقة بالحمير، فأظن أنه أكثر أديب عربي استخدم الحمار كرمز فني في رواياته ومسرحياته وكتبه بداية من روايته الشهيرة حمار الحكيم ومقالاته الفلسفية التي جمعها في كتاب حماري قال لي».


مواضيع متعلقة