صاحبة مبادرة صعيد بلا ثأر: أتمنى رعاية الفكرة لوقف سلسال الدم

صاحبة مبادرة صعيد بلا ثأر: أتمنى رعاية الفكرة لوقف سلسال الدم
- الثأر
- جلسات الصلح
- صفاء عسران
- الصعيد
- مبادرة صعيد بلا ثار
- الثأر
- جلسات الصلح
- صفاء عسران
- الصعيد
- مبادرة صعيد بلا ثار
خرجت عن المألوف لترعى جلسات الصلح وتمنع الخصومات الثأرية فى الصعيد، لدرجة أنها نسيت حياتها الشخصية وتفرغت للتهدئة والتصالح بين أبناء الجنوب.. إنها صفاء محمود عسران، المقيمة بنجع حمادى بمحافظة قنا، صاحبة مبادرة "درع التسامح .. صعيد بلا ثأر" التي قالت إنها استطاعت خلال 8 سنوات أن تنهي عدد من الخصومات الثأرية في بعض محافظات الصعيد والتى استمرت لسنوات طويلة بين العائلات.
وأضافت صفاء عسران فى حوارها لـ"الوطن" أن الثأر من الموروثات السيئة بالصعيد والتى راح ضحيتها الآلاف من الشباب بسبب العادات والتقاليد، لافتة إلى أنها تقوم بالمشاركة فى الجلسات العرفية التى تعقد بين العائلات لإيقاف الثأر وسلسال الدم بينهم.
- ما فكرة المبادرة؟
الفكرة التى تقوم عليها المبادرة خاصة بعد رفض أهل القتيل فى بعض الأحيان استلام الكفن ولذلك يرفضوا الصلح ويستمر سلسل الدم والثأر بلا نهاية، والمبادرة نجحت وأصبحت بديلة للكفن في عدد كبير من الحالات المتساوية فى الدم، والتى لا يصلح فيها تقديم الكفن، حيث يتم تقديم درع التسامح صعيد بلا ثأر برعاية وزيرالشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى.
ومؤخرا أعلن الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية الأسبق، رئيس مؤسسة مصر الخير رعايته ودعمه للمبادرة، ووزير الشباب يتواصل معى بشكل بشكل شخصي باستمرارويقدم كل الدعم لى.
الدرع بمثابة تكريم من الدولة لولي الدم
- هل تقديم هذا الدرع كفيل بإنهاء الخصومة بين أطراف الأزمة؟
بالتأكيد، دعم الحكومة للمبادرة يشعر ولي الدم بأن الدولة تقوم بتكريمهم أمام أسرهم ومختلف العائلات والحاضرين فى جلسات الصلح ويكون ذلك بحضور المحافظين ومديرى الأمن ويعتبروه تكريم وتقدير لهم من الدولة. .
أتلقى اتصالات كثيرة للمشاركة فى جلسات الصلح
- كيف تشاركين فى تلك المصالحات؟
.. أتلقى اتصالات كثيرة من المواطنين من محافظات الصعيد وبعض محافظات الوجه البحرى خاصة الغربية والدقهلية والمنوفية يطلبون مني المساعدة فى حل بعض الخصومات الثأرية بمحافظاتهم وبعض الجلسات العرفية.
والدتي تشعر بالقلق فى أحيان كثيرة
- ماذا عن أسرتك؟
.. أسرتى تقوم بدعمي وتساندني على الاستمرار فى تنفيذ تلك المبادرة، وإن كانت والدتي تشعر بالقلق على فى أحيان كثيرة، وتقوم شقيقتى بالتعاون معى ومساعدتي فى هذه المبادرة خاصة فى الذهاب والسفر لمختلف محافظات الجمهورية، ونعمل على نشر قيم التسامح والمحبة بين المواطنين وحماية الأرواح والشباب والأطفال والسيدات بالصعيد، ومؤخرا أعلن وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوى دعم المبادرة لاستمرار نجاحها فى محافظات الصعيد وباقى المحافظات خاصة فى ظل جهود الدولة لتحقيق التنمية الشاملة وتغيير حياة المواطنين بالصعيد، وتم تكريمى من وزارة التنمية المحلية.
وزير التنمية المحلية وافق على رعاية المبادرة مثل وزير الشباب
- ما طلبك من وزير التنمية المحلية؟
.. طلبت من الوزير رعايته للمبادرة وأن يتم كتابة إسمه على الدرع الذي يتم تسليمه فى جلسات الصلح والخصومات الثأرية ووافق على الفور.
- بما وعدك وزير التنمية المحلية؟
.. الوزير أعلن كل المساعدة والدعم بالتنسيق مع المحافظين لتقديم كل الدعم لإنجاح المبادرة والمساهمة فى محاربة الثأر بمختلف المحافظات خاصة بعد النجاح الذى حققته المبادرة خلال السنوات الماضية.
بدأت مشوار المصالحات من 2013
- متى بدأت مشوار المصالحات؟
بدأت المشوار فى 2013 وقتها توجهت للقيام بتغطية إعلامية لجلسة صلح فى دشنا، وقتها وجدت مقاومة شديدة واستهجان من مسألة حضورى وكلام من على شاكلة "عيب البنات تحضر جلسات" والمجالس كلها رجال وشباب وأحيانا يصل الأمر إلى ضرب نار ومشهد مهيب بحضور عدد كبير من المواطنين والعائلات وناس تقدم الكفن، وقتها سألت أولياء الدم ومن معهم الخصومة عن كل تفاصيل الحادثة وجلسات الثأر، وبالفحص تبين أن أسباب بسيطة وتافهة ربما تؤدى إلى القتل والتناحر بين العائلات.
أبرز عقبة تقف أمامي هى رفض استلام الكفن والتحريض على الأخذ بالثأر والمعايرة
- ما أبرز عقبة تواجه جلسات الصلح؟
فى قضايا الثأر غالبا، يرفض أولياء الدم -أهل القتيل- استلام الكفن ويجدون من يحرضهم على الأخذ بالثار، ويصل الامر إلى حد المعايرة من العائلات الأخرى لأهل القتيل فى حال عدم أخذهم بالثأر، وبالتالي يوجد تخوف من نظرة الناس لهم، وأنا حضرت عشرات الجلسات العرفية وحاولت إيجاد حل لتلك الأزمة إلى أن فكرت فى تقديم درع التسامح للمتصالحين برعاية الحكومة ممثلة فى وزارة الشباب، ولولا دعم وزير الشباب كان يصعب على استكمال المبادرة، فالناس ترى فى الدرع تكريم واهتمام من الحكومة.
- هل تجد المبادرة صدى؟
بفضل الله، المبادرة ناجحة وأنا حققت انتشار إلى حد كبير فى الصعيد، وكنت أقدم برنامج "صرخة بسطاء" على السوشيال ميديا للحديث عن التسامح فقط إلى أن تطور الأمر الى إطلاق المبادرة فهى تكرم ولي الدم وتتدخل فى إنهاء خصومات.
- ما أصعب موقف تعرضتي له؟
دعيت للمشاركة فى إحدى جلسات الصلح بالمنيا وأقمت هناك حوالى7 أيام مع أولياء الدم، واستغرق كتابة محاضر الصلح إلى الساعة 12 ليلا، و فى طريقى للعودة وأنا متجهة إلى محطة القطار بالمنيا اصطحبني مواطن من أهل القاتل، كما أصر مواطن أخر من أهل المقتول على القيام بتوصيلي إلى المحطة نظرا لكونى بنت، وقتها شعرت برعب وقلق شديد فى وجود الطرفين معى قبل إمضاء محضر التصالح وتخوفت من تطور الأمر بينهما إلى ما لا يحمد عقباه، ولكن شهامة الصعايدة ألزمت الطرفين باحترامى وعدم صدور أى تطاول أو شجار بينهما.
-هل أسرتك تغضب عند تأخرك بسبب جلسات الصح؟
منذ شهرين كنت أنهى خصومة وتأخرت إلى الساعة الثانية ليلا بسبب توقيع المحاضر العرفية لكلا الطرفين، وعندما عدت إلى منزلى وجدت علامات القلق والضيق تظهر على وجه والدتى، ولكني طمأنتها وأكدت لها أننا فى مهمة إنسانية نبيلة وهى حقن الدماء.
-كونك فتاة، هل تتعرضين للخطر فى هذا المجال؟
.. بلا شك هناك جانب من المخاطر، ولكن النوايا سليمة ونسعى إلى رأب الصدع وبفضل الله أمتلك الشجاعة الكافية لمواجهة أى موقف.
- تقطعين مسافات طويلة بين المحافظات للمشاركة فى إنهاء خصومة، فما العائد عليك؟
.. كنت فى القاهرة منذ 10 ايام وتلقيت اتصال هاتفى من الصعيد، وعاودت على الفور لمتابعة الصلح وتكريم ولي الدم وبعدها عدت إلى القاهرة لاستكمال دورة تدريبية، وفى بداية الأمر كنت أسافر على حسابي لحضور جلسات الصلح،ولا أبالغ إذا قلت أننى تعبت جدا وأهلى تعبوا معايا ولكن بعدها وجدت الدعم والمساندة من وزارة الشباب ثم مؤسسة مصر الخير.
- ما المطلوب الفترة المقبلة؟
.. بحاجة إلى الدعم المعنوى للمبادرة وأن تصل للرئيس عبد الفتاح السيسى لرعايتها فهذا يمنحها قوة ودافع أكبروتقبل لدى المواطنين.
ألغيت حياتى الشخصية ووهبت نفسى للقضاء على الثأر
-ماذا عن حياتك الشخصية؟
.. منذ 8 سنوات وأنا متفرغة لجلسات الصلح وما يتبعها من أمور حتى لو طلب منى أحد الطرفين نقل أولاده إلى مدرسة بعيدة خوفا من المشكلات أتابع الأمر إلى أن نجد الحل المناسب حفاظا على الارواح، فأنا أعمل لحقن الدماء والتسامح، ولا ابالغ إذا قلت أننى ألغيت حياتي الشخصية ووهبت نفسى لمواجهة الثأر والقضاء عليه ومستمرة.
- هل مشاركتك فى ها المجال أثر عليك؟
.. بالتأكيد تغيرت مفاهيم كثيرة فى حياتى، فقد كان من الصعب جدا وجود الفتيات فى المصالحات الثأرية بالصعيد.
الشباب هم أول ضحايا الثأر
- لماذا ترسخت فكرة الثأر فى الصعيد؟
.. بسبب عادات وتقاليد وربما أفكار تقليدية فالمشكلة الوحيدة فى الصعيد هى فكرة الثأر، حيث يعانى منه كل أهالى الصعيد وأدى إلى مقتل مئات من الشباب وبسبب تلك المشكلة لا يوجد تنمية ولا يوجد مصانع، حيث أنه بدلا من إنشاء مشروع تجارى يقوم الشخص بشراء سلاح للقتل وأخذ الثأر، الشباب هم أول الضحايا في الثأر الأشبه بالسرطان الذى يدمر الأخضر واليابس ويعوق عملية التنمية فى الصعيد.
-ما نصيحتك لأهالى الصعيد؟
.. كل الاطراف خاسرة من قضية الثأر، ولابد من وأد تلك العادة السيئة حفاظا على أرواح الناس.