أبناء أبطال حرب أكتوبر يوجهون رسائل لآبائهم: فخر وعزة

أبناء أبطال حرب أكتوبر يوجهون رسائل لآبائهم: فخر وعزة
المعركة الضارية التي خاضها الجنود في حرب 6 أكتوبر، وتحقيقهم النصر في ملحمة العبور، التي غيرت من تاريخ مصر، لو يتوقف صداها على عام 1973 فقط، بل يمتد حتى الآن أيضا، من خلال أبنائهم، الذين يفتخرون بآبائهم ويوجهون لهم رسائل مهمة، خلال الذكرى الـ47 لنصر أكتوبر.
روضة: والدي ساعد في نقل المؤن والمصابين بالحرب.. وبافتخر جدا إنه ساهم في نصر أكتوبر
رغم رحيل والدها منذ عدة أعوام، لكنها تحرص على الاحتفاء بذكرى حرب 7 أكتوبر، من كل عام، كعادته السابقة، كونه شارك في ملحمة العبور التي أثارت ذعر إسرائيل، وحطمت أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وخط بارليف المنيع، واستعاد بها الجيش المصري أرض الفيروز، بعد أن روها بدمائهم الطاهرة، ليسطرون قوة ونجاح حرب أكتوبر المجيدة.
العقيد أحمد فؤاد بالقوات الجوية المصرية، كان له دور مميز خلال الحرب، التي شارك بها بينما لم يكن تخطى بعد الـ21 عاما من عمره، فكان حينها شابا حديث التخرج من الكلية الجوية، ولكنه قدم ما يفوق سنه وقتها، حيث كان الملاح الجوي وقتها يساعد في نقل المؤن ومصابي الحرب بطائرته العسكرية.
بعد انتهاء الحرب، ومع كل ذكرى لنصر أكتوبر، كان يحرص العقيد الجوي بالاحتفال بتلك الملحمة كـ"عيد" بالنسبة له، وفقا لوصف نجلته روضة فؤاد، قائلة: "يوم 6 أكتوبر عندنا هو يوم مش عادي ومهم لينا في البيت من زمان، لأن بابا كان بيعتز جدا بمشاركته في الحرب وبيشوفها أعظم حاجة عنده".
تعتز الإبنة بمشاركة والدها للغاية بتلك الملحمة التاريخية، ففي كل عام تنشر صوره عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي وتسترجع ذكريات العقيد الراحل، مثلما كانت تفتخر به منذ صغرها "من وأنا صغيرة كنت بقول لصحابي بفخر إن بابايا شارك في حرب أكتوبر".
ووجهت روضة فؤاد رسالة لوالدها الراحل أنها "بفتخر جدا جدا طول عمري أنه ساهم في الحرب بدوره الرائع في مساعدة الجنود، وأنه كان جزء من القوات الجوية ومن الجيش المصري، وهفضل أحيي الذكرى دي على طول".
خالد: ما زلت أتعلم من والدي.. وأحكي بطولاته بفخر
بنبرة فخر وحماسة يبدأ "خالد سمير نوح" حديثه عن والده بطل حرب أكتوبر وأحد أعضاء مجموعة 39 قتال، فهو برغم بلوغه الـ50 عاما لا يزال يتعلم منه ولا تزال بطولاته مستمرة في أعينه فهو القدوة، والمثال والسند الذي لا يزال يستند عليه رغم السنين.
"كنت بحكي لصحابي في المدرسة عنه فكانوا بيكونوا عايزين يشوفوه وحتى الآن مع العمر دا بحكي عنه بكل فخر"، يقول "خالد" لـ"الوطن" لذي تعد حرب أكتاوبر بالنسبة له قصة معايشة منذ ولاته وهو يحفظ تفاصيلها ويقف أمام شخصية والداه ليتعلم منه كل معانى البطولة.
3 أبناء هم عمر وشهد ومروان في مراحل التعليم المختلفة من الابتدائي للثانوي يحاول والدهم تلقينهم ما تعلمه من جدهم الذي يقف بمثابة القدوة للجميع وعامود العائلة الذي لا يتخيلون حياتهم دونه، يقول نوح، تعلمت منه الصرامة والحنية فهو بطل في حياته كما على أرض المعركة، "بحاول أقلده دايما ونفسي أكون ربعه".
حكايات عدة يحفظها خالد عن ظهر قلب تبرز حكايات بطولات والده، لكن أبرزها والتي تؤثر به في كل يسمعها حين تعطل القارب في إحدى العمليات خلف خطوط العدو في إحدى بطولات مجموعة 39 قتال التي أسسها القائد الشهيد إبراهيم الرفاعي عقب حرب 1967 والتي استمرت في بطولاتها حتى حرب أكتوبر المجيد، يقول خالد: كل مرة والدي يحكي لي أنهم قرروا تفجير القارب حتى لا يسقط وزملاءه أسرى أشعر بقيمة الوطن ويتوقف عقلي عن التفكير بالمنطق، وأشعر بالسعادة وأشكر الله على سير المركب في اللحظات الأخيرة لإنقاذ والدي وزملائه.
النصر كان واقعا معاش في كل مرة أمسك بيد والده ليحضر معه احتفالية أو تكريم، وكلما جلس أما التليفزيون ليشاهده يتحدث عن وقائع الحرب، كل هذا زرع الغيرة على تراب الوطن في قلب خالد الذي تعلم من والده عشق مصر وأنها أولا قبله وقبل أي شيء فالانتماء ليس خلال الحروب فقط وإنما هو حمل الوطن في قلوبنا أينما ذهبنا: "رغم سفري خارج مصر إلا أني لم أجد شعبا يرتبط بتراب شعبه مثلنا" بحسب خالد الذي تعد بتربية أبناءه بنفس الروح التي تربى بها.