"ترامب" يثير أزمة السد الإثيوبي.. القاهرة تسعى للتعاون وأديس أبابا تعاند

"ترامب" يثير أزمة السد الإثيوبي.. القاهرة تسعى للتعاون وأديس أبابا تعاند
- إثيوبيا
- السودان
- آبي أحمد
- دونالد ترامب
- نسف سد النهضة
- سد النهضة
- إثيوبيا
- السودان
- آبي أحمد
- دونالد ترامب
- نسف سد النهضة
- سد النهضة
حرّكت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الكثير من المياه الراكدة في أزمة السد الإثيوبي، وكانت شهادة على الصبر الشديد الذي تمتع به المفاوض المصري طيلة عقد كامل من عمر الأزمة، منذ وضع إثيوبيا حجر الأساس لبناء سد على النيل الأزرق في أبريل 2011.
وأثبت "ترامب" في حديثه ما اتصف به الموقف الإثيوبي من عناد خلال المفاوضات، ووضع تصورًا لمشهد ذروة الأزمة التي قد تصل إليه المنطقة، لولا الحكمة المصرية والعقلانية التي تتمتع بها السياسة الخارجية المصرية.
"الوطن" ترصد أهم المواقف الرسمية الدولية والإقليمية في الأزمة خلال الـ48 ساعة الماضية، التي دخلت فيها 4 جهات على خط المواجهة، وبدأت برد إثيوبي ثم موقف أوروبي وسيط، وأخيرا رد رسمي على لسان وزير الموارد المائية والري المصري، يدعو من جديد للعودة للمفاوضات، وسط غياب تام للطرف الأهم في الأزمة، والذي يقوم بدور الوسيط في المفاوضات الحالية، وهو الاتحاد الأفريقي الذي ترأس دورته الحالية جنوب أفريقيا.
دونالد ترامب: قد ينتهي الأمر بأن تنسف القاهرة السد
الجمعة، داخل مكتبه في البيت الأبيض، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، إلى التوصل لحل ودي للخلاف بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة بشأن السد الإثيوبي، موجّها تحذيرا لأديس أبابا بأنّ "الوضع خطير"، وقد ينتهي الأمر بأن تنسف القاهرة السد.
وقال "ترامب" خلال المكالمة التي أجراها أمام صحفيين في البيت الأبيض، إنّه توسط في اتفاق لحل القضية، لكن إثيوبيا انتهكت الاتفاق برفض التوقيع، ما دفعه إلى قطع التمويل الأمريكي عنها، مشدداً: "لن يروا تلك الأموال أبداً ما لم يلتزموا بالاتفاق مع مصر، ولا يمكن لوم مصر لشعورها ببعض الاستياء"، كما طالب ترامب، حمدوك، بإقناع إثيوبيا بقبول الاتفاق لتسوية النزاع.
آبي أحمد: لا يمكن لأحد أن يمس إثيوبيا ويعيش بسلام
لم يمر الكثير على تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حتى جاء الرد الرد الإثيوبي، باتهام الرئيس الأمريكي لأديس أبابا، بانتهاك اتفاق صاغته واشنطن، عكف فريقه في البيت الأبيض على وضعه لحل النزاع.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في بيان رسمي له، إنّ السد هو سد إثيوبيا، والإثيوبيون سيكملون هذا العمل حتى النهاية لا محالة، ولا توجد قوة يمكنها أن تمنع الإثيوبيين من تحقيق أهدافهم التي خططوا لها.
وأضاف "آبي"، في لهجة عنادية: "لم يستعمرنا أحد من قبل، ولن يحكمنا أحد في المستقبل، ولا يمكن لأحد أن يمس إثيوبيا ويعيش بسلام، وسوف ينتصر الإثيوبيون".
وتابع في البيان الرسمي الصادر عن رئاسة الوزراء الإثيوبية: "هناك أصدقاء صنعوا معنا هذا التاريخ، وهناك أصدقاء خانوا خلال صناعتنا لهذا التاريخ، هذا ليس جديدا على إثيوبيا".
الاتحاد الأوروبي: الآن هو وقت للتصرف وليس لزيادة التوترات
لم يمر الكثير من الوقت، حتى دخل الاتحاد الأوروبي على خط الأزمة، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إذ قال المفوض الأعلى للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنّ أكثر من 250 ألف شخص يقيمون في حوض نهر النيل الأزرق، قد يستفيدون من اتفاق محتمل يعتمد على توافق بشأن ملء السد الإثيوبي.
وأوضح الاتحاد الأوروبي أنّه بات بإمكان مصر والسودان وإثيوبيا الوصول لاتفاق بشأن ملء السد، والآن هو وقت للتصرف وليس لزيادة التوترات.
وأكد كذلك الدعم الأوروبي الكامل لجهود جمهورية جنوب أفريقيا، التي تترأس حاليا الاتحاد الأفريقي لدفع الأطراف إلى حل تفاوضي، لافتا إلى أنّه يتطلع لاستئناف محادثات السد الإثيوبي في أسرع وقت وإتمامها بنجاح.
وزير الري: توجد فرص للوصول لاتفاق مع الدولة الإثيوبية
أمس، وفي تصريحات تليفزيونية، قال الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، إنّ الفرصة موجودة للوصول إلى اتفاق مع الدولة الإثيوبية، ومصر لديها إرادة سياسية للتعاون وللتكامل الإقليمي من أجل تحقيق الرفاهية لشعوب الدول الثلاث، مؤكدا أنّ الإرادة السياسية في مصر موجودة على أعلى مستوى.
واتهم "عبدالعاطي"، الجانب الإثيوبي بإفشال اتفاق واشنطن للتوصل لحل لأزمة السد الإثيوبي، قائلًا: "جرى التوصل لاتفاق في واشنطن، والإثيوبيون كانوا موافقين على هذا الاتفاق، لكنهم طلبوا وقتا للحوار المجتمعي لديهم، وفي النهاية رفضوا اتفاق واشنطن".
"شراقي": تصريحات "ترامب" حركت المياه الراكدة في مفاوضات السد الإثيوبي
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إنّ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتحركات المصرية، يجب أن تدفع الاتحاد الأفريقي للقيام بمسؤولياته التي طلبها لحل مشكلة السد الإثيوبي، أو إعلان فشله في الوصول لاتفاق، وإخطار مجلس الأمن بذلك في أسرع وقت، لاستكمال المفاوضات تحت رعايته".
وأضاف "شراقي"، لـ"الوطن"، أنّ مياه الفيضان هذا الموسم، والتى تتدفق أعلى الممر الأوسط من السد الإثيوبي، أوشكت على الانتهاء خلال أيام قليلة، بعدها تبدأ إثيوبيا تعلية الممر الأوسط إلى ارتفاع 100 متر من قاع النهر، ما يعني غلق السد لحجز إجباري قدره نحو 18 مليار متر مكعب الصيف المقبل.
وأكد أنّه من الضروري مشاركة السودان بمطالبة إثيوبيا بعدم تعلية الممر الأوسط، قبل التوصل إلى اتفاق، إذ إنّ التعلية خطوة رئيسية في التخزين، ولا يمكن لإثيوبيا صرف الـ18 مليارا إذا طلب منها ذلك، لعدم وجود بوابات كبيرة تسمح بتدفق المياه.