سيطر على مقاليد السلطة لـ3 عقود.. القصة الكاملة للصراع في إقليم تيجراي

كتب: وكالات

سيطر على مقاليد السلطة لـ3 عقود.. القصة الكاملة للصراع في إقليم تيجراي

سيطر على مقاليد السلطة لـ3 عقود.. القصة الكاملة للصراع في إقليم تيجراي

أعلن الجيش الإثيوبي، أنه سيطر على عاصمة إقليم تيجراي المتمرد في شمال البلاد، ثاني بلد أفريقي في عدد السكان.

فيما يلي أبرز محطات النزاع المثير للقلق، بحسب "يورو نيوز": 

صراع على السلطة

تعود جذور الصدام المثير للقلق في إثيوبيا بين الحكومة الفيدرالية والحزب الحاكم في منطقة تيجراي الشمالية، إلى احتجاجات أطاحت بالحكومة السابقة التي كانت تهيمن عليها "جبهة تحرير شعب تيجراي" في 2018.

ورغم أنّ التيجراي يشكّلون 6 في المائة فقط من سكان إثيوبيا، فقد هيمنوا على مقاليد السياسة الوطنية بالبلاد لما يقرب من ثلاثة عقود وحتى اندلاع الاحتجاجات.

كل ذلك تغير عندما أصبح أبي أحمد رئيسا للوزراء في أبريل- 2018، وهو أول رئيس حكومة من عرقية أورومو، الأكبر في البلاد.

وفقد التيجراي مناصب وزارية وبعض المناصب العسكرية العليا.

شكا الأورومو والأمهرة، ثاني أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، بالإضافة إلى مجموعات أخرى من التهميش في ظل حكم التحالف الاستبدادي القديم.

وخلال الأشهر الأخيرة، اندلعت أعمال عنف عرقية وأطلقت دعوات لمزيد من الحكم الذاتي في عدة أجزاء من البلاد.

جائزة نوبل للسلام

حاز أبي جائزة نوبل للسلام في أكتوبر- 2019، لدوره في إحلال السلام مع إريتريا، وإنهاء حالة الجمود المريرة التي تعود إلى حرب حدودية من 1998 إلى 2000.

لكن الأمور كانت أقل هدوءًا على الصعيد الداخلي.

فبعد أسابيع من فوزه بجائزة نوبل، رفضت جبهة تحرير شعب تيجراي الانضمام إلى الحزب الحاكم الجديد لأبي، متذمرة، ما اعتبرته تهميشا واستهدافا غير عادل عبر تحقيقات في شأن الفساد.

وعاد قادة جبهة تحرير شعب تيجراي إلى منطقتهم، ليتهمهم أبي بمحاولة زعزعة استقرار البلاد.

خلاف انتخابي

قررت الحكومة المركزية تأجيل الانتخابات التي كان مقررا إجراؤها في أغسطس 2020، على خلفية فيروس كورونا رغم احتجاجات المعارضة، بدون تحديد موعد جديد.

وقرر إقليم تيجراي تحدي سلطات أبي من خلال المضي في إجراء الانتخابات الخاصة به في 9 سبتمبر.

اعتبرت أديس أبابا حكومة تيجراي غير قانونية، بينما لم يعد قادة تيجراي بدورهم يعترفون بإدارة أبي.

وقررت الحكومة تقليص الأموال الفدرالية المخصصة للمنطقة، وهو ما عدّته "جبهة تحرير شعب تيجراي" بمثابة "عمل حرب".

اندلاع القتال

في 4 نوفمبر، أمر أبي برد عسكري على هجوم "خائن" مميت على معسكرات الجيش الفيدرالي في تيجراي.

ونفت جبهة تحرير شعب تيجراي مسؤوليتها، وقالت إن الهجوم المزعوم ذريعة لشنّ "غزو".

بعد ذلك بيومين، ومع اشتداد القتال، أقال أبي قائد الجيش الذي ينتمي كبار قادته إلى العديد من قبائل التيجراي.

في 9 نوفمبر، شنّت إثيوبيا غارات جوية على تيجراي، وقال أبي إن العملية ستنتهي "قريبًا"، وإنّ خصومه سيخسرون "لا محالة".

لاجئون و"جرائم حرب"

أدى اشتداد القتال إلى فرار الآلاف إلى السودان المجاور، فيما طالبت الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي بإنهاء القتال.

وارتفعت أعداد الفارين إلى السودان إلى نحو 40 ألفا.

في 12 نوفمبر، قالت منظمة العفو الدولية إن العديد من المدنيين قُتلوا في مذبحة يقول شهود إن قوات داعمة لحكومة تيجراي نفذّتها، لكنّ جبهة تحرير شعب تيجراي نفت تورطها.

في اليوم التالي، دعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق في "جرائم الحرب" في المنطقة.

ومساء ذلك اليوم، أطلقت جبهة تحرير شعب تيجراي "صواريخ" على مطارين قيل إن الجيش الإثيوبي يستخدمهما في ولاية أمهرة المجاورة.

هجوم على إريتريا

وفي 14 نوفمبر، هدّدت جبهة تحرير شعب تيجراي بشن هجمات صاروخية على أسمرة عاصمة إريتريا المجاورة.

واتهمت إريتريا بمساعدة القوات الفيدرالية، وفي وقت لاحق الأحد، تعرضت المنطقة المحيطة بمطار أسمرة لعدة ضربات صاروخية، ما أثار مخاوف من اندلاع صراع إقليمي واسع.

وأقر رئيس إقليم تيجراي دبرتسيون غبر ميكائيل باستهداف المطار.

وقال لوكالة فرانس برس إنّ "القوات الإثيوبية تستخدم كذلك مطار أسمرة" في عملياتها العسكرية ضد منطقته، ما يجعل المطار "هدفا مشروعا" وفق تعبيره.

هجوم نهائي

بعد ثلاثة أسابيع من القتال الذي رفض خلاله محادثات السلام، أعلن أبي أنّ الدبابات الحكومية تتقدم نحو ميكيلي عاصمة تيجراي.

وأمر الخميس بشنّ "المرحلة الأخيرة" من الهجوم، حيث قال الجيش إنه يطوق المدينة وسكانها البالغ عددهم نصف مليون نسمة.

وناشد أبي المدنيين "البقاء في منازلهم والابتعاد عن الأهداف العسكرية".

واستهدف قصف عنيف ميكيلي في 28 نوفمبر، قبل أن يقول أبي إنّ العمليات العسكرية في منطقة تيجراي "اكتملت".

في وقت لاحق من ذلك اليوم، تعرضت العاصمة الإريترية أسمرة مرة أخرى للقصف بصواريخ أطلقت من تيجراي.


مواضيع متعلقة