أحدهم "عاد من الموت".. حسنية تروي بطولة أشقائها الـ3 في حرب أكتوبر

كتب: عز الدين وهدان

أحدهم "عاد من الموت".. حسنية تروي بطولة أشقائها الـ3 في حرب أكتوبر

أحدهم "عاد من الموت".. حسنية تروي بطولة أشقائها الـ3 في حرب أكتوبر

تمر عليا كل عام ذكرى نصر أكتوبر ومعه حكاية جديدة يسطرها أبطال معركة الكرامة وأفراد عائلتهم، وهنا تحكي السيدة حسنية أحمد محمد أمين، صاحبة الـ71 عاما لـ"الوطن" قصة 3 أشقاء لها شاركوا في تحرير أرض الفيروز.

تقول "حسنية" لـ"الوطن": "ليا 11 أخ وأخت.. 6 صبيان و5 بنات وكان عندي سنة 1973، 25 سنة، اللي حضر الحرب وحارب من أخواتي كانوا 3، وهم أخويا الكبير أمين اللي حضر حرب 1967 وحرب 1973، وصلاح ومحمد شاركوا أيضا في حرب أكتوبر".

وأضافت: "في أكتوبر 1973 مكناش نعرف إنه في حرب ولا حاجة.. لقينا 2 عساكر جايين من حي الجمالية قالوا عاوزين الجندي أمين أحمد محمد استدعاء.. قولتلهم عاوزينه ليه هو حارب وخد من الحرب كفايته.. هو في حرب تاني ولا حاجة؟ رد العسكري وقالي: (مش شغلك)، وصحيناه ونزل معاهم وأدوله المخلة وودعنا وودع مراته وقالها لما تولدي ابني اللي في بطنك سميه أمين، علشان ممكن مارجعش تاني، وتاني يوم وصلوا البيت التاني يستدعوا محمد أخويا وبعدها بساعة واحدة وصلوا تاني وأخدوا أخويا صلاح".

تحكي أن شقيقها محمد كان فني تكييف وتبريد: "أخدوا أخويا محمد في سلاح المياه المختص بهدم الساتر الترابي لخط بارليف، وأخويا صلاح كان مشاة على الرغم إنه كان عنده فشل كلوي، ولكنه حارب ومقالش أنا تعبان.. كان بيقول كنا في الحرب عاملين زي الحمام".

وروت "حسنية" واقعة مأساوية تعرضت لها الأسرة خلال حرب أكتوبر بعدما وصل شقيقاها إلى المنزل بينما تغيب الآخر فظنوا أنه استشهد: "محمد نزل بعد الحرب وقعد يحكيلنا فبنقوله حصل إيه أحكي.. طيب مقابلتش أمين؟ قالي كل واحد فينا في سلاحه وكتيبته.. وجه بعده صلاح، ولكن أخويا أمين مجاش.. قولنا يبقى استشهد لأنه الصليب الأحمر بعت جواب لينا مكتوب وبيقول إنه الجندي أمين أحمد أمين استشهد والبقاء لله وقدموا لنا السلسلة وحاجته كلها، ولكن كانوا آسرين اللواء اللي كان فيه ولما فكوا الحصار عنهم في تبادل الأسرى فرجع وجه وأتفاجئنا بيه إنه جاي وإحنا كنا خلاص اعتبرناه استشهد".

وتابعت: "جالنا بعد الحرب بـ5 شهور واستقبلناه بفرحة ووالدتي أغمي عليها والإسعاف أخدتها وحصلها ذهول وكانت فاكراه واحد شبهه، وتقول (لأ مش هو، جايبين واحد شبهك علشان يقولو إنك عايش)".

واستكملت حسنية: "سمعنا في الأخبار إننا عبرنا.. كلمة عبرنا دي هزت وجدان العالم كله.. كلمة أنا بحبها أوي.. وقولت الحمد لله.. خط بارليف اللي كانوا مهددين بيه الناس كلها ويقولو إسرائيل التي لا تقهر.. أهي أتقهرت أهي".

وأضافت ضاحكة: "حطمنا خط بارليف.. محمد أخويا حطمه.. ونقوله إيه سلاح المياه ده.. قالنا كنا بنضرب المياه في خط بارليف".

واختتمت: "بعد النصر الناس كانت فرحتها كبيرة أوي وكانوا بيفرقوا شربات ولحمة وحاجات حلوة.. عشنا في النكسة 6 سنين والكل كان حزين.. النكسة دي كانت خسارة كبيرة أوي، وبعد النصر عيشنا في الغلاء شوية، والحاجة غليت وعيشنا في عذاب.. الرز كان غالي وكل حاجة كانت غالية.. علشان البلد كانت بتتبني من جديد".

 


مواضيع متعلقة