باحثة مصابة بـ"الفيبروميالجيا": "مع التركيز بيجيلي تشنجات.. وسِبت شغلي لأني مش قادرة أبص في الميكروسكوب"

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

باحثة مصابة بـ"الفيبروميالجيا": "مع التركيز بيجيلي تشنجات.. وسِبت شغلي لأني مش قادرة أبص في الميكروسكوب"

باحثة مصابة بـ"الفيبروميالجيا": "مع التركيز بيجيلي تشنجات.. وسِبت شغلي لأني مش قادرة أبص في الميكروسكوب"

طبيعة عملها تتطلب منها التركيز الشديد، وهو أمر يُجهد الذهن والبصر، ما قد يؤدى إلى إصابتها بنوبات شديدة وهجمات من المرض الخفى التى لا تعلم الكثير عنه سوى أنه كان سبباً أساسياً فى ترك عملها بعدما أحست أنها لن تتمكن من إنجاز مهام وظيفتها كمعيدة بكلية الطب وباحثة فى مجال علم الأمراض، إنها أسماء فكرى، من محافظة الدقهلية، عانت وما زالت تعانى بعدما أصيبت بمرض الفيبروميالجيا الذى أثّر بشكل مباشر على حياتها، وتسبب فى فقدانها لعملها، وهى الآن تكافح للتوعية بخطورة عدم الاعتراف بالمرض على الصحة النفسية للمرضى، وهو ما يتسبب فى ضرر بالغ لهم، وقالت: «ده مش مرض نادر، ده مرض لسه العلم مكتشفه حديثاً».

"أسماء": الأعراض قريبة من "الذئبة الحمراء".. والعلاج بيعتمد على الحالة النفسية

منذ 7 أشهر أو أكثر بقليل، بدأت أعراض المرض الخفى تظهر على «أسماء» ولم تكن تعلم أن حالتها النفسية السيئة نظراً لبعض المشكلات العائلية ستكون سبباً فى إصابتها بهذا المرض الذى يبدو فى ظاهره بسيطاً ولا يمثل خطورة على أعضاء الجسم ولكن فى باطنه يؤثر بشكل مباشر على مراكز الإحساس فى الجسم، ما قد يؤدى إلى الإصابة بنوبات من الألم المتفرّق الذى يصيب الجسم بأكمله.

بدأت الأعراض تزداد، والألم يظهر فى أماكن متفرقة من الجسم ثم يختفى، وهنا رجحت «أسماء» أن تكون هذه الأوجاع ناتجة عن الإرهاق، أو الأدوية التى تتناولها وتؤثر بشكل مباشر على حالتها النفسية، ولكن مع تطور الأعراض وزيادة الأمر سوءاً أصبحت لا تقوى على المشى، فبدأت الطبيبة الشابة فى التردد على الأطباء فى مختلف التخصصات، لتتعرف على سبب هذه الأعراض التى بدأت فى الازدياد بشكل غير مبرر، وأضافت: «شغل البيت مابقتش أقدر أعمله، ضهرى وعينيا طول الوقت فيهم ألم، قررت أكشف على كل حاجة منفصلة، وبعد كده فجأة جالى وجع صعب فوق عضلات القلب، عملت رسم قلب، ووقتها الوجع ده ماكانش حد بيقدر يستحمله، فعملت سونار، ماطلعش عندى حاجة، والألم اتنقل لعضلات الحوض».

ذهبت «أسماء» إلى طبيب عظام للتعرف على سبب الآلام، وهنا نصحها الطبيب بعمل أشعة رنين مغناطيسى، ولكن دون جدوى، فلم تعرف سبب الأوجاع ولم يستطع الأطباء التعرف على السبب الرئيسى لها، وتابعت: «كل ده حصل فى شهر واحد بس، وبعد معاناة وتحاليل وأشعة واستبعاد أمراض مشابهة فى أعراضها للمرض ده، شخّصت أنا بنفسى حالتى».

أعراض «الفيبروميالجيا» تتشابه مع أمراض روماتيزمية أخرى، وجميعها مناعية، وهو قريب فى أعراضه من الذئبة الحمراء ونقص فيتامين «د» إلى جانب مرض الغدة الدرقية، وواصلت: «لحد دلوقتى الفيبروميالجيا مالوش علاج لأنه بيعتمد على الحالة النفسية، عندنا حاجة اسمها هجمات ودى مرتبطة بالجسم نفسه، وكل واحد وحالته الصحية والنفسية، للأسف عددنا كبير جداً، وفيه دكاترة أصلاً مش معترفين بالفيبرو، لصعوبة التشخيص، أنا سِبت شغلى بسبب المرض لأنى مابقتش قادرة أقعد على مكتب، وخصوصاً إن شغلى ميكرسكوبات، ومع التركيز الشديد بيجيلى تشجنات طول الوقت، ومجرد ما أركز شوية الهجمة بتيجى، وللأسف حياتى وقفت بسببه، وأتمنى إن الكل يعترف بيه، لأن الاعتراف هو بداية الأمل فى العلاج».


مواضيع متعلقة