متحف الحيتان بالفيوم شاهد على تاريخ الأرض منذ ملايين السنين

05:46 م | الاثنين 14 ديسمبر 2020

يضم مقتنيات نادرة عمرها ملايين السنين، ويثبت أن الحيتان كانت قديمًا برمائية ولديها قدمين، ويُعرض بداخله أضخم حوت مُتحجر.. إنه متحف الحفريات وتغيير المناخ بمحافظة الفيوم، الذي يعد الأول من نوعه في العالم، ويتميز بتصميمه المعماري المتماشي مع طبيعة وادي الحيتان، ما يساعد على إظهار كنوز وثروات مصر الطبيعية، والكشف عن تغيرات المناخ من خلال الحفريات التي تم اكتشافها في منخفض الفيوم، خاصة وادي الحيتان.

وأنشأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتعاون مع الحكومة المصرية، ودعم الحكومة الإيطالية، متحف تغيير المناخ، وذلك في إطار الحفاظ على المحميات الطبيعية، وتشجيع السياحة البيئية، وتنشيط التنمية المستدامة التي تربط بين الحفاظ على البيئة والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.

وافتتح الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، المتحف في 14 يناير عام 2016، حيث يعد الأول من نوعه على مستوى العالم.

ويضم المتحف، مقتنيات نادرة من الحفريات التي يعود تاريخها إلى أكثر من 40 مليون سنة، ويعرض بداخله حوت "الباسيلو سورس أيزيس" وهو أضخم حوت متحجر، ويظهر للمرة الأولى الأطراف الخلفية "الأرجل" للحوت، وهي أكبر دليل على أن الحيتان كانت كائنات أرضية تعيش على اليابسة، وتطورت بمرور الزمن إلى كائنات بحرية تعيش في مياه البحار والمحيطات.

وتمثل "الأرجل الخلفية للحوت" المتواجدة بالمتحف، أيقونة وادي الحيتان، التي كانت من أهم أسباب إعلان الموقع كتراث طبيعي عالمي لاحتوائه على همزة الوصل بين الحيتان البدائية والحالية.

جدير بالذكر أنّ تقرير تقييم مواقع الأداء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة لمواقع التراث الطبيعي العالمي لعام 2020 بموقع وادي الحيتان كأحد مواقع التراث العالمي الجيولوجي في مصر، مؤكدين أن الموقع يدار بحب وكفاءة وحرفية ومهارة من قبل موظفين مؤهلين وملتزمين ومتميزين في عملهم، مما جعله يتميز بأعلى درجات الحماية واستخدام آليات الحوكمة الرشيدة وأدى إلى تفعيل خطة الإدارة المحدثة في عام 2019 لمنطقة محكمة وادي الريان.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن موقع وادي الحيتان هو موقع التراث العالمي الوحيد عالميًا الذي أحزر تقدمًا في مستوى الأداء بالتقرير، لما يلقاه من اهتمام وحماية من وزارة البيئة والقائمين عليه، بالإضافة إلى القيام بتحديد منطقة عازلة حول منطقة التراث العالمي لحماية الهياكل العظمية المتحجرة من التهديدات مثل الزيارة وحركة المرور.

وأضافت وزيرة البيئة، أنّ موقع وادي الحيتان يعد أحد مواقع التراث العالمي الجيولوجي في مصر، الذي يوضح عملية تطورية مميزة في سجل الحياة على الأرض، كما يوضح مرحلة انتقال الحيتان من الثدييات البرية إلى الثدييات العابرة للمحيطات ويدار من قبل باحثين أكفاء وخبراء مصريين بمستوى عالمي في الحفريات تفخر وزارة البيئة بانتمائهم إليها.

تجدر الإشارة إلى أنه تم إدراج موقع وادى الحيتان عام 2018 في القائمة الخضراء IUCN للمناطق المحمية، الذي يعد معيارا عالميا لأفضل الممارسات التي توفر شهادة للمناطق التي تدار بفاعلية وكفاءة، وتظهر الحوكمة الرشيدة والتصميم والتخطيط السليمين والإدارة الفعالة ونتائج الحفظ الإيجابية.

ويتمكن زوار المتحف من معرفة تاريخ الوادي بسهولة ويسر، من خلال المعروضات، حيث يكشف شكل الأرض في الحقبة التاريخية القديمة التي مر عليها 40 مليون عام، كما يحكي مراحل تغيير الكرة الأرضية، ويضم هياكل الحيتان والحفريات التي يتم الحصول عليها من تلك المنطقة المهمة.

ويضم المتحف، مجموعة فريدة من حفريات الفقريات ذات قيمة علمية بتلك المنطقة، التي تُظهر تحول وادي الحيتان نتيجة لتغير المناخ من بحر إلى صحراء منذ ملايين السنين، وذلك من خلال نوافذ عرض يُمكن الزوار رؤية تغير أشكال الحياة على مدار ملايين السنين تبعًا لتغير المناخ على كوكب الأرض، منذ نشأته وحتى العصر الحديث الذي يشهد الكثير من قضايا تغير المناخ وتحديات نواجهها الآن ومشكلات قد نواجهها مستقبلاً.