أشرف الصباغ يقدم كتاب «نجيب سرور.. فارس الميثولوجيا المصرية»

كتب: إلهام زيدان

أشرف الصباغ يقدم كتاب «نجيب سرور.. فارس الميثولوجيا المصرية»

أشرف الصباغ يقدم كتاب «نجيب سرور.. فارس الميثولوجيا المصرية»

انتهى الدكتور أشرف الصباغ، من إعداد كتاب «نجيب سرور.. فارس الميثولوجيا المصرية»، ليكون ضمن إصدارات المهرجان القومي للمسرح المصري، الذي تنطلق فعالياته من يوم 20 ديسمبر الحالي، إلى 4 يناير 2021، وبرئاسة الفنان يوسف إسماعيل، ويكرم المهرجان نجيب سرور ضمن الفعاليات.

وعن الكتاب، تحدث الدكتور أشرف الصباغ، قائلا: «يمثل الشاعر والدراماتورج والمخرج المصري نجيب سرور (1يونيو 1932 – 24 أكتوبر1978)، ظاهرة خلاقة في الثقافة المصرية بطابعها القومي عموما، وفي المسرح الشعري المصري على وجه الخصوص، ذلك المسرح الذي يستند إلى الخصوصية المصرية المرتكزة حصرا على قدمين أساسيتين. الأولى: هي ميثولوجيا القرية بما تتضمن من حكايات وأساطير وروايات شعبية مرتبطة بتاريخ الوطن والإنسان. والثانية: هي ما وراء حياة المدينة بما تحتويه من خبرات، وبما ترتكز إليه من مفاهيم وقيم العدل والحرية. غير أنّ الأرضية الأساسية التي تقف عليها هاتان القدمان هي أرضية الفن الشعبي المصري بكل مصادره وينابيعه، وبكل شرائح المجتمع المصري البسيط الراعي الحقيقي لمنظومة القيم والتراث والحافظ لها».

وأضاف الصباغ، لـ«الوطن»: أنّ من لم يقرأ نجيب سرور أو يطَّلِع على سيرة حياته، فقد أفلت ومضة إنسانية وإبداعية مصرية خالصة، وقد يفقد أحد بوصلات الثقافة الوطنية المصرية بجذورها الشعبية. هذا هو نجيب المثقف الوطني، بمعناه الواسع والكوني، الذي كان وما زال يمثل تركيبة ذهنية إبداعية إنسانية متفردة، وربما يكون هذا التفرد إلى جانب قدراته الفنية الإبداعية المتنوعة في الشعر والترجمة والتمثيل والإخراج والكتابة والنقد والبحث الفني، هو الذي صنع منه أيقونة ليس فقط المسرح الشعري في مصر، بل وأيضا اعتبار إبداعاته المسرحية مصدرا ملهما للمسرح الاستعراضي، نظرا لتضمنها العديد من عناصر الحركة والترحال في التاريخ والفولكلور الشعبي، وقدرتها على الغوص في أعماق الروح الشعبية المصرية.

وتابع: تحول الشاعر والدراماتورج الألماني برتولد بريخت إلى أيقونة مسرحية عالمية ومفكرا من طراز فريد بفضل المناهج العلمية الأوروبية، ولن نكون مبالغين إذا وضعنا أعمال نجيب سرور على نفس المسار الإبداعي لنظيره الألماني، واستخلصنا منظومة القيم الجمالية والإبداعية التي تطرحها أعمال الشاعر المصري، وما تتضمنه من مبادئ إنسانية ورؤى تنويرية بالمعنى الفلسفي والجمالي. وقد نجح خلال عمره الإبداعي القصير أن يترك لنا رصيدا متنوعا من الأعمال الإبداعية.

واستطرد: هذا الرصيد ليس مجرد أعمال إبداعية من حيث الكم والكيف والحجم، بل يمكن أن نطلق عليه بثقة مصدرا للإبداع. أي قاعدة ارتكاز وانطلاق كتراث يمكن أن ننهل منه ونصيغ وننوِّع. أو بمعنى أوضح، ترك لنا مصدرا للإبداع، لأنه لم يستلهم التراث فقط، وإنما خلق تراثا جديدا يمكن الاعتماد عليه في أعمال فنية أخرى. وهذه هي سمات المبدعين الكبار الذين يعتمدون على تراثهم، ثم يعيدون إنتاجه، وبعد ذلك يخلقون تراثا جديدا.

وأكد: نجيب سرور، الذي تميز بشكل واضح بين أبناء جيله كتجربة متفردة، خرج إلينا من طمي النيل شاهرا سيفه في مواجهة الكذب والخداع، منحازاً لأسطورته الشعبية المصرية، وبعد أكثر من 40 عاما على رحيل مبدعنا نكتشف ليس فقط قيمة أعماله، بل وأيضا قيمة تجربته الشخصية والإنسانية العامة، ومواجهته للكذب والنفاق والانتهازية، وارتباطه الجذوري بالثقافة الوطنية المصرية ذات الجذور الشعبية. كل ذلك يصنع منه ومن أعماله «رأسمال رمزي» لثقافتنا الوطنية والشعبية، ويمثل أحد أذرع قوتنا الناعمة، أو قوتنا الذكية ورصيدها التاريخي الذي يجب تسييله بعقلانية وذكاء وإخلاص وانتماء كمصدر من مصادر التراث والإلهام للأجيال الحالية والمقبلة. 


مواضيع متعلقة