صعيدي ترك المحاماة وعمل في بناء القُبب: خلقي ضيق وبحب العمل الحر

صعيدي ترك المحاماة وعمل في بناء القُبب: خلقي ضيق وبحب العمل الحر
شكل دائري جذاب ومتناسق، يبلغ عرضها 6 متر وارتفاعها 10 أمتار، هكذا يُبدع محمد محمود عبدالقادر، 31 عامًا، من أبناء محافظة سوهاج في بناء قُبب ومآذن المساجد في غضون 10 أيام فقط.
بتقدير جيد حصل "محمد" على ليسانس حقوق من جامعة أسيوط، ورغم تفوقه الدراسي المعهود، لكنه لم يستهوى العمل بمهنة المحاماة واتجه إلى حرفة أعمال البناء بالتزامن مع تخرجه في عام 2012: "أنا راجل صعيدي محبش العمل تحت ضغط "خلقي ضيق" وأحب العمل الحر بمزاجي فاشتغلت عامل بناء، ومحدش من أهلي عارض لأني بحب أعمل الشغل ده وكنت متخصص في شغل المباني التقليدية للعمارات والشركات، وبعدين احترفت واتجهت لبناء القُبب والمأذن لأن فيها روح الإبداع والتصميم وشكل جمال وفني بقدر أخرج فيه كل طاقتي من الإبداع، ما أهّلني لأكون واحدًا من أبرز عُمال البناء أصحاب الذوق الرفيع".
عمل فني مش مجرد طوب وأسمنت
"كل قُبة أو مئذنة ببنيها لوحدي بحس فيها أني قمت بعمل فني مش مجرد شوية طوب وأسمنت، ولازم استريح فوق أي قبة شوية وأتصور معها وألتقت صور تكون ذكرى معايا عشان افتخر بشغلي طول الوقت"، وفقًا لـ "محمد".
يعتبر عمله في مجال البناء أفضل كثيرًا من المحاماة: "أنا كسيب وشغلانتي بتجيب لي فلوس وعندي صحابي كلهم محامين وعندهم مكاتب محاماة وموهوبين فيها، لكن أنا مقدرش اشتغل في شغل مكتبي، ولاقيت نفسي في البناء والنقاشة، وأهم حاجة اتعلمتها أني اشتغل الحاجة اللي بحبها هلاقي نفسي ببدع أكتر من أي شغل تاني ممكن اشتغله وأنا مش بحبه".
وأضاف "محمد" لـ"الوطن": أقوم بالتجول بين المدن والمحافظات المختلفة لبناء القُبب والمآذن بأشكال مختلفة ومبدعة عن التقليدية: "أحيانًا بيجي لي تصاميم وأنا أنفذها، وأحيانًا بقترح تصاميم تانية مناسبة للمكان ويكون لها شكل مُبهج".