الفرنسي للدراسات: حوار السيسي لـ"لوفيجارو" له دلالات استراتيجية إيجابية

الفرنسي للدراسات: حوار السيسي لـ"لوفيجارو" له دلالات استراتيجية إيجابية
قالت الدكتورة عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات، إن حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي لجريدة "لوفيجارو" الفرنسية، له مؤشرات ودلالات استراتيجية إيجابية، تشير إلى أن الحوار بين مصر وفرنسا حوار مبني على ركائز مهمة جدا تتقاطع مع ملفات متعددة مهمة لفرنسا على رأسها ملف الإرهاب.
وأضافت "عقيلة"، في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، إن مصر التي تعاني من الإرهاب قبل أن تعاني منه فرنسا، أصبحت تدرك ليس خطر الإرهاب بأشخاصه، بل الخطر الذي يشكله الإسلام السياسي وجماعة الإخوان تحديداً باعتباره تنظيم ممتد له جذوره وتفرعاته وصل فرنسا وأروبا وأصبح يهدد الأمن بكامله.
وتابعت: "جاء حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي ليشدد على أن هناك تفاهمات واضحة في هذا الموضوع، ويمكن أن تستفيد فرنسا من تجربة مصر في مكافحة الإرهاب وملاحقة التنظيمات الراديكالية التي تستثمر الإسلام بكافة أشكاله وتتستر به، خاصة وأن فرنسا كانت ضحية حملة كراهية غذاها التطرف، ومصر دولة لها باع طويل في مواجهة الإرهاب والتطرف كما أنها تعد حصنا منيعا ضد التطرف.
واستطردت: "من الواضح أن فرنسا ستحشد جهودها لمحاربة الإرهاب والاسلام السياسي مع شركائها الدوليين ومنهم مصر تحديدا، وقد تتضح الصورة بشكل أكبر في الأيام القادمة، ومن المحتمل أن يصل التعاون إلى معاقبة الدول الممولة للتنظيمات الإرهابية حسبما أكد الرئيس السيسي".
وأوضحت مدير "الفرنسي للدراسات"، أن تعزيز العلاقة بين كل من مصر وفرنسا يسهم في استقرار الشرق الأوسط، فمصر شريك أساسي في استقرار ليبيا، وتلعب دوراً محوريا في ليبيا ومواجهة الطموحات التركية.
وبالإضافة لما سبق، حسبما أوضحت "عقيلة"، فإن باريس باتت طرفا رئيسيا في إقليم شرق المتوسط، وبالتالي دخول فرنسا لمنظمة إقليم غاز شرق المتوسط بصفتها مراقبا سيكون إضافة، لاسيما وأن الطرفين، مصر وفرنسا، تعتبران أن أمن المتوسط خيار استراتيجي ويدخل ضمن مجالهما الحيوي، وهو ما كان على رأس المباحثات بين الطرفين حول كيفية تأمين موارد البحر المتوسط وحقول الغاز من الاستفزازات التركية."
وتابعت: "بالتالي فإن الحوار يؤكد أن هذا بمثابة فرصة سانحة للجانبين لتنسيق الجهود والمهام خلال الفترة المقبلة خاصة مع وجود اليونان وقبرص في هذا التحالف المتوسطي وبالتالي غل اليد التركية في أي محاولات لفرض الأمر الواقع واستنزاف الثروات البترولية أو الهيمنة على شرق المتوسط."
وإلى جانب ذلك، فإن الحوار بحسب "عقيلة"، له دلالات مختلفة أخرى، حيث "حمل في طياته تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية، بأنه سيكون هناك زيادة في التعاون المشترك بين البلدين، وخصوصا في المجالات الاستثمارية والتجارية في ضوء جهود مصر لتشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية للمشاركة في المشروعات القومية الكبرى".
وأضافت: "لكن هناك دلالات أوسع فهو جاء في توقيت مفصلي ومهم في ظل التوتر الذي أثاره الرئيس ماكرون مؤخرا حول الإسلام والرسومات التي تستهدف النبي محمد، وهنا فإن الموقف المصري واضح في محاولة تقريب وجهات النظر الإسلامية مع الجانب الفرنسي، وإعادة الصورة الطبيعية للعلاقة بين المسلمين نفسهم، وليس بين الإسلام السياسي كتنظيمات قد تضر بالعلاقة بين الأطراف".