"يسرا".. مجموعة قصصة جديدة لمحيي الدين جاويش عن "مجموعة النيل والفرات"

كتب: إلهام زيدان

"يسرا".. مجموعة قصصة جديدة لمحيي الدين جاويش عن "مجموعة النيل والفرات"

"يسرا".. مجموعة قصصة جديدة لمحيي الدين جاويش عن "مجموعة النيل والفرات"

أصدر الكاتب محيي الدين جاويش، مجموعته القصصية الأولى "يُسرا" الصادرة عن مؤسسة "النيل والفرات للطبع والنشر والتوزيع"، والتي قدمها شيخ النقاد العرب الكاتب الكبير فتحي العشري، والمصدرة بإهداء إلى رائد القصة القصيرة الكاتب الراحل يوسف إدريس.

ويقول العشري في تقديمه لـ"يُسرا": تعتمد أغلب قصص هذه المجموعة على الصدفة والمفاجآت والنهايات السعيدة والحزينة وتصور هذه القصص العودة للطفولة، وحميمية العلاقة بين الإنسان والحيوانات الأليفة والطيور والأغنام، وحب الريف والحقول، والمقارنة بين القرية والمدينة، والفارق بين الموت الطبيعى والقتل العمد، والتطلع إلى الصحراء والأشجار والنخيل، ومصادفة العواطف العابرة، ومرض التوحد، واإليمان، والخالص بالله".

وأضاف العشري، يفتح جاويش في بعض قصصه بابا جديدا ومختلفا للخيال الجذاب المثير كما فعل في قصة "بائع القبعات"، التي تسير في إطار سلس ومفاجئ وغريب في آن واحد، حيث ترك المجال فيها للقارئ أن يعيش ويفسر مجريات القصة وخطها السردي الجديد، فيصف ببراعة مشاعر الفقد والحب والغياب والوحدة والخوف والأمان والغضب والصبر والحزن والسعادة، ولم يدخل جاويش إلى أعماق النفس البشرية فقط بل واقتحم نفس الحيوان أيضا كما فعل في قصته "قط" التي أجاد فيها وصف مشاعر الحيوان وتفسيرها بصورة مثالية رغم بساطتها المفرطة.

وأوضح، قد أبى جاويش في جميع قصصه أن يطلق أسماء على شخوص القصص فلا تجد اسما لأي شخصية، لأنه يرى أن القارئ هو البطل لذا يجد كل قارئ ذاته بين سطور المجموعة، دون انسلاخها عن مجتمعها، وهي الذات المخبأة بين مئات الأنفس الإنسانية الغنية والمنوعة كما يظهر القاص محيي الدين جاويش ممسكا بناصية الأفكار والقضايا التي يطرحها في مجموعته "يُسرا"، حيث يوقن بتأثير هذا اللون من الأدب في المتلقي ويكشف الكثير من الأمراض التي تؤثر على الكثير من أبناء المجتمع.

وتابع العشري، "يبدو من مجموعة "يُسرا" القصصية أن الكاتب محيي الدين جاويش يمتلك لغة وإحساسا جميلين، إضافة إلى الموضوعية في الطرح كما أن قصصه تفتح آفاقاً وعوالم أرحب ناهيك عن حالات المفاجأة والذهول التي تشوب نهايات بعض قصصه مع فتح مجال التأويل ووضع القارئ بين خيار لأكثر من تفسير، وهو نوع من المرونة أبداه جاويش ببراعة في مجموعته القصصية "يُسرا" دون أن يفرض فهم محدد على القارئ حيث أن قصص المجموعة تنتهي على الورق لا لتسدل الستارة على أحداث القصة بل لتدخل نهاياتها في بدايات جديدة وآفاق أرحب".

وصدر للكاتب محيي الدين جاويش سابقاً كتاب "صباحات الياسمين" ضمن سلسلة كتاب الهلال وهو كتاب جامع لخواطر رومانسية ذات مغزى عاطفي، لصنع الكلمات الجميلة التي تنطق بالمشاعر الإنسانية الصادقة قدم فيها الكاتب بعضا من فيض روحه حسب مرئياته لتلك العاطفة داعيا القارئ للمشاركة في تأملها بل ومعايشتها فهو يعبر بأقصوصات خفيفة، بحروف ناعمة عن تلك المشاعر والأحاسيس الساكنة في وجدان القارئ فكانت هذه الخواطر تعبيرًا رائعًا عنها، مستندا على لغة تبتعد بهم عن عالم الواقع المكتظ بالزحام والضوضاء إلى رحابة الخيال الجميل.


مواضيع متعلقة