حادثا مسجدي كرايستشرش كما رواها لـ"الوطن" المسؤولون في نيوزيلندا

كتب: محمد علي حسن

حادثا مسجدي كرايستشرش كما رواها لـ"الوطن" المسؤولون في نيوزيلندا

حادثا مسجدي كرايستشرش كما رواها لـ"الوطن" المسؤولون في نيوزيلندا

أصدرت محكمة نيوزيلندية حكما بالسجن مدى الحياة دون عفو ​​مشروط، على رجل قتل 51 من المصلين في إطلاق النار على مسجدين في كرايستشيرش بنيوزيلندا، في أول مرة يتم فيها إصدار مثل هذا الحكم في البلاد.

واعترف برينتون تارانت، وهو أسترالي يبلغ من العمر 29 عامًا، بما مجموعه 51 تهمة قتل و40 تهمة شروع في القتل وتهمة واحدة بارتكاب عمل إرهابي خلال إطلاق النار عام 2019 على مسجدين في كرايستشيرش والذي بثه مباشرة على فيس بوك، وهذا أكثر حوادث إطلاق النار دموية في تاريخ نيوزيلندا.

مفتي نيوزيلندا لـ"الوطن": الحادث الإرهابي "حالة شاذة" أشبه بالزلزال 

وعقب الحادث الدموي، تواصلت "الوطن" مع العديد من المسؤوليين في نيوزلندا، أبرزهم، الدكتور إبراهيم أبومحمد، مفتي أستراليا ونيوزيلندا، الذي قال في مارس 2019، إنّ الحادث الإرهابي الذي وقع في نيوزلندا "حالة شاذة"، إذ إنّ الشعب النيوزيلندي محترم والجالية المسلمة متعايشة مع جميع الديانات الأخرى، وبوجه عام يوجد تعاون بين الجالية المسلمة في أستراليا مع جميع مجتمعات القارة.

وأضاف مفتي أستراليا ونيوزيلندا، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أنّ العلاقة بين الجالية المسلمة والمجتمع النيوزلندي محترمة للغاية، وما حدث لن يؤثر عليها رغم أنّه أشبه بالزلزال، فالمجتمع النيوزلندي يتسم بالتلاحم.

وتابع: "يجب أن نتعاون مع المجتمعات الأخرى لتكوين ثفافات مختلفة، ولا يجوز أن يكون التطرف جزءا من هذا التكوين، فالتطرف خطر على جميع المجتمعات، ويؤثر بالسلب على أي مجتمع، لا سيما النازية الجديدة التي بدأت في الظهور مؤخرا، لأننا نواجه مرضًا واحدًا، ولا بد أن ننفتح عليها لمواجهة ذلك المرض".

أسقف إيبارشية سيدني: الحادث بشع ويدق ناقوس خطر الإرهاب العالمي

من جانبه، قال الأنبا دانييل، أسقف إيبارشية سيدني وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، إنّ حادث قتل المصلين في مسجدي نيوزيلندا يوصف بـ"الجريمة البشعة" من الإنسان ضد أخيه الإنسان، فمرتكب هذا الحادث، إنسان خطط له جيدًا ونفذه بقلب بارد، لكن تخطيطه كان في الشر.

وأضاف الأنبا دانييل، في أول حوار صحفي له اختص به "الوطن" عقب حادث نيوزيلندا، أنّ بعض الكنائس التابعة للإبراشية أقامت صلوات من أجل ضحايا الحادث الإرهابي، وصلى فيها كبار السن والمهاجرين الجدد، أما الأحد فشهد صلوات في جميع الكنائس من أجل ضحايا الحادث، لأن الجمعة يعد يوم عمل في أستراليا.

وتابع: "هذا الحاث البشع أدي إلى قتل أكثر من 50 شخصا من جنسيات متعددة كانت تصلي في الجامع إلى ربها، وانتهت حياتهم بهذا الفعل الشنيع، وهم يصلون في مكانهم المقدس، نسأل الرحمة لهم، من قبل الله، ويا ليتنا نأخذ درسا مهما لنا كلنا، وهو ما هي حياتنا إنها بخار يظهر قليلا ثم يضمحل في أي وقت وفي أي مكان وبطرق متعددة، فيجب على الإنسان أن يكون دائما صالحا مستعدا للقاء ربه في أي وقت، هذا الحادث سبب حزنا لـ50 منزلا، وأسر الضحايا، وسبب حزنًا لبيوت أكثر من أقرباء الضحايا وسبب حزنًا ثالثًا لبيوت أصدقاء الضحايا، وأتجاسر وأقول إنّه سبب حزنًا رابعًا لأسرة هذا الإرهابي الذين تلوثت سمعتهم بولادة ابن سلم نفسه للشر، لن يروه بعد اليوم".

رئيس فريق التحقيقات: العمل في القضية يواجه صعوبات

كما اختير نائب مفوض شرطة نيو ساوث ويلز السابق الأسترالي المصري نجيب قلدس واحدًا من بين 3 خبراء سيشرفون على عملية التحقيق في رد الشرطة النيوزيلاندية على اعتداء مسجدي كرايستشيرش.

وقال قلدس في تصريحات خاصة لـ"الوطن" عبر البريد الإلكتروني: "لا أستطيع التحدث عن القضية الآن لأنها ما زالت مفتوحة والتحقيقات مستمرة حتى الآن، مثلها مثل أي قضية أخرى أشارك في التقصى عنها".

وأضاف قلدس، في أولى تصريحاته لصحيفة عربية بعد إسناد مهمة التحقيقات له: "القانون هنا لا يسمح بالتطرق للحديث إعلاميا عن القضايا التي لا تزال مفتوحة، لكن أعتقد أنّ التحقيق في هذه القضية تحديدا يواجه بعض الصعوبة، وأعتقد أنني سأساعد مع فريق التحقيق المشارك في قضية على اعتداء مسجدي كرايس تشيرش بنيوزيلندا".

وبالتزامن مع مرور أسبوع على تنفيذ الحادث الإرهابي بنيوزيلندا والذي راح ضحيته 50 شهيدا بمسجد النور بمدينة كرايستشيرش، أصدرت صحيفة "ذا برس" النيوزيلندية عددًا تاريخيًا تخليدًا لذكرى الشهداء المسلمين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة.

غلاف الصحيفة كان معبرًا للغاية، إذ كُتبت كلمة "سلام" باللغة العربية في منتصف الصفحة، ودونت أسماء الشهداء الخمسين، باللغة الإنجليزية، أسفل الصفحة لتظل ذكراهم محفورة في أذهان القراء. 

كامالا هايمان: حاولنا تقديم نعي يليق بالضحايا

وقالت كامالا هايمان، نائب رئيس تحرير صحيفة "THE PRESS" النيوزيلندية، إنّ أعضاء فريق العمل بالصحيفة متضامنون مع ضحايا الحادث المروع، فالحادث لم يؤثر في ذويهم فقط، بل أثر في مواطني الشعب النيوزيلندي وأي إنسان في العالم شاهد ما حدث سيشعر بحزن عميق لما واجهه الراحلون وهم يصلون في المسجد.

وأضافت هايمان في اتصال هاتفي، لـ"الوطن": "متضامنون مع جميع الضحايا ونعزي أسرهم، وفكرنا في نعي ضحايا الحادث بطريقة تليق بهم، فالإنسانية جزء من رسالة الصحافة، وهذا واجبنا، فالصحفي يقف في صف الإنسان دون النظر لجنسه أو ديانته أو عرقه".

واختتمت هايمان حديثها لـ"الوطن": "الحادث الذي وقع الجمعة جعل الشعب النيوزيلندي يقف جنبًا إلى جنب، فالمسلمون جزء من نسيج هذا البلد الذي نعيش فيه ونجتمع سويًا تحت سمائه".

وقال المدعون للمحكمة في وقت سابق، إنّ تارانت أراد بث الخوف في نفوس من وصفهم بالغزاة، وخطط بعناية للهجمات لإسقاط أكبر عدد من الضحايا.

وقال تارانت، وهو من دعاة سيادة العرق الأبيض ومثل نفسه أثناء محاكمته، من خلال محامٍ أمام المحكمة، إنه لم يعارض طلب الادعاء بالسجن مدى الحياة دون الإفراج المشروط.


مواضيع متعلقة