محمد رضا.. ملك الضحك الذي لفظ أنفاسه الأخيرة على «التليفون»

كتب: هبة أمين

محمد رضا.. ملك الضحك الذي لفظ أنفاسه الأخيرة على «التليفون»

محمد رضا.. ملك الضحك الذي لفظ أنفاسه الأخيرة على «التليفون»

«بنته ماتت النهاردة.. ولكنه أصر على عرض المسرحية اليوم في موعدها وأن يأتي إليكم عشان يسعدكم ويفرحكم»، كلما قالها المخرج السيد راضي، للجمهور بعد انتهاء عرض مسرحية «طب وبعدين»، عن الفنان الكبير محمد رضا، بعد وفاة ابنته الكبيرة والوحيدة على ثلاثة آخرين من الذكور بعد صراع مع المرض، ووقتها لم يرضخ «معلم الفن» لمطالب أسرته وزملائه بتأجيل العرض المسرحي بسبب الحزن الذي سكن قلبه بعد وفاة وحيدته، ولكنه تمسك بالذهاب لعمله والوقوف على خشبة المسرح «الناس ملهاش ذنب.. دفعوا فلوس عشان يضحكوا».

99 عامًا مرت على ميلاد الفنان محمد رضا الذي ولد في مثل هذا اليوم 20 ديسمبر من عام 1921 بمحافظة أسيوط، وحصل على دبلومة في مجال الهندسة التطبيقية عام 1938، وفي بديات حياته عمل بـ«هندسة البترول»، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1953، وكان دور «المعلم كرشة» الذي قدمه من خلال مسرحية «زقاق المدق» عن رواية الأديب نجيب محفوظ عام 1958 بوابة اكتشافه وتقديمه لعالم السينما.

من أصعب المواقف التي مرّت على ملك الضحك محمد رضا، هى إصابة ابنته أميمة بالمرض اللعين، الأمر الذي أدخله في نوبة من الحزن الشديد، لارتباطه بها باعتبارها الفتاة الوحيدة على 3 من الأشقاء الذكور، وذلك بعد زواجها وولادتها لاثنين من الأطفال، وتوفيت تاركة طفلة رضيعة، بكى «رضا» على وفاة وحيدته، وبالرغم من الوجع الذي عاش فيه، ذهب لتأدية دوره في إحدى المسرحيات، وأضحك الجمهور، بينما قلبه كان يعتصر من الألم والحزن.

يوم 21 فبراير من عام 1995 في شهر رمضان، وبعد تناول وجبة الإفطار توفي محمد رضا، خلال إجرائه حديثا صحفيا عبر التليفون الأرضي، وفجأة سقطت «السماعة» من يده، ووقتها كان نجله أحمد مسافرًا خارج البلاد، وقبل سفره أخبر والده أنه لن يعود إلا بعد عدة أشهر، ولكن محمد رضا، أخبره بثقة «لاء هترجع قبل العيد»، وبالفعل عاد نجله من الخارج ليحضر جنازة والده أحد أشهر ملوك الكوميديا بالقرن الماضي.


مواضيع متعلقة