الكهنوت بيقول إيه؟.. جدل بعد ترشح كاهن لانتخابات النواب

الكهنوت بيقول إيه؟.. جدل بعد ترشح كاهن لانتخابات النواب
"ترشح كاهن في انتخابات مجلس النواب"، نبأ أعلنته قائمة "تحالف المستقلين" الانتخابية، باختيار القس بولا فؤاد، كاهن كنيسة مار جرجس بالمطرية مرشحًا رسميًا في انتخابات مجلس النواب، ما أثار جدلا واسعًا في الأوساط القبطية، إذ يرى البعض أنّ شغل مقعد في مجلس النواب يتعارض مع الكهنوت رغم عدم وجود قانون صريح يمنع الكهنة من الترشح إلا في حالة كان الأب الكاهن راهبًا، ما يسلط الضوء على إمكانية الاحتفاظ بمهام الكهنوت إلى جانب التزامات نائب مجلس النواب.
كاهن: العمل العام لا يتعارض مع الكهنوت
وقال أحد الآباء الكهنة من مطرانية قنا - طلب عدم ذكر اسمه-، إنّ العمل العام لا يتعارض مع الكهنوت، لكن ما يمنع الكاهن منه هو العمل الذي يهدف للربح، إذ تنص لائحة الكهنة الصادرة عن المجمع المقدس للكنيسة في 2013، على أن "يتعهد بألا يمتهن عملاً آخر بخلاف الكهنوت بعد سيامته".
وأضاف الكاهن، لـ"الوطن"، أنّ شغل مقعد في مجلس النواب لا يتعارض مع الكهنوت، بل يعد جزءا من خدمته، إذ ينوط بالكاهن الخدمة للوطن والمجتمع ككل بحسب مقدرة كل كاهن، وتصلي الكنائس في كل يوم من أجل الوطن، وبالتالي حال الفوز في مجلس النواب يظل الكاهن له على مهامه الكهنوتية التي تعهدها في أثناء رسامته، من تنظيم القداسات وخدمات الافتقاد وغيرها.
وأشار إلى أنّ خدمة الوطن جزء من الكهنوت والقساوسة والقمامصة، والآباء عموما لا يبخلون بخدماتهم تجاه الوطن، كما أنّ الكنيسة لا تترك موقفا وطنيا دون أن يكون لها دور فعال، بداية من 1919 وحتى منع مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث السفر للقدس وصولًا لموقفها الوطني في ثورة 30 يونيو.
وأوضح أنّ الكهنة يشاركون في الجلسات العرفية ويؤدون أدوارًا مجتمعية كبيرة، خاصة في المناطق التي تعتمد على القبلية، وبالتالي شغل مقعد في مجلس النواب يعد دورًا من أدواره كعضو عامل في المجتمع.
"زاخر": الكاهن في الأساس خادم لكل إنسان
ويقول المفكر القبطي كمال زاخر، إنّ الكاهن في الأساس خادم لكل إنسان دون انحيازات طائفية، وأنّ الكنيسة لا تمنع العمل العام، وهناك العديد من الآباء الكهنة يخدمون المجتمع من خلال الجمعيات الأهلية، مشيرًا إلى عدم وجود قانون أو لائحة تدعم تعارض العمل العام بالكهنوت.
وأضاف "زاخر"، لـ"الوطن"، أنّ لوائح وقوانين الكنيسة تحتاج تحديدا وتدقيقا للمصطلحات، كي تكون واضحة فيما يخص الأمور التنظيمية، موضحا أنّ الكهنوت يمنع امتهان أي عمل آخر بعد السيامة، لكنه لم يحدد مجالات أخرى.
واستغلت العديد من إيبارشيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فترة الصوم الكبير الحالية التي تسبق الاحتفال بعيد القيامة، حسب الاعتقاد المسيحي، في رسامة العديد من الكهنة الجدد للخدمة بالكنيسة.
وحسب لائحة الكهنة الصادرة عن المجمع المقدس للكنيسة في 2013، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يشترط فيمن يرشح للالتحاق بسلك الكهنوت أن يتعهد بألا يمتهن عملاً آخر بخلاف الكهنوت بعد سيامته.