حكاية 70 فرعا لـ"التوحيد والنور" صنعت إمبراطورية السويركي الغامضة

كتب: محمد عيسى

حكاية 70 فرعا لـ"التوحيد والنور" صنعت إمبراطورية السويركي الغامضة

حكاية 70 فرعا لـ"التوحيد والنور" صنعت إمبراطورية السويركي الغامضة

كيان غامض يعرفه كل المصريين وخاصة سكان القاهرة الكبرى، لكن لا يعرف أحد كيف تضخم هذا الكيان العملاق حتى وصل إلى كل شوارع ومناطق مصر الراقية والشعبية منها.

صاحبه ليس كغيره من رجال الأعمال المعروفين، فهو لا يظهر مطلقا في أي وسيلة إعلامية، وكل ما يعرفه عنه المصريون قضية تعدد الزوجات الشهيرة والتي اتهم فيها عام 2001 بالجمع بين خمس زوجات في وقت واحد بالمخالفة للقانون.

يلقب العاملون في التوحيد والنور السيد رجب رزق السويركي بـ"الحاج" بين أوساطهم، ويعرفون تاريخه جيدا وأنه ابن مركز المطرية بمحافظة الدقهلية وأنه مولود عام 1945، وأنه بدأ نشاطه التجاري في أواخر السبعينيات بعد أن قدم إلى القاهرة، حيث بدأ عمله بتوزيع الملابس الجاهزة على المحال بالجملة على دراجة هوائية "عجلة نصر" حتى تربع على عرش تجارة الملابس كتاجر تجزئة تبيع محاله كل ما تحتاجه الأسر المصرية، حتى إنه يمكن لعروس أن تخرج من فرع واحد بكل جهازها.

يؤكد مقربون من "السويركي" أن مؤسسته التي يرأس مجلس إدارتها بشكل مركزي كل شيء في يده وحده رغم ضخامة الكيان الذي يديره، وحتى يسيطر على العالم الكبير الذي يحكمه فقد وضع لائحة عمل قاسية لا تقبل الخطأ ولو 1%، اللائحة لا علاقة لها لا بقانون الدولة ولا قانون العمل ولا علاقة لها أيضا بقواعد حقوق الإنسان، أما قوانين السويركي التي يحفظها العاملون عن ظهر قلب فلا تقبل بتعيين أي شاب من محافظات القاهرة الكبرى وتحديدًا من المناطق التي تقع فيها فروع المؤسسة، وذلك حتى لا ينشغل العاملون بأحوال أقاربهم أثناء العمل مما يؤدي إلى تعطيله، وتشمل المحافظات أيضا بني سويف والفيوم وكفر الشيخ، وإن كان استثناء فمن السويركي نفسه.

قوانين "السويركي" تستهدف أيضا عدم تعطيل العمل، وذلك بعدم حمل الهاتف المحمول مطلقا، كما أنه يمنع بشكل قاطع جلوس العاملين على المقاعد بل فالمقاعد نفسها ممنوعة في الفروع، كما يمنع العمال من أن يركن بيده على الريون الذي يقف خلفه، وكذلك ممنوع تناول أي مشروبات أو مأكولات أثناء العمل ومن يضبط متلبسا بهذه الجريمة يدفع غرامة قد تصل إلى نصف يوميته، والوقت المسموح به للطعام هو نصف ساعة خلال اليوم، حيث يحصل العمال على طعامهم وهم في أماكن عملهم، وعلى حسابهم الشخصي، الحد الأقصى للإجازة للعامل 4 أشهر فقط، فلا توجد إجازات مرضية أو إجازة للزواج، ومن يذهب ليتزوج ويحصل على إجازة أكثر من أربعة أيام يفصل مباشرة من العمل ويحل محله آخر.

من قوانين "السويركي" أن يكون العامل أعزب وذلك لاستغلال حاجته للمال من ناحية فيبذل أقصى طاقته في العمل ليربح، ومن ناحية ثانية ألا تكون لديه مسؤوليات اجتماعية كبيرة فيركز في العمل فقط، كما يمنع منعا باتا تعيين فئات معينة هي المرأة والأقباط والمعاقون، وهناك مبررات لكل فئة، المرأة لأنه يخشى أن تتحول المؤسسة إلى مكان للتعارف بين الشباب والبنات فيحدث ما لا يحمد عقباه، والأقباط لأنه يحاول أسلمة العمل.

أما أفرع "التوحيد والنور" فقد بلغ عددها 70 فرعًا منتشرة في أغلب المناطق المهمة والشعبية في مصر، يرأس هذه الإمبراطورية السيد السويركي بنفسه ويديرها 14 ابنا من أبنائه، وتنقسم الإمبراطورية بين أبنائه ومنها ما يبيع سلعا شعبية وآخر يتم تخصيصه للسلع عالية القيمة الاقتصادية، لتلبية كل الأذواق وهو سر جعل التوحيد والنور مؤسسة لا تعرف أزمات السوق المعتادة، فهي مؤسسة غامضة تدار بشكل يدوي ولم تعرف طريق الحاسب الآلي حتى الآن والفواتير تحرر يدويا وتذهب يوميا إلى المقر الرئيسي في باب اللوق للمراجعة.

وألقي القبض منذ 3 أيام على السيد رجب السويركي بتهمة دعم الإرهاب والانتماء إلى جماعة محظورة، وتولى سامح عاشور الدفاع عن المتهم في القضية التي شملت أيضا رجل الأعمال صفوان ثابت رئيس مجلس إدارة شركة جهينة للصناعات الغذائية.


مواضيع متعلقة