"مستر سلطان مايتنيسيش".. طلابه السعوديين جاءوا لزيارته بعد 40 سنة فراق

"مستر سلطان مايتنيسيش".. طلابه السعوديين جاءوا لزيارته بعد 40 سنة فراق
- مدرس مصري
- سعوديين ومدرس مصري
- سلطان عدلي
- التدريس
- السعودية
- مدرس مصري
- سعوديين ومدرس مصري
- سلطان عدلي
- التدريس
- السعودية
لم يكن تدريسه لمادة الرياضيات مجرد مهنة يبتغي كسب رزقه منها، اتخذ منها رسالة نبيلة يتقوى بها على مرارة غربة واجهها بعيدا عن وطنه بسفره إلى السعودية في أواخر سبعينيات القرن الماضي، كان هدفه أن يترك في نفوس طلابه أثرا لا ينكسر بمرور الزمن، ليجني "الأستاذ سلطان عدلي سلطان" حصاد ما زرعه بعد رد تلامذته الجميل له رغم 40 سنة من فراقهم.
يروي المعلم السبعيني، في حديثه لـ"الوطن"، لحظات الترقب الذي عاشها مع اليوم الأول لسفره إلى المملكة العربية السعودية في عام 1979 ليلتحق بالتدريس في إحدى مدارس منطقة عسير، لكن ذلك الترقب ما لبث أن تحول لطمأنينة بالغة بعدما أحس تعلق طلابه السعوديين به، منذ الوهلة الأولى، بسبب طريقته المختلفة معهم، "عمري ما حاولت أستغل أي طالب منهم، كنت باشرحلهم بضمير من غير ماحط المادة بيني وبينهم أو أطلب مقابل مادي زيادة عن مرتبي".
المنهج الذي سار عليه "سلطان" خلال فترة تدريسه بالسعودية، التي استمرت لـ4 سنوات، كان الحزم الذي يضمن للمعلم هيبته، ولم يكن يلجأ لأي عقوبة على أحد تلامذته من غير خطأ بين يستدعي الجزاء، ولعل ذلك ما جعل طلابه يرون فيه القدوة التي حزنوا كثيرا يوم رحيله عنهما، "بعد ماخلصت إعارتي فوجئت بكل التلاميذ اللي درستلهم متجمعين في المطار عشان يودعوني، وكان موقف مانسيتوش رغم كل السنين اللي عدت عليه".
مستر سلطان: سعادتي ما تتوصفش بتفضيلي على مشاغلهم
27 عاما قضاها معلم الرياضيات السبعيني في التدريس بعد عودته من السعودية في منتصف الثمانينات، لم تنقطع خلالها علاقته مع تلامذته السعوديين، فمنهم من كان يعايده في المناسبات، وآخرون كانوا يراسلونه، دوما، للاطمئنان على صحته، وفئة ثالثة كان باب بيته هو الملاذ الأول لهم بمجرد زيارتهم للقاهرة، "الولاد دول طول الوقت كانوا بيسعدوني بأخلاقهم الطيبة، وعمري ماشوفت منهم إلا الخير".
العسر الذي واجهه "مستر سلطان" عند إصابته ببتر لجزء من قدمه قبل 3 سنوات، عوضه يسر أثلج صدره بعد أن فاجئه تلامذته السعوديين، وعددهم 20 شخص، بتجمعهم وقدومهم إلى القاهرة خصيصا لزيارته بعد أن علموا بمرضه، "سعادتي كانت ماتتوصفش لما فضلوني على كل مشاغلهم، واللي فرحني أكتر إنهم بقوا مناصب كبيرة في بلدهم".
لم يفقد المدرس، البالغ من العمر أرذله، همه بمهنة التدريس التي تركها منذ إحالته للمعاش قبل 10 سنوات، ولا يكتم حزنه على حال "تلميذ اليومين دول" الذي تغيرت علاقته بمدرسه، "زمان كان الطالب بيعتبر مدرسه قدوته الوحيدة اللي يتعلم منها، لكن أملي إن كل حاجة ترجع لأصلها، المدرس بهيبته والطالب بتفوقه".