حوار.. مفتي نيوزيلندا: الحكم على سفاح المسجدين حقق العدالة وليس كمالها

كتب: محمد علي حسن

حوار.. مفتي نيوزيلندا: الحكم على سفاح المسجدين حقق العدالة وليس كمالها

حوار.. مفتي نيوزيلندا: الحكم على سفاح المسجدين حقق العدالة وليس كمالها

أصدرت محكمة نيوزيلندية حكمًا بالسجن مدى الحياة دون عفو ​​مشروط على رجل قتل 51 من المصلين في إطلاق النار على مسجدين بنيوزيلندا العام الماضي، في أول مرة يتم فيها إصدار مثل هذا الحكم في البلاد. 

"الوطن" حاورت الدكتور إبراهيم أبومحمد، مفتي عام أستراليا ونيوزيلندا، حيث أكد أن الحكم غير مسبوق في نيوزيلندا، لكنه لم يحقق كمالها، مشيرًا إلى أنه من حق الأجيال القادمة  معرفة الفعل ورد الفعل لدى القيادات السياسية وقادة المجتمع المسلم، وحق نيوزيلندا شعبًا وقيادة كنموذج للإنسانية الراقية والمتحضرة في إدارة الأزمة كمدرسة لإدارة الأزمات ومثال لكل بلدان العالم.

وأوضح مفتي عام أستراليا ونيوزيلندا أن الأزهر لم يكن غائبًا عن الحادث، حيث إن الخطاب الذي ألقاه إمام المسجد ما هو إلا نتاج الفكر الأزهري الذي يدعو للتسامح ونبذ التطرف.

وإلى نص الحوار،،،

- ما تعليقك على حكم المحكمة ضد الأسترالي برينتون تارانت بالسجن مدى الحياة؟

في البداية، الحكم غير مسبوق في نيوزيلندا لأن الجريمة غير مسبوقة في نيوزيلندا، من حيث بشاعتها وحجم الإجرام فيها ورغم أنه حكم غير مسبوق إلا أنه حقق العدالة لكننا نطالب بكمال العدالة.

- برأيك.. كيف يتحقق كمال العدالة؟

بالطبع لا يتحقق بمعاقبة الجاني فقط، بل بحقوق المجني عليهم وأنا أراها في ثلاثة أمور، وهي حق الشهداء في تخليد ذكراهم، بعمل نصب تذكاري وحق الأجيال القادمة في معرفة الفعل ورد الفعل لدى القيادات السياسية وقادة المجتمع المسلم، وحق نيوزيلندا شعبا وقيادة كنموذج للإنسانية الراقية والمتحضرة في إدارة الأزمة كمدرسة لإدارة الأزمات ومثال لكل بلدان العالم، نظرا للجهد والتنفيذ الذي شاهدناه.

- وما المطالب التي تود أن توجهها؟

نطالب بأن تحظى نيوزيلندا بنصب تذكاري يحمل أسماء الشهداء وينقل للأجيال القادمة روح التلاحم والوفاق الذي ساد نيوزيلندا بجميع الخلفيات الثقافية والحضارية والعرقية والدينية وهذا الحق يشترك فيه الشهداء الذين قضوا إلى ربهم والذين ما زالوا على قيد الحياة، وأن يعقد مؤتمر سنوي تحت رعاية رئيسة الوزراء مباشرة يوثق للحدث وتداعياته المؤلمة ويوضح خطورة اليمين المتطرف وخطاب الكراهية الذي يتبناه وثقافة العبث وما تحدثه في المجتمعات من تدمير وتعصب وأن يكون لأميرة القلوب وسيدة الزمن الأولى جاسيندا ولبلدها نيوزيلندا فضل السبق التاريخي على مستوى الأمم المتحضرة في سن تشريع يحمي الأديان من التعصب والكراهية ويجرم ممارسة الإسلاموفوبيا ويمنع التحريض ضد الأديان والعرقيات.

- ما الأسباب التي دفعت برينتون لارتكاب جريمته؟

وجدان الجاني لم يتحقق بين عشية وضحاها إنما تكون هذا الوجدان من زخم إعلامي ضخم كانت تضخه أغلب وسائل الإعلام والتصريحات السياسية لبعض القادة الذين ما زالوا في مناصبهم حتى الآن، ومعاهد الأبحاث الثقافية المتحيزة، بمعنى أن هناك غسيل مخ له على مدى طويل لأن ما ينشر من تشويه وتدليس ولبس وغش للناس عن الإسلام والمسلمين ما يعادل 1700 صفحة ومقال.

- كيف يتم تحقيق المطالب الثلاثة سالفة الذكر؟

نحمي حق الأجيال في معرفة الفعل ورد الفعل ونحمي حق نيويزيلندا شعبًا وقيادة كنموذج للقيادة البارعة والمتحضرة، ونحمي حق الشهداء، وأثره سينقل للدنيا كيفية تحول نهر الدماء المراقة في المسجدين إلى عصارة للمحبة والتلاحم، وكيف أزالت وحطمت دموع الأحزان حواجز الوهم بين البشر، كلنا لآدم، وكيف توحد في الوجدان الجمعي معنى الإنسانية في نيوزيلندا، طالبات المرحلتين الإعدادية والثانوية ارتدين الحجاب وملابس سوداء في المنافسات الرياضة بينهن، تحقيق هذه الأمور رغم بشاعة الحادث والكراهية التي ليس لها حدود إلا أنه فتح لشخصية جاسيندا رئيسة وزراء نيوزيلندا وشعبها الحب في قلوب مليار و800 مليون هم تعداد المسلمين على مستوى العالم، فتوثيق الحدث سيقدم نيوزيلندا وشعبها كنموذج للدول المتحضرة، كما أنه سيوثق أيضًا ثمرة الحركة الدؤوبة ورد الفعل لقادة الفكر الإسلامي وتعاونهم مع القيادة السياسية في أستراليا ونيوزيلندا لتضميد الجراح ولم الشمل ومشاركة أسر الضحايا خلال الحدث لأن الجميع تصرف خاصة القيادات الإسلامية، وهذا ما طلبته منذ اللحظة الأولى حينما التقيت بالزملاء العلماء أن يتصرفوا كرجال دولة وليس دعوة، يتحملون مسؤولية إدارة الأزمة بأمانة ويدركون حجم المخاطر إذا انفلت زمام الغضب لا قدر الله لدى الشباب، وسيطرة نوازع الانتقام.

- كيف ترى دور الأزهر الشريف في التعامل مع حادث المسجدين؟

لم يكن الأزهر الشريف غائبا لأن القيادات الدينية التي تصرفت بحكمة واقتدار وأنا واحد منهم من أبناء الأزهر، وكنا بجوار الشيخ جمال، إمام المسجد، كما أن الخطاب الذي ألقاه الشيخ جمال هو نتاج الفكر الأزهري الذي دعا للتسامح ونبذ التطرف. 


مواضيع متعلقة