حكاية مسجد السلطان برقوق بشارع المعز.. أول مساجد عهد المماليك

كتب: حسام حربى

حكاية مسجد السلطان برقوق بشارع المعز.. أول مساجد عهد المماليك

حكاية مسجد السلطان برقوق بشارع المعز.. أول مساجد عهد المماليك

بمنطقة النحاسين بالجمالية في شارع المعز لدين الله، بنى السلطان الظاهر أبو سعيد برقوق، أحد المساجد التاريخية العتيقة، والذى يعد تحفة معمارية، عجز مهندسو العصر الحديث بناء مثله، ليكون أول منشأة معمارية تبنى في دولة المماليك الجراكسة.

ويرجع تاريخ إنشاء مسجد السلطان برقوق إلى عام 1286 ميلاديا، ويعتبر أول مسجد بنى في عهد دولة المماليك، حيث بناه السلطان برقوق أول حكام مصر من المماليك الجراكسة، والذى كان فى الأصل مملوكا للأمير «يلبغا» فأعتقه، وظل يتقلب في مناصب الدولة إلى أن تولى حكم البلاد عام 1382 ميلاديا، حسب كتاب تاريخ فنون العمارة الإسلامية.

وجاءت فكرة بناء المسجد ليكون مدرسة لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة، وألحق به قبة ضريحية و"خانقاه" للصوفية، وكان في موضعها مبنى سكني يسمى "خان الزكاة"، وأشرف على البناء الأمير جركسي الخليلي أمير خور، واهتم مهندسه «ابن الطولونى» بتخطيطه وتنسيقه وتأنق فى زخرفته وتزيينه.

وقسم إيوان القبلة إلى ثلاثة أقسام وغطى القسم الأوسط منها بسقف مستوٍ حلى بنقوش مذهبة، وتم فصله عن القسمين الجانبيين بصفين من الأعمدة الضخمة، وكسيت جدران هذا الإيوان بوزرة من الرخام الملون يتوسطها محراب من الرخام الدقيق المطعم بفصوص من الصدف كما فرش أرضيته بالرخام الملون برسومات متناسبة، وقد فقد المنبر الأصلى للمسجد وحل محله المنبر الحالي الذي أمر بعمله السلطان أبو سعيد جقمق، فى منتصف القرن التاسع الهجرى.

 وغطت الإيوانات الثلاثة الأخرى قبوات معقودة أكبرها الغربى المقابل لإيوان القبلة، ويتوسط الصحن "فسقية"، تعلوها قبة محمولة على أعمدة رخامية مكتوب بالطراز الذى يحيط بتنفيخها أنها جددت سنة 1892ميلادية.

وتقع مئذنة المسجد فى الجانب البحرى من الواجهة، كما يضم المسجد قبة ضريحية تعلو غرفتي دفن، الأولى دفن بها جثماني السلطان برقوق وولده السلطان الناصر فرج بن برقوق، بينما تضم غرفة الدفن الأخرى رفات نساء من أسرة الظاهر برقوق، هن خوند شيرين زوجته، وإحدى بناته.


مواضيع متعلقة