تهدد مليون فدان.. تعرف على طرق مكافحة ذبابتي الفاكهة والخوخ

كتب: محمد أبو عمرة

تهدد مليون فدان.. تعرف على طرق مكافحة ذبابتي الفاكهة والخوخ

تهدد مليون فدان.. تعرف على طرق مكافحة ذبابتي الفاكهة والخوخ

تهدد ذبابتا الفاكهة والخوخ، المحاصيل البستانية في مصر، والتي تشغل حوالي مليون فدان من إجمالي المساحة الخضراء، حيث تنتشر بساتين الفاكهة في كل محافظات مصر.

وتصاب أشجار الفاكهة ببعض الآفات الضارة التي تؤثر سلباً على إنتاجيتها، مثل بعض أنواع الأكاروس والبق الدقيقي وغيرها من الحشرات، ويصيب ذباب الفاكهة الثمار هذه الأشجار مسببا لها أضرارا جسيمة، ومن أهم أنواعه ذبابة فاكهة البحر المتوسط وذبابة ثمار الخوخ، وهما تتبعان الحشرات من عائلة "تيفريتيدي"، رتبة ثنائية الأجنحة.

وفيما يلي نتعرف على هاتين الحشرتين ومظاهر الإصابة بهما وكيفية مكافحتهما وفقا لتقرير من المجلس التصديري للحاصلات الزراعية.

المصائد

تعتبر المصائد من أهم الوسائل المتبعة للتعرف على وجود أي من الحشرتين وكذا تتبع تعدادها على العوائل المختلفة، وأهم أنواع المصائد المستخدمة لذلك:

مصيدة جاكسون:

وهي مصيدة مصنوعة من الورق المقوى (الكرتون) المغطى بمادة شمعية لمنع تلف الورق سريعاً ويتم ثنيها علي شكل هرمي وتوضع علي القاعدة من الداخل قطعة أخري من الورق المقوي مغطاة بمادة لاصقة قوية ويعلق في أعلاها من الداخل فتيل قطني مشبع بالمادة الجاذبة الجنسية (والتي تجذب الذكور فقط) مخلوطاً بمادة سامة (الملاثيون الخام أو مادة DDVP) .

- وتستخدم مادة الميثيل إيوجينول في جذب ذكور حشرة ذبابة ثمار الخوخ.

- بينما تستخدم مادة الترايميدلور لجذب ذكور حشرة ذبابة فاكهة البحر المتوسط .

مصيدة نادل:

مصيدة بلاستيكية ذات تجويف داخلي يوضع فيه الجاذب الجنسي المخلوط بالمادة السامة (الملاثيون الخام في حال استخدام الميثيل ايجينول ومادة DDVP في حال استخدام مادة الترايميدلور) وهذه المصيدة تجذب الذكور فقط ولا تستخدم معهل مادة لاصقة وتموت الحشرة داخل الجزء الأخير من المصيدة نتيجة لتأثير المادة السامة عليها.

- وتستخدم مادة الميثيل ايجينول في جذب ذكور حشرة ذبابة ثمار الخوخ .

- بينما تستخدم مادة الترايميد لور لجذب ذكور حشرة ذبابة فاكهة البحر المتوسط .

مصيدة ماكفيل:

وتستخدم الجاذبات الغذائية في هذا النوع من المصائد وتقوم بجذب كلا من الذكور والإناث، وتستخدم إما زجاجية أو بلاستيكية، ويوضع بداخلها مادة الداي أمونيوم فوسفات بتركيز 3%، وذلك لجذب حشرة ذبابة ثمار الخوخ،

أما في حالة حشرة ذبابة فاكهة البحر المتوسط، فيستخدم ذات المركب بتركيز 2% فقط.

ملاحظات هامة:

* يتم تعليق المصائد في الأماكن المتوقع حدوث الإصابة بها قبل بدء تحولات النضج بحوالي خمسة عشر يوماً ويجب أن يتم الفحص دورياً. وعند ظهور الذباب بالمصائد يبدأ العلاج بوسائل المكافحة فوراً وقبل الإصابة.

* للحصول على أعلى كفاءة للمصائد، يجب تعليقها داخل الشجرة (المنطقة الظليلة) حيث تتواجد الحشرات.

* في حالة استخدام المصائد لمتابعة تعداد الحشرة في الحقل تستخدم الجاذبات الجنسية وأيضاً الجاذبات الغذائية في المصائد المخصصة لهما ومن ثم يتم تقدير عدد الذكور والإناث والنسبة بينهما .

* يتم توزيع المصائد المحتوية على مادة الميثيل أيوجينول بعدد مصيدتين اثنتين لكل فدان (كل مصيدة في دائرة نصف قطرها 25 مترا) .

* المصائد المحتوية على مادة الترايميدلور توزع كل مصيدة في دائرة نصف قطرها 50مترا.

وسائل المكافحة:

لما كان لاستخدام المبيدات آثاره الضارة على البيئة من حولنا ومنها:

- الآثار السامة لمتبقيات المبيدات على الثمار والتي تصل بطبيعة الحال إلى المستهلك.

- ظهور بعض سلالات الآفات المقاومة للمبيدات الكيمائية .

- الإخلال بالتوازن البيئي البيولوجي (طفيليات ومفترسات) .

- التلوث البيئي.

فكان من المحتم اللجوء إلى وسائل أخرى للحد من الاستخدام المفرط للمبيدات الكيميائية ومن أهمها:

1- المكافحة التشريعية

- لابد من إصدار قرارات من شأنها أن تلزم المزارعين باتباع الوسائل التي لا تضر بالبيئة وتحافظ على المحصول من التلوث أو العدوى، مثل عدم ترك الثمار المتساقطة على الأرض، والتي تؤدي إلى انتشار الآفات.

- منع استخدام المبيدات المحظور استخدامها من قبل الوزارة.

- منع استخدام الرش الكلي كوسيلة للمكافحة.

- إلزام المزارعين بالمكافحة الجماعية في حالة انتشار الآفة على مستوى المركز أو المحافظة

.2- المكافحة الميكانيكية

- وضع الثمار المصابة في أكياس بلاستيكية وإغلاقها بإحكام ووضعها تحت أشعة الشمس وذلك حتى تقتل جميع الأطوار الحية داخل الثمار ويمكن استخدام الثمار المتحللة بعد أسبوع كمادة عضوية بخلطها مع سماد عضوي للتربة الزراعية.

- جميع الثمار المتساقطة والمصابة وإعدامها بدفنها في حفر عميقة وتغطي بالتربة بسمك 30سم في الأراضي الثقيلة، و50 سم في الأراضي الخفيفة مما يؤدي إلى قتل الأطوار الموجودة داخل الثمار مثل البيض واليرقات والعذارى، ولا يمكن للحشرة الكاملة التي تخرج من العذارى أن تنجح في عبور هذا السمك من التربة دون أن تموت.

- الجمع المبكر لبعض العوائل يمنع إصابتها بالآفات.

- عدم زراعة عوائل مختلطة قابلة للإصابة في مكان واحد حتى لا تتوفر العوائل على مدار العام

.3- المكافحة الزراعية

ويراعى فيها:

- الاهتمام بالتقليم المناسب لكل شجرة يحد من إصابتها بالآفات.

- إزالة الحشائش الضارة والتي تمثل ملجأ جيداً للآفات.

- تجنب الري الغزير بعد الحصاد لأنه يتسبب في معظم أمراض التصمغ وكذلك أعفان الجذور والأشنان.

- عدم زراعة أشجار الفاكهة المختلفة مختلطة في بستان واحد حتى يمكن قطع دورة حياة الحشرة والتي يمكنها التكاثر على أكثر من عائل.

4- المكافحة الطبيعية:

تتم المكافحة في هذه الطريقة باستخدام الحرارة سواء مرتفعة أو منخفضة وتستخدم تلك الطريقة لقتل الأطوار الحية داخل الثمار.

الحرارة المرتفعة

تعرض الثمار لدرجة 45ْم، لمدة 8 ساعات، لتقضي على الأطوار الحية داخل الثمار إلا أن هذه الطريقة تؤثر سلباً على صفات الثمرة في حالة الموالح، وذلك نظراً لتمدد العصير داخل الثمرة، ولكن تستخدم هذه الطريقة خاصة مع ثمار المانجو لطبيعة قشرة الثمرة الجلدية.

وفيها تعرض الثمار لدرجة 1.7ْم، لمدة خمسة عشر يوماً، لنتمكن من القضاء على أي طور حي للآفة داخل الثمرة، علماً بأن أطوار ذبابة ثمار الخوخ أكثر حساسية لدرجات الحرارة المنخفضة عنها في أطوار ذبابة الفاكهة، حيث تحتاج الأولى إلى 4ْم، لمدة عشرة أيام، أما الثانية فتحتاج إلى 1.7 درجات م، لمدة أسبوعين.

وتتميز هذه الطريقة بالحفاظ على الصفات الطبيعية للثمرة، ولكن يجب عدم استخدام درجة الصفر المئوي لتجنب تكوين بلورات ثلجية داخل الثمار مما يفسد خواصها الطبيعية ويقلل من جودتها، وهذه الطريقة هي الطريقة السائدة والموصي بها.

5- المكافحة البيولجية

- من المعروف أن هناك توازناً بيولوجيا في البيئة الزراعية وغير الزراعية، وأن لكل آفة يوجد إما طفيل أو مفترس سواء كان محدد العائل أو متعدد العوائل، وقد أدى الاستخدام المفرط للمبيدات في السنوات الأخيرة إلى اختلال هذا التوازن، فإذا تمكنا من إيقاف استخدام المبيدات، قد يؤدي ذلك إلى ظهور تلك الأعداء الحيوية في البيئة مرة أخرى، أو بتربيتها داخل المعامل وإطلاقها في الحقول مما يؤدي إلى الإقلال من الآفة بصورة طبيعية أو تواجدها بأعداد متوازنة مع عوائلها.

- وقد تم تسجيل بعض أنواع الطفيليات والمفترسات عليها إلا أنه مازالت عملية الإطلاق تحت الدراسة البحثية.

6- المكافحة الكيمائية

1- الرش الجزئي وتطبيق الطعوم السامة (BAT)

- عند ارتفاع تعداد الآفة يمكن اللجوء إلى المكافحة الكيميائية للحد من الضرر الناجم عن الإصابة ويتم ذلك بعمل محلول مكون من 500سم ملاثيون + 1 لتر مادة جاذبة (بومينال) ثم استكمال الرشاشة إلى 20 لترا ( 18.5 من الماء)، ويستخدم هذا المحلول إما في الرش الجزئي وذلك برش الأفرع الرئيسية وجذوع الأشجار بحوالي 100 -200 سم لكل شجرة، حسب حجم الشجرة، أو بغمس الحزم القاتلة (أكياس مصنوعة من الخيش وتملأ من الداخل بقطع الخيش أو قش الأرز)، وتغمس هذه الأكياس لمدة 4 ساعات في المحلول ثم تعلق داخل الشجرة (في الظل) ويعاد غمس هذه الأكياس في المحلول السابق كل 7 أو 10 أيام، عند ظهور الآفة وحتى جمع الثمار.

ب - طريقة إفناء الذكور

- وتعتمد هذه الطريقة على غمس مكعبات من مادة اللباد أو الكرتون (5سم 5سم 0.3 سم)، في مخلوط من مادة الميثيل أيو جينول بنسبة 90% + 10% من مبيد الملاثيون الخام، وتعلق هذه المكعبات داخل الأشجار بحيث تكون المسافة 50 مترا من كل الاتجاهات أي بمعدل 2- 3 مكعبات لكل فدان، ويتم تكرار هذه الطريقة كل 8 أسابيع، وتستخدم الطريقة مع ذكور حشرة ذبابة ثمار الخوخ.

- يمكن تطبيق نفس الطريقة ضد ذبابة فاكهة البحر المتوسط، وذلك باستخدام مادة الترايميدلور بدلا من الميثيل أيو جينول، أو تكون المسافة بين المكعب والآخر 100 متر، أي أن المكعب الواحد يكفي 2 فدانا.

7- إطلاق الذكور العقيمة

ويتم إطلاق الحشرات العقيمة بعد تعريضها لأشعة جاما في الحقل وتتلخص هذه الطريقة فيما يلي:

- تربية الحشرة معملياً بأعداد كبيرة.

- يتم تجميع العذارى وتعريضها إلى جرعة محددة من الأشعة وذلك قبل موعد خروج الحشرة الكاملة بيوم أو أقل.

- خلط العذارى بنوع محدد من الألوان الفلورسنتية حتى نستطيع تمييز الحشرات العقيمة وتلك الموجودة في الحقل بعد الإطلاق.

- إطلاق الحشرات بنسبة 50 : 1 من الحشرات الموجودة في الحقل حيث تتزاوج الحشرات العقيمة مع تلك الطبيعية مما يؤدي إلى إنتاج بيض غير مخصب، وبذلك ينخفض تعداد الآفة تدريجياً ويتم السيطرة عليها.

- إجراء عمليات التقييم الحقلي وذلك من خلال قراءة التعداد الحشري داخل المصائد الموجودة في الحقل، وكذا بتشريح الثمار القابلة للإصابة من عدم وجود أي من الأطوار الحية للحشرة بداخلها.

8- المكافحة المتكاملة

هي عبارة عن استخدام بعض الطرق السابقة أو معظمها وذلك للحد من الإصابة بالحشرات أو خفض تعدادها دون الحد الحرج للإصابة وإمكانية السيطرة عليها سواء ضد حشرة بعينها أو ضد أكثر من حشرة، لذا يجب استخدام الطرق السابق ذكرها في منظومة متكاملة بحيث لا تتعارض طريقة مع أخرى.

ويجب مراعاة إجراء اختبارات الكفاءة النوعية لكل طريقة منفردة وعندما تستخدم مع الطرق الأخرى للتأكد من عدم تأثير طريقة على الأخرى .

تخرج الحشرات الكاملة وتبدأ في التزاوج، وتضع الأنثى على مدار حياتها من 250-450 بيضة، ويتراوح عمر الأنثى من 50 -70 يوما، والذكر من 30 - 45 يوما، وللحشرة من 7 -10 أجيال في السنة.


مواضيع متعلقة