مصطفى يوثق لحظات المباني التراثية الأخيرة قبل هدمها: تاريخ منسي

كتب: رضوى هاشم

مصطفى يوثق لحظات المباني التراثية الأخيرة قبل هدمها: تاريخ منسي

مصطفى يوثق لحظات المباني التراثية الأخيرة قبل هدمها: تاريخ منسي

أحزنه ما تتعرض له المباني التراثية والأثرية، من هدم وتشويه وتدمير، لذا حول كاميرته لسلاح، يدافع به عن الماضي، يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويوثق لحظات احتضار أخيرة لمباني، كانت يوما مقرا لأمراء ونبلاء الصعيد.

أحمد مصطفى، مصور شاب من صعيد مصر، وتحديدا من محافظة أسيوط، سخر كل طاقته لتوثق التراث الذي يوشك على الاندثار، سواء كان التراث المادي أو غير المادي، حتى الحرف التراثية المصرية والأصيلة، التي يتميز بها صعيد مصر.

يحمل كاميرته ويجوب الشوارع والقرى والنجوع، عله يجد ضالته في ورشة، ورث صاحبها دباغة الجلود أو نحت التماثيل، أو سن السكاكين ونقش اللوحات الفرعونية، أبا عن جد بأدوات بدائية، كان جدوده الفراعنة أول من استخدمها.

كانت البداية في مبادرتي لتوثيق المباني التراثية في 2015، حين استيقظنا على مبنى بمحافظتي أسيوط، وهدم بالرغم من أنه كان مسجل كأثر في 2009، ثم بعدها بـ3 سنين، وبدون سبب واضح، تم شطبه من سجل الآثار، وبيعه بمبلغ 90 ألف جنيه، وصدر قرار بإزالته، بحسب مصطفى.

وتابع: "يهدم المبنى ذو التاريخ والمعمار، وتحل محله كتل خرسانية صماء، تمحو ذكرى مبنى هو في الأصل كائن حي، يعبر عن ذاكرة كاملة، وعن تفرد شخصية مصر، بقى لا أهمية له، وسط غابات قوالب الأسمنت، التي حولتنا لكائنات مرتبكة بلا هوية محددة، بعد أن كنا أكثر بلاد العالم تفردا في هويتها وشخصيتها"

وأكمل: من هنا كانت البداية، وانطلقت موثقا لعشرات المباني من المنيا حتى أسوان، وكان الكنز في الرحلة، عشرات البيوت والدواوين والأسبلة والقصور الفريدة والبعيدة عن اهتمام مسئولينا في العاصمة من قصر الكسان باشا، ووكالة ثابت لاستراحة الملك فاروق في القصير، وبين كل ذلك، حرف نادرة، توشك على الاندثار، تنتظر نظرة لتوثيقها، وإعادة إحياءها.


مواضيع متعلقة