شراقي: تصريحات ترامب حركت المياه الراكدة في مفاوضات سد النهضة
شراقي: تصريحات ترامب حركت المياه الراكدة في مفاوضات سد النهضة
قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة :"إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتحركات المصرية يجب أن تدفع الاتحاد الأفريقى للقيام بمسئولياته التى طلبها لحل مشكلة سد النهضة، أو الإعلان بفشله فى الوصول الى اتفاق وإخطار مجلس الأمن بذلك فى أسرع وقت لتكملة المفاوضات تحت رعايته".
وأضاف لـ"الوطن" أن مياه الفيضان لهذا الموسم والتى تتدفق أعلى الممر الأوسط من سد النهضة أوشكت على الانتهاء خلال أيام قليلة، بعده سوف تبدأ إثيوبيا فى تعلية الممر الأوسط إلى ارتفاع 100 متر، من قاع النهر ما يعنى غلق السد لحجز إجباري قدره حوالى 18 مليار متر مكعب الصيف المقبل، وأنه من الضروري مشاركة السودان بمطالبة اثيوبيا بعدم تعلية الممر الأوسط إلا بعد الاتفاق لأن التعلية هى خطوة رئيسية فى التخزين، ولا يمكن لإثيوبيا صرف الـ 18 مليار إذا طلب منها ذلك لعدم وجود بوابات كبيرة تسمع بتدفق المياه.
وأكد أن تصريحات اليوم حركت مياه المفاوضات الراكدة منذ 21 أغسطس الماضى وأكدت على أن اتفاق واشنطن مازال سارياً وعلى إثيوبيا التوقيع عليه، كما أن هذه التصريحات تعطى الضوء الأخضر لمصر لنسف السد، إلا أن هذا القرار مصرى خالص ويعود لتقييم القيادة السياسية للموقف، وهى ما أكدت مراراً وتكراراً تمسكها بعملية المفاوضات والوصول إلى اتفاق يرضي الدول الثلاث، مع الاحتفاظ لمصر بحقها فى الدفاع عن حقوقها بالطريقة المناسبة فى الوقت المناسب.
أوضح أن تصريحات الرئيس الأمريكى الخاصة بسد النهضة هى الأقوى على الاطلاق، حيث أكد أن الموقف سيئ وأنه وصل إلى الاتفاق بعد تعثر المفاوضات على مدار أكثر من 5 سنوات، وعند التوقيع إثيوبيا انسحبت منه فى آخر لحظة وهذا غير جيد.
وأشار إلى أن مصر لديها الحق في حماية حصتها بمياه النيل، وأن تجاهل إثيوبيا للاتفاق أمر غير مقبول، وهو ما دفعه لفرض عقوبات عليها، وإيقاف عدد من المساعدات عنها، وتابع: "إثيوبيا لن ترى أموال المساعدات مرة أخرى قبل أن تلتزم بالاتفاقية".
وأوضح أن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد التي رد من خلالها على "ترامب" هى استمرار فى التعنت الاثيوبى، كما أنها تظهر المغالطات الاثيوبية التى أعلنت من قبل مثل عدم اعترافها بالاتفاقيات الدولية المائية بحجة أنها تمت فى عصر الاستعمار، رغم أن ذلك اذا كان صحيحاً لا يلغى الاتفاقيات الدولية، وتصريح رئيس الوزراء اليوم هو اعتراف بأن اثيوبيا لم تستعمر من قبل، ومن ثم فإن جميع الاتفاقيات السابقة وقعت عليها حكومات اثيوبية وطنية وليست استعمارية.
وكان "ترامب" قد وصف الموقف بأنه خطير، وأضاف امس أمام عدد من الصحفيين الأمريكيين، في البيت الأبيض: "أن مصر لن تستطيع العيش بهذه الطريقة وسينتهي الأمر بهم بتفجير هذا السد، وهم قالوا وحذروا من هذا من قبل بكل صراحة، وذكر أيضاً علينا عمل شىء، وطلب من رئيس الوزراء السوداني "حمدوك" خلال اتصال هاتفي أن يفعل ما يستطيع مع إثيوبيا للوصول الى الاتفاق وأنه يطلب ذلك من مصر أيضا.
وأضاف: "كنا جاهزين لتوقيع اتفاقية تم التفاوض عليها لخمس سنوات ثم انسحب الإثيوبيون وهذا ليس جيداً، ولم يكن على مصر أن تترك إثيوبيا تبني هذا السد منذ البداية لكنهم كانوا مشغولون بالثورة وكان ذلك الوقت صعبا على مصر.
