وثائق جيسون تدين قطر والولايات المتحدة تحقق في تورطها بتمويل الإرهاب

وثائق جيسون تدين قطر والولايات المتحدة تحقق في تورطها بتمويل الإرهاب
مازالت حقائق تمويل قطر لحزب الله اللبناني المصنف إرهابيًا لدي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تتكشف يومًا بعد يوم، وذلك بعدما كشف عميل الاستخبارات الغربي جيسون جي، وثائق توضح تمويل ودعم عناصر من العائلة المالكة وكبار المسؤولين في قطر، لتنظيم حزب الله، وشراء صفقات سلاح من شرق أوروبا.
وأضاف المرصد المصري في تقرير صادر عنه، الوثائق التي كشفها العميل جيسون جي، والتي تحققت منها قناة "فوكس نيوز" الأمريكية وأثبتت صحتها، وقبلها، عرض جيسون جي الوثائق على الاستخبارات الألمانية التي أفادت بدورها بصحة المعلومات الواردة ووصفتها بـ "المفيدة". حسبما أفادت عدة صحف وتقارير ألمانية.
وفي هذا الصدد، وضمن الضجة التي أحدثتها وثائق العميل "جيسون"، سافر فريق أمريكي، إلى الدوحة وذلك للتحقيق في تورط الدوحة بدعم وتمويل حزب الله المصنف إرهابيًا لدي الحكومة الأمريكية، حسبما أفادت مصادر لتلفزيون العربية وتقارير صحافية بالأمس.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن السفير “ناثان سيلس” منسق برنامج مكافحة الإرهاب، قد سافر للدوحة للتحقق من سير العمل مع دولة قطر فيما يخص شراكتها مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب وتمويله.
ووفقًا للبيان، فإن السفير الأمريكي سيلتقي النائب العام "على بن فطيس المري"، والعديد من كبار المسؤولين للتأكيد على شراكة قطر مع الولايات المتحدة في مكافحة تمويل التنظيمات الإرهابية، ودور قطر في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، وتشريعاتها الجديدة لمكافحة غسيل الأموال.
كما صرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أن “الولايات المتحدة تابعت الادعاءات الأخيرة بشأن تمويل قطر لتنظيم حزب الله اللبناني”. وأكد أن “الولايات المتحدة ستعمل مع قطر لضمان وقف تمويل التنظيمات الإرهابية كحزب الله اللبناني”.
زيارة الفريق الأمريكي الأخيرة للدوحة تشير للتداعيات الكبيرة على المستويين الإقليمي والدولي التي أحدثتها وثائق العميل “جيسون”، وأثارت انتباه الولايات المتحدة المنغمسة في احتواء التهديدات الإيرانية في المنطقة، وأذرعها الميليشاوية ولاسيما حزب الله الذي تورط في قتل المئات من المواطنين والعسكريين الأمريكيين.
وتجدر الإشارة إلى أن اهتمام الاستخبارات الألمانية بوثائق العميل جيسون جي، جاء بالتزامن مع حظر ألمانيا لحزب الله وأنشطته في البلاد، كما صنفته برلين كمنظمة إرهابية.
قرار برلين بحظر أنشطة حزب الله، جاء لأسباب عديدة، وبناء على معلومات استخباراتية جمعها على مدار السنوات الماضية، جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني المعروف أيضًا باسم "الهيئة الاتحادية لحماية الدستور"، كما أن عثور أجهزة الأمن الألمانية على كميات من مادة "نترات الأمونيوم" بأحد المخازن جنوبي ألمانيا في أبريل الماضي، كان بمثابة الشرارة التي أفضت إلى هذا القرار، بالإضافة إلى معلومات أخرى حصلت عليها أجهزة الاستخبارات الألمانية بعد مداهمة عدد كبير من المكاتب والجمعيات المشتبه بها، بناء على معلومات نقلها جهاز الموساد الإسرائيلي إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني، وذلك حسب ما بثته القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، التي أشارت أيضًا إلى أن هذه المعلومات تضمنت تفاصيل حول نشاط عدد من رجال الأعمال اللبنانيين، ساهموا في غسيل ونقل الأموال، إلى حسابات بنكية ألمانية تابعة للحزب، تم استخدامها في تمويل أنشطة الحزب في ألمانيا.
التطورات اللاحقة منذ إعلان دول الرباعي العربي مقاطعتها لدولة قطر، كشفت بدورها عن أبعاد الدور المزدوج الذي تلعبه قطر في مختلف القضايا والصراعات الإقليمية، فهي في اليمن كانت جزءًا من عاصفة الحزم، وفي الوقت ذات احتفظت بقنوات دعم لجماعة الحوثي الموالية لإيران.
بما يهدد منظومة الأمن القومي لدول الخليج التي تجابه تداعيات الانخراط العسكري الإيراني التخريبي في العراق وسوريا واليمن.
اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية قطر بدعم الميليشيات الحوثية بالمال والسلاح في سياق سعيها لنشر الفوضى وإضعاف الشرعية، بحسب ما جاء في تصريحات لرئيس الحكومة معين عبدالملك، أثناء زيارته الرسمية الأخيرة إلى مصر، في يوليو الفائت.
وأوضح "عبدالملك" في تصريحات نقلتها عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الدوحة "دعمت الميليشيات الحوثية بالمال والسلاح والإعلام والعلاقات، وعملت على زعزعة الاستقرار في اليمن".
وأضاف "منذ مقاطعة الدول الخليجية لقطر صارت السياسة القطرية واضحة، وصار الدعم القطري للميليشيات الحوثية علنيًا، فضلًا عن عملها الآن على إضعاف الحكومة الشرعية، وإفشال جهود استعادة الدولة، وخلق بؤر توترات في بعض المحافظات، وتمويلها، وإطلاق حملات تشويش كجزء من هذه السياسة التخريبية".
ومن جنوب المنطقة العربية لأقصي شمالها، تعقدت خيوط الدعم القطري المباشر لأذرع إيران في المنطقة، وخاصة تنظيم حزب الله اللبناني، بما يهدد أسس وثوابت الأمني القومي للدول العربية.
أبطال قصة التمويل القطري لحزب الله، لم يكونوا أفرادًا عاديين وإنما عناصر من العائلة المالكة القطرية وكبار المسؤولين الحكوميين في الدوحة. وهو ما كشفه العميل جيسون جي لصحيفة "دي تسايت" الألمانية المرموقة، وصحيفة "برلينر تسايتونج"، و"شتيرن"، وقناة فوكس نيوز الأمريكية.
السفير القطري في بلجيكا وحلف شمال الأطلسي، عبدالرحمن بن محمد الخليفي، تورط حسب الوثائق المسربة في مخطط مترامي الأطراف لتمويل النشاط الإرهابي للحزب من العام 2017. ولما كٌشِف أمره بوثائق العميل “جيسون”، لجأ “الخليفي” لشركات ضغط ألمانية وذلك لترتيب ستة اجتماعات مع العميل “جيسون” للتوصل معه لاتفاق صمت نظير دفعات مالية، إلا أن العميل “جيسون” اشترط توقف الدوحة عن دعم وتمويل حزب الله لضمان استمرار الاتفاق، وهو ما باء بالفشل نتيجة استمرار الدوحة لدعم حزب الله وأنشطته في العديد من بؤر الصراع إلى أن تورطت في شراء صفقات سلاح له من شرق أوروبا.
وفي هذا السياق، عرض “الخليفي” مبلغ 750 ألف يورو على العميل “جيسون” ودفعات مالية أخري تخصص له، إلا أنه فشل في إقناعه بالصمت. وتكشفت الوثائق ووصل صداها لدوائر السياسة الخارجية الأمريكية.