رغم اغتياله.. فرج فودة حاضر في انتخابات مجلس النواب 2020

رغم اغتياله.. فرج فودة حاضر في انتخابات مجلس النواب 2020
- فرج فودة
- اغتيال فرج فودة
- ابنة فرج فودة
- مجلس النواب
- انتخابات مجلس النواب
- مجلس النواب 2020
- مصر الجديدة
- فرج فودة
- اغتيال فرج فودة
- ابنة فرج فودة
- مجلس النواب
- انتخابات مجلس النواب
- مجلس النواب 2020
- مصر الجديدة
كلماته كانت كالسهم وحضوره كالزلزال، الذي هز كيانهم، بعد أن ظن أن الحوار هو السبيل الوحيد لوقف نزيف الدم والإرهاب والتأويل الخاطئ للدين، قبل أن ينهي الإرهابيون مسيرته قبل 28 عاما، ولكن ظل اسمه "شهيد الكلمة" حيا حتى الآن، ليكون فرج فودة بارزا بشدة في المشهد الانتخابي بمجلس النواب 2020 في منطقة مصر الجديدة.
رغم مرور أكثر من عقدين على وفاته، لكن المفكر الراحل فرج فودة حاضرا بالانتخابات المزمع عقدها بالشهر المقبل للمرحلة الثانية، حيث يتنافس على المقاعد الثلاثة للدائرة السادسة بالقاهرة "مصر الجديدة وأول وثان مدينة نصر"، أحد أفراد الطاقم المعالج له بعد واقعة الاغتيال، وابنته سمر فرج فودة.
سمر فرج فودة تتنافس على مقاعد "مصر الجديدة ومدينة نصر"
في 23 سبتمبر الماضي، أعلنت سمر فرج فودة، ابنة المفكر الراحل، عبر حسابها الشخصي بموقع "تويتر"، خوضها لانتخابات مجلس النواب، وتقدمها بأوراق ترشحها عن دائرة "مصر الجديدة - مدينة نصر"، كمرشح فردي مستقل، حيث حصلت على رمز "الغزال".
وأكدت أنها: "لو لم أجد في نفسي القدرة على القيام بدور نائب البرلمان لما ترشحت لهذا المنصب"، مبدية أملها في دعم المواطنين بحملتها الانتخابية، قائلة: "طيب أنا شايفة الحمد لله ناس كتير عايزة تساعدني .. انتوا عارفين إن أنا داخلة بمجهود فردي تماما مع ربنا كده لوحدي .. اللي شايف إنه يقدر يساعدني بفكرة شايف إنها هتكون مؤثرة في الحملة الانتخابية بتاعتي يبعتلي على الإنبوكس ونتناقش فيها وربنا يوفقنا إن شاء الله.. حتى لو فيه فكرة شايفها بسيطة ممكن تفرق.. كلنا هنشتغل مع بعض"، وعلى الفور تلقت دعما واسعا من أبناء الدائرة، فضلا عن تأييد عدد من الشخصيات البارزة.
مدحت خفاجي.. طبيب ضمن الفريق المعالج للمفكر الراحل يخوض الانتخابات
وضمن قائمة المرشحين الفرديين أيضا، يحتل رقم 45 بقائمة المرشحين الفرديين عن حزب الوفد الجديد، الدكتور مدحت خفاجي، صاحب رمز "النخلة"، والذي كان بين الفريق المعالج للمفكر الراحل فرج فودة، ثم أصبح أستاذ الجراحة في معهد الأورام القومي وعميده الأسبق لاحقا.
تفاصيل مشاركته في إنقاذ فودة، عام 1992، سردها الجراح في حديثه لموقع "العربية"، منذ عامين، بأنه تم استدعاؤه من جانب أحد أصدقاء فرج فودة، جورج حنا، الذي طلب منه التوجه للمستشفى للمساعدة في إنقاذه بعد تعرضه لإطلاق نار، ليجد خفاجي أن فودة يعاني من نزيف بالكبد والأمعاء وبه جروح نافذة بالبطن، وشبه غيبوبة، وتهتك شديد بالجزء الأيمن من الكبد، والكلى اليمنى، والقولون، والأمعاء الدقيقة، حيث تمكن من وقف نزيف الكلى ووقف نزيف الكبد واستئصال القولون، وسط اهتمام كبير من الرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك، الذي كان يتابع الحالة لحظة بلحظة، على حد قوله.
وأضاف أنه اكتشف أن المفكر الراحل أصيب بتجلط دموي شديد بالأوعية الدموية والأوردة، مضيفاً: "كنا أمام كارثة طبية بمعنى الكلمة"، ليكتشف إجراء نقل دم لفصيلة غير التي ينتمي إليها فودة وهي "A-"، وهو ما أثار غضبه البالغ، بينما استمر نزيف المفكر حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
أما أسباب ترشحه، قال الدكتور مدحت خفاجي، لـ"الوطن"، إن عضو النواب يجب أن يكون نائبا عن الشعب بأكمله وليس دائرته فقط، لذلك يركز برنامجه الانتخابي على الإصلاح الاقتصادي الذي يراه أساس التطوير والنجاح، وفقا له، مضيفا: "أنا درست كل حاجة بطريقة علمية وأخدت رأي أساتذة الاقتصاد بالجامعات الأمريكية، وكل مشكلة عندي وليها حل".
وشدد على أنه سيسعى لتغيير نهج الاستثمار المباشر من خلال استعادة النظام الإداري الإنجليزي الذي وضعه اللورد كرومر قبل عدة عقود والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة كاليابان وكوريا الجنوبية، موضحا: "يعني الدولة تعمل مصنع وتشغله وتنجحه وبعدين تبيعه للمستثمرين".
فرج فودة وواقعة اغتياله
المفكر الراحل ولد في 20 أغسطس 1945، ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط، وتخرج في كلية الزراعة، حصل على ماجستير العلوم الزراعية، ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، واستقال من حزب الوفد الجديد عام 1984 رفضا لتعاونه مع جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات، وسعى لتأسيس حزب "المستقبل"، وأصدرت الجماعات التكفيرية فتوى بتكفير "فودة"، ووجوب قتله، وعقب إصدار البيان نفذ عدد من شباب الجماعة الإسلامية عملية الاغتيال.
عملية الاغتيال تمت بعد المناظرة التاريخية الشهيرة للمفكر الراحل فرج فودة والدكتور محمد عمارة والشيخ الغزالي وآخرين في أخطر مناظرة في القرن العشرين والتى أقيمت بمعرض الكتاب عام 1992، باعتبار فودة داعيا للعلمانية ويطالب بفصل الدين عن الدولة، وبين الشيخ محمد الغزالي والمستشار محمد الهضيبي المتحدث باسم جماعة الإخوان، والدكتور محمد عمارة المدافعين عن الدولة الدينية، والمطالبين بعدم الفصل بين الدين والدولة، والتي حضرها أكثر من 30 ألف شخص في استاد القاهرة الرياضي.
كان فرج فودة آخر المتحدثين، ورد على ما دار من حديث، وجاء فيها "الإسلاميون منشغلون بتغيير الحكم أو الوصول إليه دون أن يعدوا أنفسهم لذلك"، مشيراً إلى ما قدمته بعض الجماعات المحسوبة على الاتجاه المؤيد للدولة الدينية، وما صدر عنها من أعمال عنف وسفك للدماء، مستشهداً بتجارب لدول دينية مجاورة على رأسها إيران قائلًا: "إذا كانت هذه هي البدايات، فبئس الخواتيم"، ثم قال للجميع "الفضل للدولة المدنية أنها سمحت لكم أن تناظرونا هنا، ثم تخرجون ورؤوسكم فوق أعناقكم؛ لكن دولا دينية قطعت أعناق من يعارضونها".