جدعنة "رضا" لا تخاف الموت.. رمى نفسه في النيل لإنقاذ طفل يصارع الغرق

جدعنة "رضا" لا تخاف الموت.. رمى نفسه في النيل لإنقاذ طفل يصارع الغرق
داخل أحد المقاهي المطلة على النيل بالبدرشين، جلس شاب يتناول كوبا من الشاي كما اعتاد يوميا، يرتشف بضع قطرات بلذة استمتاع مصحوبة بنظرات حالمة تتلاقى مع المياه الصافية التي تتراقص، كما تتراقص خيوط الأمل في رأسه وهو يرسم مستقبله، بينما تسير مراكب الصيادين تبحث عن رزقها، والصبية يسبحون في المياه للاستحمام واللعب، لكن حدث ما قطع أحبال التفكير والخيال.
ما كاد محمد رضا، 19 عاما، أن يأخذ رشفة ثانية من كوب الشاى، إلا وينظر إلى يمينه، ليتفاجأ بشاب يستغيث من الغرق في مياه نهر النيل، ليرى مشهد سيظل مطبوعا في ذاكرته: "كنت قاعد في الكافيه، ولقيت شخص بيغرق وسط النيل، اتحرك أكتر من شخص، وحاولوا يدخلوا ينقذوه بس محدش كان بيقدر، المكان كان صعب وكل اللي بيدخل بيتخنق، وماحدش عارف يجيبه".
تحركت غريزة "الجدعنة" لدى رضا، ليترك المقهى في الحال، متجها بخطوات يسابق فيها عقارب الساعة إلى شاطئ النهر، ووسط جمع من المواطنين، خلع ملابسه وجرى مسرعا للقفز في النيل، موضحا: "نزلت بسرعة وفضلت أعوم في المياه لغاية ما وصلت له، مسكته وكتفته خالص وفضلت أحاول أطلعه، الموضوع كان صعب، بس بإصرارى قدرت أساعده وأطلعه".
خوف وبطولة
كان "رضا" خائفا، على نفسه من انجرافه مع الغريق، وفينفس الوقت يخشى الفشل من إنقاذه مثلما حدث مع من حاول إنقاذه قبله، لكنه استطاع إنهاء المهمة بنجاح، وخرج الغريق في فاقدا للوعي وفي حالة إعياء، لكن المهمة لم تنته، حمله مسرعا نحو "توك توك" وذهب به إلى المستشفى: "وديته المستشفى بسرعة لأنه كان تعبان جدا، وروحت المستشفى وفضلت معاه لغاية ما أهله حضروا في المستشفى".
شكر لا أستحقه
كلمات الشكر لم تتوقف من أهل الغريق بعد ما علموا بما فعله "رضا"، فقد أنقذ حياة شاب من أفراد أسرتهم، إذ يقول: "الكل بيشكر فيا، بس أنا مش عاوز شكر، أنا عملت الطبيعي والمفروض كل الناس تعمله، أي حد مكاني كان المفروض يعمل كده".
لم يقابل "رضا" الغريق ولم يكلمه ولم يعرف أي بيانات شخصية عنه، أنقذ حياته وذهب به إلى المستشفى ثم قابل أهله وذهب إلى المقهى يواصل مداعبة الأحلام ويخطط لتحقيقها ومواجهة الأيام.