تفاصيل اختراق حسابات حسن نصر الله وحزب الله: فضح سيناريو «يوم القيامة»

كتب: محمد علي حسن

تفاصيل اختراق حسابات حسن نصر الله وحزب الله: فضح سيناريو «يوم القيامة»

تفاصيل اختراق حسابات حسن نصر الله وحزب الله: فضح سيناريو «يوم القيامة»

أثار الاختراق الإلكتروني لمؤسسة «القرض الحسن» المالية التابعة لـ«حزب ‏الله» في لبنان، ونشر بيانات المودعين والمقترضين، ارتباكا في الساحة المؤيدة ‏للحزب، رغم نفي المؤسسة لأن يكون القراصنة وصلوا إلى أي من البيانات ‏الداخلية أو أرقام الحسابات العائدة للمودعين‎، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

واخترقت مجموعة من المقرصنين الإلكترونيين تحمل اسم ‎ spiderz ‎حسابات ‏مؤسسة «القرض الحسن» وكاميراتها في الفروع كافة، ونشرت لوائح أسماء ‏المقترضين خلال العامين 2019 و2020 في موقع إلكتروني، ووضعت ‏الروابط في صفحة خاصة في «تويتر»، مرفقة بالتفاصيل المتعلقة كافة بالزبائن‎.

وأشار تقرير مؤسسة «جلوبال» لمكافحة الإرهاب، أن حسن نصر الله كان يستعد منذ سنوات لسيناريو أطلق عليه «يوم القيامة»، الذي سيضطر بموجبه إلى الفرار والاختفاء.

ووفقا للمعلومات التي حصل عليها معدو تقرير «جلوبال» من مصادر مختلفة، فإن الأموال التي جرى إخفاؤها لتنفيذ عملية الاختفاء هذه، كان مصدرها عملية احتيال مشينة تضمنت تحويل مبالغ كبيرة من الأموال إلى حسابات في الخارج، حولت إلى عائلته والمقربين.

وبحسب تقديرات مختلفة، نجح نصر الله في وضع أموال في حسابات مختلفة خارج لبنان تقدر بنحو 1.6 مليار دولار.

أما مصادر الأموال فهي متنوعة، أولها تحويلات مباشرة من ميزانية حزب الله أو من مختلف ممولي الميليشيا وشركاتها، وبالطبع مصدر بعضها إيراني.

وثانيها يكمن في سرقة الأموال مباشرة من الدولة اللبنانية؛ إذ حولت الأموال من قبل السياسيين التابعين لحزب الله من خلال لجان في البرلمان يرأسها الحزب، ثم تنقل إلى خارج لبنان.

ودعت مجموعة القراصنة المقترضين لعدم دفع الأقساط المتوجبة عليهم لصالح ‏المؤسسة، كما دعت المودعين إلى الإسراع بسحب ودائعهم.

ووعد ‏المقرصنون، عبر الفيديو، بنشر مزيد من المعلومات في المرحلة المقبلة عن ‏جمعية «القرض الحسن» وسواها من المؤسسات التابعة لحزب الله اللبناني.

وأثارت عملية الاختراق حالة ارتباك في صفوف العملاء، بالنظر إلى أن جميع بيانات ‏الزبائن باتت متاحة على الملأ، وجاءت العملية بعد أشهر قليلة على إطلاق ‏المؤسسة خدمة الصراف الآلي في فروعها في الضاحية الجنوبية لبيروت، ‏مركز نفوذ الحزب؛ ما شجع البعض على وضع ودائع مالية في المؤسسة غير ‏الخاضعة للنظام المصرفي اللبناني‎.‎

وقللت المؤسسة من أهمية الاختراق؛ إذ نفت أن يكون القراصنة قد استطاعوا ‏الوصول إلى أي من المعلومات الداخلية، وقال متحدث فيها، إن القرصنة طالت ‏الشبكة الخارجية ولم تطل الداخلية التي تتضمن أرقام الودائع وقيمة ‏القروض وغيرها، مؤكداً أن «الشبكة الداخلية محصنة جيداً ومؤمّنة، ولم تُرصد ‏أي حركة عليها، ولا يمكن الوصول إليها‎».

وقال المتحدث، إنه تجري متابعة التحقيقات لمعرفة الجهات التي تقف وراءها، ‏مطمئنا في الوقت نفسه زبائن المؤسسة «الى أن الخرق محدود ولا خطورة ‏على حسابات المودعين والمقترضين على حد سواء، وأن لا إمكانية للتصرف ‏بها أو تحريكها‎».

وتضمنت البيانات المنشورة، قوائم بأسماء الزبائن وأرقام حساباتهم ونوع ‏العملة التي يتعاملون فيها، وقائمة بأهم الزبائن، وبالمقترضين وقيمة القرض ونسبة السداد ومعلومات شخصية عن الزبائن.

كما كشفت عملية ‏القرصنة عن حسابات مؤسسة القرض الحسن في «جمّال ترست بنك»، الذي ‏كان قد خضع إلى العقوبات الأمريكية عام 2019، بتهمة تقديم خدمات مالية ‏لـ«حزب الله»، وجرت تصفيته في لبنان‎.

ونفى المتحدث باسم «القرض الحسن»، أن تكون المعلومات المنشورة عن قوائم ‏أهم الزبائن صحيحة، قائلا: إن المعلومات التي حصل عليها «تشبه الحصول ‏على بيانات الناخبين، ولم تطل الحسابات المالية؛ ما يدحض مزاعم القراصنة ‏حول التصنيفات».

وأضاف المتحدث: «التصنيفات لا تستند إلى بيانات، وحتى لو وضعوا ‏أي أرقام، فإنها بالتأكيد ستكون غير صحيحة لأن البيانات المالية لم يصل إليها ‏أحد‎».

وافتتحت المؤسسة في ثمانينات القرن الماضي؛ إذ سجلت بصفة جمعية ‏خيرية، وتُعرف بأنها مؤسسة تكافل اجتماعي تمنح القروض من دون فوائد ‏بالدولار حصرا، مقابل رهن الذهب.

وتظهر بياناتها أنها قدمت ‏قروضا صغيرة «لا تتخطى الـ5 آلاف دولار»، بمبالغ تتخطى 3 مليارات دولار، ‏وناهز عدد المقترضين نحو 200 ألف مقترض‎، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

وتعتبر مؤسسة «القرض الحسن»، إحدى أبرز المؤسسات الاقتصادية التابعة للحزب، ‏وتنتشر على مساحة 31 فرعا، يقع معظمها في مناطق تسكنها أغلبية شيعية، ‏وبدرجة أقل في مناطق تسكنها أغلبية سنية ومسيحية.

وفي أبريل 2016، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية جمعية «القرض ‏الحسن» على قائمة العقوبات، وافتتحت ‏الجمعية في أبريل 2019، حسابين لنقل التبرعات لضحايا الفيضانات في إيران ‏من قِبل الهلال الأحمر الإيراني، وجمعية الإمداد التابعة لحزب الله‎.

 


مواضيع متعلقة