رسالة النبي للمقوقس تثير جدلا.. يوسف زيدان ينكرها وأستاذ حديث: ثابتة

كتب: عبدالوهاب عيسي وإلهام زيدان

رسالة النبي للمقوقس تثير جدلا.. يوسف زيدان ينكرها وأستاذ حديث: ثابتة

رسالة النبي للمقوقس تثير جدلا.. يوسف زيدان ينكرها وأستاذ حديث: ثابتة

أثارت وثيقة رسالة النبي إلى المقوقس جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، بين تأكيدها ونفيها.

وقال الدكتور محمد العشماوي‬، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، أن رسالة المقوقس للنبي، وإهداءه مارية القبطية أمر ثابت في صحيح كتب السيرة، ولا يمكن إنكار أمر ثابت لمجرد شبهات عقلية.

وأضاف لـ"الوطن"، أن العقل والمنطق، لا يمكن أن ينكرا أمر وارد وثابت في كتب تلقتها الأمة بالقبول، وأن على منكر ذلك أن يأتي بأدلة نفي مقبولة، مثل أدلة الإثبات وفي قوتها.

وتابع، أصحاب مثل هذه الأقوال، لديهم شبه تمني أن يقصدوا الجهات المختصة لمناقشة، فلا مجال لإنكار مثل هذه الأمور الثابتة في صحيح السنة، وورد في جميع كتب السنة والسيرة الصحيحة، ومنكر مثل هذه الأمور، يكون منكرا معلوم من الدين بالضرورة لشبهة لديه، وتأويل ويجب أن نوضح له، ونطالب المنكر، أن يأتينا بأدلة صحيحة من الكتب والوثائق، موضحا، أن دلالة الأحاديث الواردة في ذلك قطعية وثابتة، والعقل الصحيح لا يجافي النقل الصحيح.

وتداول مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لصورة نشرها الدكتور يوسف زيدان المتخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه، لرسالة قال عنها أنها الرسالة "المزعومة" من النبي محمد إلى المقوقس أسقف القبط قبل الفتح العربي لمصر، التي مطلعها: "من محمد عبدالله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط سلامٌ على من اتبع الهدى، أما بعد، فإنى أدعوكم بدعاية الإسلام أسلمْ تَسلمْ يؤتك الله أجرَك مرتين، فإن تولَّيت فعليك إثم القبط".

ونفى الدكتور يوسف زيدان، أن تكون هذه الرسالة، والموجودة حاليا في أسطنبول، صادرة من النبى محمد إلى المقوقس أسقف الأقباط آنذاك، موضحا في تصريح خاص لـ"الوطن": "المقوقس جاء إلى مصر أواخر سنة 631 ميلاية، وسيدنا محمد توفي في ربيع 632 ميلادية طبقا للمصادر التاريخية".

وتساءل "زيدان": "هل يعقل أن يكون حدث كل ما حدث مما يتم ترويجه لنا من إرسال النبي لرسالة إلى المقوقس، وبالتالي رد المقوقس بإرسال جارية للنبي، تنجب ولداً يسمى إبراهيم، بعد حمل 9 أشهر، ومن بعدها يموت الطفل في عمر سنتين، فهل يحدث هذا فى كل هذه الشهور القليلة، بين مجيء المقوقس ووفاة النبي".

وأكد "زيدان" أنه لا يستند فقط على الجزئية في نفي موضوع الرسالة والجارية مارية القبطية، وإنما إلى عدد كبير من المصادر التاريخية البزينطية والكتب المسيحية، ومنها كتاب "الفتح العربي لمصر"، تأليف ألفريد باتلر، وهو كتاب مشهور يضم القصص المتعلقة بالفتح العربي لمصر، ويكشف أن القصص كلها اختراعات، كما تناول سيرة المقوقس، ساويرس ابن المقفع فى كتاب "تاريخ الآباء البطارقة"، وغيرها من الكتب.

وتابع: "من كتبوا التاريخ البزنطى لم يسعوا إلى إيهامنا بما ليس حقيقيا، وإنما من كتبوا التاريخ الإسلامي هم من سعوا إلى تضليل الناس لأسباب معينة، علينا أن نبحث فيها ونفهمها، وألا نقتبل الأمور على علاتها، فتكون النتيجة نشوب الصراعات التي لا تنتهي".

وأكمل زيدان: "اخترعت هذه الرسالة فى عصر التدوين فى القرن الثالث الهجري، وتم نسبتها للنبي، ومن ثم أعتقد ما بعدهم أنها حقيقة، دون تحليل نوع الخط ولا الأختام وما إلى ذلك".

ونفى زيدان، ما يتداول حول أن مارية القبطية من إرسل المقوقس بها إلى النبي، مؤكدا: "فكرة إهداء الجواري غير موجود في التقاليد المسيحية والرومانية، لكنها موجودة فقط فى الثقافة العربية، لذلك فالقصة اختراع عربي ليس إلا، وتعرضت لهذه المسألة فى الفتح العربي لمصر عرضتها في أكثر من كتاب "دوامات التدين" و"متاهات الوهم".

وعن أهمية إثارة الموضوع في الوقت الحالى، قال "زيدان" يأتي في إطار الدعوة للتفكير والبحث ولإعادة النظر فى التاريخ والأصول التى وصلتنا".

وزاد: "من الضرورى أن نقول للناس أننا تعلمنا معلومات خاطئة على مدار سنوات طويلة، وهذا الموضوع أو ذاك يحتاج إلى إعادة نظر بدلا من القتل والإحتقان الدائم، وأنا دائما أدعو الناس إلى إعمال العقل في الخبر كما قال ابن خلدون من 700 سنة، وهو ما أحاول عمله وأدعو إليه في العموم".


مواضيع متعلقة