الحيوانات تعرف التباعد الاجتماعي الوبائي قبل البشر..إليك القصة

11:26 ص | الأحد 16 أغسطس 2020

رغم ظهور " مصطلح التباعد الاجتماعي " مؤخرا حول العالم بين البشر بسبب جائحة " كوفيد -19 " ، إلا أن هذا المصطلح عرفته المملكة الحيوانية التي تمارس هذه التوصيات الصحية طوال الوقت، وفقًا لمجموعة متنامية من الأبحاث.

فهل تعلم أن الطيور والقرود والأسماك وحتى الحشرات إذا أدرك مجتمعها أن ظاهرة مرضية متفشية بينهم ، يتجنبون بعضهم البعض بشكل تلقائي ، وتلاحظ هذه الحيوانات سلوكيات معينة، مثل الكسل أو قلة الشهية كدليل على تفشي مرض ما . بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

الكركند

وفي بعض الحالات، يتطور لدى أنواع معينة من الحيوانات وعيًا متزايدًا بالعلامات البيوكيميائية، فمثلا يمكن لكركند البحر الكاريبي الشوكي اكتشاف مادة كيميائية معينة في بول الكركند المريض ويتجنبه بأي شكل من الأشكال.

وعادة ما تتجمع هذه القشريات معًا بإحكام في الشقوق المرجانية أو الصخرية، ولكن إذا شعروا بالمرض، يهرب الكركند السليم إلى المياه المفتوحة، حيث يكونون أكثر عرضة للأكل، لكنه لا يبالي ويفضل الابتعاد عن المرض.

الطيور

وتتجنب طيور المنزل نظيرتها التي تبدو مريضة أيضًا، لكن ذلك يعتمد على صحة جهاز المناعة لديهم.

وبحسب تقرير نُشر في مجلة "Biology Letters"، عام 2013، حقن الباحثون كتاكيت سليمة بمواد جعلتها تتصرف بخمول.

وأظهرت الكتاكيت التي تحتوي على مستويات أعلى من الأجسام المضادة نفورًا أقل، بينما تجنب أصحاب الاستجابات المناعية الضعيفة الطيور"المريضة".

قرود الماندريل "ميمون"

لا تتجنب الماندريل البرية أصدقائها المرضى، لكنها تتوقف عن رعايتها إذا كانت موبوءة بالطفيليات، ورغم أنها لا تستطيع رؤية هذه الطفيليات بعينيها، فإن برازيعطي رائحة مميزة تعمل كعلامة تحذير.

ووجد العلماء أنهم إذا عالجوا القرود المصابة من الطفيليات، فإن أصدقائهم يعودوا للتواصل معهم.

الخفافيش مصاصة الدماء

وفق ما كتبته دانا هولي، عالمة الأحياء في معهد "فيرجينيا بوليتكنيك"، وعالم البيئة السلوكية أندريا تاونسند، هذا الأسبوع، في دورية "Royal Society B" ، فإن الخفافيش مصاصة الدماء تتوقف عن رعاية مرضاها ، لكنها تستمر في توفير الطعام لهم.

وتقول هاولي، إن "هذا يقلل من خطر العدوى مع الحفاظ على الهيكل الاجتماعي الأكبر".

الحشرات

في عالم الحشرات، تمارس العديد من الأنواع العزلة الذاتية، وقال تاونسند، إنه "في مستعمرات الحشرات، يرتبط الأفراد ارتباطًا وثيقًا ببعضهم البعض، أكثر من الأسر البشرية، لذلك، يمكن أن يكون من مصلحة الفرد التضحية بنفسه لحماية عائلته الأكبر، لذا يتجنب النمل المريض الاتصال بالأعضاء الأصحاء في مستعمرته، وقد يترك المستعمرة ويموت".

ومن المعروف أن النمل الأبيض المعرض للفطريات السامة يطلق إنذارًا حول العوامل المرضية ، وتهتز أجساده لإبعاد زملائه غير المصابين.

وعندما تصاب يرقات نحل العسل بالبكتيريا، تنبعث منها مواد كيميائية يمكن أن يكتشفها النحل الآخر، وتخرج المستعمرة بعد ذلك العضو المريض من الخلية.