رفيق رامي حسنين في الكتيبة والشهادة.. مشاهد من حياة البطل محمد طه

رفيق رامي حسنين في الكتيبة والشهادة.. مشاهد من حياة البطل محمد طه
- الشهيد محمد طه
- محمد طه
- رامي حسنين
- الشهيد رامي حسنين
- الكتيبة 103 صاعقة
- الشهيد محمد طه
- محمد طه
- رامي حسنين
- الشهيد رامي حسنين
- الكتيبة 103 صاعقة
تحل اليوم الذكرى الرابعة لاستشهاد الشهيد البطل المجند محمد طه دردير، والذي نال شرف الشهادة مع قائده الشهيد البطل العقيد أركان حرب رامي حسنين، بعد أن حققا سويا إنجازات وانتصارات على الإرهاب بشمال سيناء إلى أن نالا الشهادة سويا أثناء قيامهما بأحد المداهمات الهامة بشمال سيناء فاغتلاتهما يد الغدر والخسة والجُبن والإرهاب بعبوة ناسفة لأن جميع الإرهابيين كانوا يعرفون جيدا من هو الشهيد رامي حسنين قائد الكتيبة 103 صاعقة ولم يكن أحد منهم يستطيع مواجهته وجها لوجه.
وكانت "الوطن" قد انفردت بحوار مع أسرة الشهيد البطل المجند محمد طه الذي له صولات وجولات وبطولات يحكي عنها زملاؤه على الرغم من كونه كان مجندا يقضي خدمته العسكرية.
"هحكيلك حاجة مقولتهاش لحد غريب قبل كدا.. أنا شوفت استشهاد محمد ابني في المنام ليلة الجمعة قبل مايحصل ويجيلي الخبر.. شوفته متوفى وجايلي في صندوق وخدوه قدام المقابر علشان يدفنوه.. قولتلهم محمد مات؟.. لو مات عرفوني علشان أحنيه بالحنة.. محمد عريس وداخل على الحور العين.. ولازم يروح بحنة العريس"، لا يوجد أفضل من هذه الرؤية والبشارة التي جاءت لوالدة الشهيد البطل المجند محمد طه أحمد الدردير، ابن قرية باجا بمحافظة سوهاج، الذي طالته يد الغدر والإرهاب بشمال سيناء، ونال شرف الشهادة مرافقا لقائده الحبيب الشهيد البطل العقيد أركان حرب رامي حسنين لرحلتهما لجنات النعيم مع الأنبياء والصديقين.
وفي تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أكدت السيدة عواطف محمد والدة الشهيد محمد طه أنها كانت تتابع مسلسل الاختيار، الذي جسد قصة بطولة الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي والإرهابي هشام عشماوي، والذي تطرق لعرض لقطات عن البطل رامي حسنين والبطل محمد طه، وحادث استشهادهما بعبوة ناسفة زُرعت لهما في طريقهما لإحدى المداهمات.
والدة الشهيد: إحساسي مايتوصفش لما شوفت محمد في مسلسل الاختيار
وقالت والدة الشهيد محمد طه: "أنا كنت بشوف مسلسل الاختيار.. إزاي ما أشفهوش؟.. كنت شايفة اللي لابسين لبس الجيش كلهم ولادي.. اللي في المسلسل أو في الجيش بجد كلهم ولادي.. كلهم زي محمد وكل اللي في الجيش في غلاوة محمد ابني".
وعن مشاهدتها لتجسيد شخصية ابنها البطل محمد طه بـ"الاختيار" وتجسيد حادث استشهاده برفقة البطل رامي حسنين، وشعورها في هذا الوقت قالت والدة الشهيد: "شوفت المشاهد الخاصة بمحمد والإحساس مايتوصفش بكلام".
البطل رامي حسنين مكانش بيطلع مداهمة غير لما كان ياخد معاه الشهيد محمد طه
وأكدت والدة الشهيد أن نجلها البطل كان سعيدا للغاية بخدمته في سيناء، وكان يحب الجيش كثيرا، وكان ينوي التطوع بالقوات المسلحة بعد إنهائه فترة خدمته العسكرية، موضحة أن قادته كانوا يعاملونه بشكل جيد جدا هو وزملاؤه مما حببه في الخدمة العسكرية وأراد استكمال المسيرة هناك، "ابني حب الجيش وقالي بإذن الله لو ربنا أكرمني وخلصت مدة الخدمة هتطوع في الجيش.. كان حابب الجيش والقادة بتوعه وكان يقولي الضباط هناك محترمين وكانوا بيحبوه أوي وبيحبوا كل زمايله.. ما هو ابني كان شخص كويس وشخصية محترمة".
الشهيد رامي حسنين كان يكافئ البطل محمد طه بهدايا ومكافآت لتميزه
وتطرقت والدة الشهيد البطل محمد طه لعلاقة نجلها بقائده الشهيد البطل رامي حسنين، قائلة: "البطل رامي حسنين مكانش بيطلع مداهمة غير لما كان ياخد معاه محمد.. هو كان بيحب ابني أوي وكذا مرة كان ابني ييجي يقولي ده العقيد جايبلي هدية.. أقوله جابلك إيه يامحمد يقولي جابلي تليفون ومرات تانية يديله مكافآت.. ويديله فلوس ويجبله عصير وكل حاجة حلوة وكان دايما يقوله أنا بحبك يا محمد أنت شخصية محترمة أوي يا محمد".
"من كتر ما بيحب الجيش وقائده رامي حسنين، مكانش بيرضى ينزل أجازة كان بيقعد بالشهرين ميجيش.. ومرة قعد 100 يوم مينزلش أجازات وكان بيكلمنا بس يطمنا عليه لدرجة أنه كان نازل أجازة قبل الاستشهاد، وكان معاه جواب الأجازة قبل حادثة استشهاده لكن مرضيش ينزل علشان يطلع المداهمة مع الشهيد رامي حسنين، كان معاه كارت أجازته ومرضيش ينزل، وكان المفروض ييجي الخميس ولكن مرضيش واستشهد يوم السبت في المداهمة، ولما مكانش راضي ينزل الأجازة وأصر أنه يطلع المداهمة قالولوه أنت مش معاك فلوس؟.. قالهم لأ معايا.. قالوله أومال مش هتنزل ليه؟.. قال العقيد رامي قالي هتطلع معايا المداهمة دي يامحمد ولا هتنزل؟ وأنا مش هقدر ماأطلعش معاه"، بحسب حديث والدة الشهيد.
الشهيد محمد طه ودع منزله بإجازته الأخيرة وتواصل مع والدته قبل استشهاده بـ3 أيام
وشرحت والدة الشهيد البطل محمد طه أن نجلها كان يستقل نفس سيارة الشهيد رامي حسنين التي طالتها العبوة الناسفة، وكان مكانه أعلى السيارة على السلاح النصف بوصة، والسيارة كانت بها 5 أفراد، ولكن استشهد الشهيد محمد طه مع الشهيد رامي حسنين ونجا البقية سالمين.
وأشارت والدة الشهيد محمد طه إلى أن نجلها قضى عاما و7 أشهر من مدة خدمته العسكرية، وكان متبقي له عام و3 أشهر آخرين، لأن مدة تجنيده كانت 3 سنوات، وهو الابن الأكبر لها، وكان هو من يتحمل مسؤوليات أسرته ويراعي عائلته ويراعي الأراضي الزراعية الخاصة بعائلته، مثلما أوضحت والدته: "هو اللي ملتزم ببيتنا وبيراعي البيت والأرض"، مثله مثل سائر بيوت أهالي صعيد مصر، فالابن الأكبر دائما يتحمل المسؤولية تجاه أفراد عائلته.
وعن آخر إجازة لنجلها قبل استشهاده، قالت والدة الشهيد محمد طه إن الإجازة الأخيرة كانت بعيد الأضحى المبارك، وذبح الأضاحي وفي اليوم الثاني للعيد غادر عائدا لكتيبته بسيناء، مؤكدة أنها لاحظت عليه بعض التصرفات الغريبة التي فسرتها بعد استشهاده بأنه كان يشعر بأنه لن يعود مرة أخرى لبيته: "كان عارف إنه مش هييجي تاني ولف كل مكان في البيت وكان بيدخل ويخرج بيودع البيت، وكلمني قبل استشهاده بـ 3 أيام وبعدها خلاص جالي خبر استشهاده".
والدة الشهيد ترفض كشف وجهه بعد وصول جثمانه وتجهيزه للدفن
وعن تلقيها خبر الاستشهاد قالت والدة الشهيد إن نجلها الثاني تلقى الخبر وكان يقضي فترة تجنيده هو الآخر في محافظة أسيوط، وهو من أبلغها بالخبر، ولكنها اكتشفت أن جميع أفراد الأسرة والعائلة كانوا على علم باستشهاد نجلها إلا هي لم تكن تعلم وكانوا يخفون عنها الخبر، مؤكدة أنها لم تستطع رؤية ابنها قبل دفن جثمانه "قولت محدش يكشف ستر ابني.. مش عاوزه أشوفه.. أنا ابني بين إيدين ربنا واستودعته عند ربنا وهو شهيد عند ربنا، ومكنتش عاوزة أشوف غير صورته ووسامته وحلاوته زي ماهو كان عندي آخر مرة".
وعن إصابات نجلها التي أودت بحياته إثر انفجار العبوة الناسفة قالت والدة الشهيد البطل محمد طه: "كل اللي شافوه قال مفيهوش حاجة غير جرح في الرأس.. زي ماهو مفيهوش حاجة غير الجرح اللي في جبينه، ولو كان فيه جروح تانية هو خلاص روحه طلعت لخالقها ولو جثمانه فيه إيه خلاص، لما روحنا نجيبه من المطار وكان جثمانه في عربية الإسعاف وأنا في العربية اللي وراه وكانت لما عربية الإسعاف كانت تسبق وأقوله استنى يا محمد كانت العربية بتهدي لوحدها.. ما هو شهيد".
والدة الشهيد محمد طه كانت تشجع ابنها على قضاء واجبه العسكري
وعن علاقتها بنجلها قالت والدة الشهيد: "محمد كان أبويا وأخويا وابني وكل حاجة ليا، وعلى الرغم من ذلك لم تحرضه على ترك خدمته بالجيش.. كانوا يقولوا ليه ماتروحش الجيش وكنت أقوله لأ روح يا محمد اللي عليه فرض وواجب يأديه.. كنت أقوله أعملك أكل وابعتلك فلوس ليك أنت وزمايلك.. كان نفسي أعملهم أي حاجة كان يقولي إحنا بعيد أوي عن بعض يا أمي.. والله ولحد النهاردة نفسي أعملهم أي حاجة لكل اللي في الجيش.. ولما بشوف حد في الشارع لابس لبس الجيش ببقى نفسي أخده في حضني وببقى عاوزة أقدمله أي حاجة.. بدعيلهم ليل نهار ربنا يحافظ عليهم ويكفيهم شر اللي بيغدروا بيهم، لأن الضنا غالي وأنا حسيت بوجع فقدانه ومش عاوزة حد يحس بيه، واللي واقف في الجيش ده واقف علشان الناس مش علشانه وشايلين أرواحهم على كفهم.. بيحمونا ولو كورونا دي حرب كانوا هيحاربوها".
وأضافت والدة الشهيد: "ابني كنت مجهزة له شقته ولكن ربنا أراد يبقى مع الحور العين في الآخرة ومايتجوزش في الدنيا.. ربنا كرمه آخر كرم وربنا من عليه بالرضا، ولما شوفت محمد في المسلسل منعت دموعي.. وقولت يا بختك يا محمد الموت جالك على طبق من ذهب".
وتابعت والدة البطل محمد طه أن لديها ابن آخر يريد الالتحاق بالجيش وأداء خدمته العسكرية وصمم على ذلك، خصوصا بعد مشاهدته مسلسل الاختيار "الشباب شافت اللي بيحصل وبقوا عاوزين يأدوا الفرض اللي عليهم تجاه بلدهم.. عرفوا قيمة دورهم.. بيقولو ليه منبقاش زي دول".
وعن الإرهاب الجبان الغادر قالت والدة البطل محمد طه: "ربنا يكفي رجالتنا شر ولاد الحرام.. دول مش رجالة ولو رجالة مش هيعملوا فينا كدا.. ولو رجالة كانوا واجهو رجالة الجيش.. لكن اللي يستخبى ويطلع يضرب ويجري يستخبى مش راجل".
الشهيد محمد طه كان مميزا وكان القائد رامي حسنين يطلبه بالتسم بالمداهمات
بدورها، قالت السيدة إيمان طه شقيقة الشهيد البطل محمد طه، إن المرة الأخيرة التي كانت بينها وبين شقيقها قال لها إنه لن يبدأ إجازته لأن هناك مداهمة يريد أن يشارك بها، وكانت إجازته موقع عليها ولكنه رفض نزول الإجازة، "هو كان مميز على السلاح جدا، وقائد الكتيبة كان بيحبه وبيطلبه بالاسم لتميزه".
وأضافت شقيقة الشهيد محمد طه: "اسمه مكانش في كشف المداهمة لكن هو ألح على قائده إنه يكون في المداهمة، والقائد مكانش موافق قاله أنت بقالك كتير جدا مانزلتش أجازة ولكن مع إصراره وافقله يشارك، ولما استلمنا متعلقاته بعد الاستشهاد لقينا تاريخ الاستشهاد 29/10، وهو كانت أجازته متوقع عليها 27/10 قبل استشهاده بيومين ولكنه رفضها، ولقينا جواب أجازة تاني كان مستلمه من فترة كبيرة قبل استشهاده بحوالي شهر ولكن استلمه ووقع عليه واحتفظ بيه ومجاش الأجازة".
الشهيد رامي حسنين كان يصور فيديوهات للشهيد محمد طه أثناء قنصه العبوات الناسفة
وتابعت شقيقة الشهيد محمد طه: "أخويا كان حابب الجيش واتكرم أكتر من مرة من وزير الدفاع السابق الفريق أول صدقي صبحي واستلم جوائز وكان مميز بين زملائه، ولقى نفسه في الجيش وحبه واتعلق بيه وكنا بنخاف عليه أوي ولكن والدته كانت بتشجعه وتقوله اللي ليك هتشوفه".
واستكملت شقيقة الشهيد: "كان في معزة كبيرة بين الشهيد محمد وبين قائده الشهيد رامي حسنين، كانوا ليهم معزة عند بعض وفي أكتر من فيديو صورهوله الشهيد رامي حسنين على تليفونه الخاص وهو بيضرب عبوات ناسفة من أول ضربة".
قادة الشهيد محمد طه يشهدون له بالكفاءة والالتزام العسكري والأخلاقي
الشهيد محمد طه دردير، استشهد في عمر ناهز 22 عاما، وكان أحد أبطال الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، وشُيع جثمان الشهيد في جنازة حاشدة بمسقط رأسه بسوهاج، وتم إطلاق اسمه على إحدى المدارس الإعدادية بسوهاج.
الشهيد محمد طه دردير، يؤكد زملاؤه وقادته بالكتيبة 103 صاعقة على التزامه الأخلاقي والديني، وكان يحرص خلال تواجده في الكتيبة على الصيام يومي الاثنين والخميس حتى مع ارتفاع درجات الحرارة الكبير، وكونه مجندا ويخدم بشمال سيناء يعني أنه لن يكون هناك أي نوع من أنواع الراحة أو الترفيه، ولكن لم يتخلَ عن هذه العادة، كما يشهد الجميع له بالرجولة والجدعنة والشهامة، وكان مقربا من قلوب قادته وزملائه كثيرا.
الشهيد محمد طه دردير يؤكد قادته بالكتيبة 103 صاعقة أنه كان يستمر في التواجد بالكتيبة أوقاتا طويلة جدا ولم يكن نزوله أجازة من عدمها يمثل له شيئا، مهما طالت مدة تواجده بالكتيبة، وكان يثق به قادته وبكفاءته العسكرية وحزمه وكفاءته على سلاحه، حيث كان يقنص العبوات الناسفة ببراعة شديدة.