ناجون من مذبحة مسجدي نيوزيلندا يواجهون الجاني: جعلتنا نتلفت حولنا خوفا

ناجون من مذبحة مسجدي نيوزيلندا يواجهون الجاني: جعلتنا نتلفت حولنا خوفا
- نيوزيلندا
- مذبحة المسجدين
- الناجون من مذبحة المسجدين
- الحكم في قضية مسجدي نيوزلندا
- كرايس تشيرش
- نيوزيلندا
- مذبحة المسجدين
- الناجون من مذبحة المسجدين
- الحكم في قضية مسجدي نيوزلندا
- كرايس تشيرش
من بين المشاهدة المؤثرة في محاكمة منفذ مذبحة المسجدين في نيوزيلندا، كانت المواجهة بين بعض الناجين والجاني، في مشاهد مؤثرة رصدتها صحيفة "ذي نيوزيلند" النيوزيلندية.
وفي سابقة قضائية هي الأولى من نوعها في نيوزيلاندا، أصدرت محكمة نيوزيلندية حكما بالسجن مدى الحياة دون عفو مشروط، على الشخص الذي قتل 51 من المصلين في إطلاق النار على مسجدين بنيوزيلندا.
سزادة أختر.. سيدة تقضي ما بقي من عمرها على كرسي متحرك
"كنت مريضة لفترة طويلة، كل لحظة أعيشها صعبة للغاية، سأبقى على كرسي متحرك طوال حياتي".. هكذا تحدثت سزادة أختر إحدى الناجيات صاحبة الـ26 عاما، وقد أصيبت برصاصة واحدة في ظهرها تسببت في حدوث كسور بالعمود الفقري لا يمكن إصلاحها، فضلًا عن إصابة الكبد والكليتين والرئتين.
ودخلت الضحية في غيبوبة لمدة 35 يومًا، ثم بقيت في المستشفى لعدة أشهر، وحسب تأكيدات الأطباء فلن تسير مرة أخرى على قدميها، ولا تزال بحاجة إلى رعاية على مدار الساعة.
قالت "أختر" أمام المحكمة في مواجهة الجاني: "كل لحظة لا تزال صعبة للغاية، لا أستطيع النوم، لدي كثير من المشاكل في جميع أنحاء جسدي، ولا يمكنني القيام بأي شيء طبيعي بعد الآن".
وجهت "أختر" حديثها للجاني: "وأنت في السجن فكر فيما فعلته بنا"، وأشارت في حديثها إلى أنّها كانت تريد أن تنجب أطفالًا، لكن بعد هذا الحادث، سلب الجاني منها ذلك بالرصاصة التي اخترقت جسدها.
أحد الضحايا أطلق عليه الرصاص 9 مرات: أجريت 5 عمليات جراحية
تنقل الصحيفة رواية ضحية أخرى، وهو تيميل أتاكوكوجو الذي أطلق عليه الرصاص 9 مرات، إذ أصيب في الفك والجانب الأيسر من الصدر والفخذ الأيسر والساق وذراعه اليسرى، ما تسبب في كسور مضاعفة، وأجرى 5 عمليات جراحية كانت الأخيرة يوم الثلاثاء الماضي.
ويوضح الضحية: "تمت إزالة 6 رصاصات من جسدي ولكن بقيت 3 رصاصات على مدار 12 شهرًا، احتجت إلى عدة عمليات جراحية طويلة وكان لدي المزيد من العمليات الجراحية". وأضاف: "أعاني من آلام يومية مستمرة".
أحد الضحايا أصيب بـ1000 شظية ستبقى في جسده بقية العمر
وتنقل الصحيفة رواية ضحية أخرى وهو تاج محمد كمران الذي أصيب بـ1000 شظية في جميع أنحاء جسده وستظل باقية للأبد، وهو الآن في حالة جيدة لكنه يحتاج الآن إلى عصا للمشي.
أما سيدات محمد فقد أصيبت في كتفها في مسجد لينوود، ما تطلب 4 عمليات جراحية بما في ذلك ترقيع العظام المؤلم، وهو أب لـ4 أطفال ولا يزال بداخله شظايا رصاصة، بعضها قرب قلبه.
ومن بين الضحايا عثمان عويس أحمد من الذي يشكو من ألم مستمر بسبب شظايا الرصاص التي تغزو جسده. وقال: "أُصبت في ظهري وستظل دائمًا شظايا الرصاصة في جسدي"، مضيفا: "كان الألم في بعض الأحيان لا يطاق وسأظل أشعر دائمًا بدرجة من الألم لبقية حياتي". وتابع: "حياتي لن تكون هي نفسها".
ليت الأمر يتوقف على الآلام الجسدية بين الناجين، فقد تسبب الحادث لكثير منهم بآثار نفسية ربما تكون أصعب أكثر، خصوصا وأنّهم لا يخشون الجاني الحالي، وإنما باتوا يخشون من أمثاله.
تقول إحدى الناجيات وتدعى "روزماري": "أشعر بالقلق وأتساءل عما إذا كانت عائلتي ستكون في أمان، يجب أن أتحمل هذا القلق في حياتي الآن، أشعر وكأنني في مكان مظلم". وأضافت أنّها عزلت نفسها لدرجة أنّها اضطرت إلى التخلي عن وظيفتها ولا يمكنها حتى الذهاب إلى السوبر ماركت المعتاد.
وقالت: "لا أحب أن أكون في الأماكن العامة ولا أحب أن يلاحظني أحد، دائما أراقب كل من حولي أبحث عن التهديد المحتمل".
أما أمبرين راشد فتقول إنّها تشعر بالخوف في كل مرة تغادر فيها المنزل لتذهب في نزهة سيرا على الأقدام، وتضيف أنّ زوجها راشد نعيم وابنها طلحة نعيم توفيا بالهجوم. وتؤكد مخاوفها باستمرار من أنّ القاتل ربما يكون ألهم الآخرين في المجتمع ليتبعوه، وتابعت: "نفكر في ذلك كل مرة خوفا من تكرار الحادث".
وقالت ملقى حسين إحدى الناجيات إنّها نجت من الحادث لكن آلامها النفسية ستبقى للأبد، وتشير إلى أنّها تخشى ظهورها العلني أمام المحكمة خوفا أن يستهدفها شخص آخر يحمل أفكار الجاني.
ضحايا أجبرهم الخوف من تكرار الحادث إلى المغادرة لبلدهم الأصلي
ويؤكد عدد آخر من الضحايا، حسب ما نقلت عنهم الصحيفة، أنّهم يخشون الخروج من المنزل، وبعضهم يخشى حتى الذهاب إلى المسجد، خوفا من تكرار الحادث من قبل آخرين. حتى أنّ بعض الضحايا اضطر إلى المغادرة والعودة إلى بلده الأصلي خوفا.
وقال أحد الضحايا إنّ ابنته صاحبة الأربع سنوات أُصيبت في الحادث، لكنها نجت، مؤكدا أنّ الغضب الشديد يسيطر على الضحايا، ووجّه رسالة إلى الجاني وهو في قفص الاتهام: "قلبك قادك إلى مكان منعزل وبائس حيث تستحق أن تذهب إليه"، الأمر الذي رد عليه الجاني بالسخرية والضحك.
واعترف القاتل "برينتون تارانت"، أسترالي يبلغ من العمر 29 عاما، بما مجموعه 51 تهمة قتل و40 تهمة شروع في القتل وتهمة واحدة بارتكاب عمل إرهابي خلال إطلاق النار في مارس 2019 على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش والذي بثه مباشرة على فيس بوك، والذي يعتبر أكثر حوادث إطلاق النار دموية في تاريخ نيوزيلندا.
وقال قاضي المحكمة العليا كاميرون ماندر في "كرايستشيرش"، إنّ الحكم بمدة محددة لن يكون كافيا، مضيفًا في تصريحات نقلتها "سكاي نيوز": "جرائمك تنضح بشر هائل لدرجة أنّه حتى لو تم احتجازك حتى وفاتك فلن تستنفد متطلبات العقوبة والإدانة"، مضيفًا "أنت، بحسب تقديري، خال من أي تعاطف مع ضحاياك".
وقال المدعون للمحكمة في وقت سابق إنّ القاتل أراد بث الخوف في نفوس من وصفهم بالغزاة، وأنّه خطط بعناية للهجمات لإسقاط أكبر عدد من الضحايا.
وقال القاتل، وهو من دعاة سيادة العرق الأبيض ومثل نفسه أثناء محاكمته، من خلال محامٍ أمام المحكمة، إنّه لم يعارض طلب الادعاء بالسجن مدى الحياة دون الإفراج المشروط.
وكانت رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا آردن، وعدت بألا تلفظ أبدًا اسم مرتكب المجزرة الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش، مشددةً على أنّه سيحاكم بأقصى درجات الحزم.
وخلال جلسة طارئة عقدها البرلمان وافتتحتها بتحية "السلام عليكم" التي نطقتها باللغة العربية، قالت آردن: إنّ منفّذ المجزرة "سيواجه كل قوة القانون في نيوزيلندا"، وذلك قبل عام من النطق بالحكم.