"جدعنة المصريين في الغربة".. عمر ساق بمحمد من دبي للسعودية: لحق شغله

"جدعنة المصريين في الغربة".. عمر ساق بمحمد من دبي للسعودية: لحق شغله
- جدعنة المصريين
- شهامة المصريين
- مصريين في الغربة
- مصري في الغربة
- جدعنة المصريين
- شهامة المصريين
- مصريين في الغربة
- مصري في الغربة
أبعدتهما الغربة عن موطنهما، لكن سمة "الجدعنة" تضرب في الجذور، الأول تيقن من سند المصريين، والآخر لبى نداء ابن بلده دون سابق معرفة، ذلك ما فعلاه محمد وعمر، حينما فاتت طائرة الأول العائدة من دبي للرياض، ليتخذ من الأتوبيس وسيلة للعودة، لاستئناف عمله، لم يكن الحظ حليفه، إذ فؤجيء بخطأ الموظف المسؤول عن الحجز، أخطأ في الميعاد، وتحرك الأتوبيس من دونه منذ ساعة مضت، فلم يجد غير أولاد بلده سندا لمعاونته في الوصول قبل التضرر في عمله إذا تأخر، ولم يخب ظنه.
محمد كرم 32 عامًا مصري يعمل مدير مشتريات بشركة مقاولات بالإمارات، ويقضي بعض المهام في السعودية، حينما علم بتحرك الأتوبيس منذ ساعة، أسعفه عقله للكتابة على "جروب" على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، خاص بالمصريين العاملين بالإمارات، وكتب يستغيث بهم: "ياشباب أنا فاتني الأتوبيس بس ممكن ألحقه في أبو ظبي لو فيه عربية"، خط السير من دبي لأبو ظبي للحدود السعودية ومنها للرياض، ولم يكن يتوقع أن ينجزه أحد لأنها مجازفة، قد لا تأتي بثمارها وطريق طويل سيرهق صاحبه، لكن شهامة المصريين دائمًا متواجدة في أي مكان.
تواصل معه على الفور عمر الشرقاوي 35 عامًا موظف مصري بأحد البنوك ومقيم بإمارة الشارقة التي تبعد عن دبي نصف ساعة بالسيارة، "حطيت نفسي مكانه" هكذا وصف الشرقاوي الأمر، لـ"الوطن"، وأن كل ماحدث كان سيقوم به أي مصري وبالتحديد من الجروب الخاص بهم "سوستجية الإمارات".
اتجه الشرقاوي على الفور، لأخذ كرم من دبي سريعًا ليحاولوا اللحاق بالأتوبيس في أبو ظبي، ولكن الطريق طال بهم والأتوبيسات التي لحقوا بها لم تكن المرجوة ولا السائقين، كان من بينهم السائق المطلوب، إلى أن وصلوا أبو ظبي وبعد بحث سريع عن الأتوبيس لم يجدوه، وكرم يواصل محاولاته في الاتصال بالسائق عبر الهاتف لكنه مازال مغلقًا.
هنا تملك اليأس من كرم، وطلب من رفيقه الشرقاوي الرجوع بهما إلى دبي "خلاص فات الأوان يلا نرجع علشان أنت كمان ماتتأخرش على شغلك"، لكن الشرقاوي استمر بزيادة السرعة وتفادي السيارات على الطريق، وبشهامة المصريين المعتادة أخبره "هتوصل شغلك في ميعادك وهنلحق الأتوبيس".
الشرقاوي: سوقت 5 ساعات.. وأي مصري مكاني هيعمل كده
زادت السرعة وزاد معها الوقت إلى أن بلغ بهما 5 ساعات سواقة، وحوالي 400 كم، يتناقص الأمل ويطول الطريق، والسيارة القديمة حالتها قد تسوء من قسوة الرحلة عليها، حتى الوقود على وشك النفاد، وعلى بعد 45 دقيقة من حدود السعودية، رد السائق أخيرًا على هاتفه، وأبلغهم أنه وصل حدود السعودية، وسينتظر في الجمارك قليلًا، فطلب منه كرم أن ينتظره قليلًا حتى يصل إليه، وبالفعل انطلقا سريعًا، ووصل محمد للأتوبيس لتنتهي رحلته مع رفيقه الشرقاوي، بينما تبدأ رحلة الأخير في العودة إلى الشارقة.
استراح الشرقاوي قليلًا على أحد المقاهي، وتناول كوبًا من الشاي مع وجبة خفيفة ليقاوم التعب ويستعد ليكمل رحلة عودته، "زمايلنا على الجروب ماسبونيش وفضلوا طول الطريق معايا"، قلل من سرعته في العودة فهو لم يعد متعجلًا على شيء وخاصةً بعد تواصله مع مديره في العمل وابلاغه بأنه سيتأخر عن موعده واستجاب الآخر لطلبه ليقينه بأنه موظف كفأ، "رجعت للبيت 2 بليل مش قادر أدخل الحمام من التعب ولما فكرت ماعرفتش أنا عملت كده إزاي بس كنت مبسوط".
زادت فرحة الشرقاوي، حين نشر مسئول الجروب القصة على "فيس بوك"، ولاقت تقدير من الجميع وتابعتها رسائل شكر وامتنان لشهامته "حتى صحابي في القاهرة شافوا البوست وكلموني قالولي شرفتنا"، وفي أول جمع لجروب "سوستجية الإمارات" قاموا بتكريمه وإعطاؤه درع الجروب.