"حسنة" تختم رحلة كفاحها بـ"عربة تين شوكي": 42 سنة شقيانة

كتب: سحر عزازي

"حسنة" تختم رحلة كفاحها بـ"عربة تين شوكي": 42 سنة شقيانة

"حسنة" تختم رحلة كفاحها بـ"عربة تين شوكي": 42 سنة شقيانة

"يا أبوحلاوة يا تين"، بصوت مجهد تنادي حُسنة بخيت، بائعة التين الشوكي، على زبائنها في محيط الدقي.

منذ الثامنة صباحا حتى آذان العصر، تجوب المنطقة حتى تبيع بضاعتها لتعود برزق لأولادها وزوجها، الذى يعانى من إصابة فى عينه جعلته غير قادر على العمل.

تحكى أنها بدأت رحلة شقائها منذ كانت ابنة 13 عاماً، تبيع وتشترى وتكسب قوت يومها، بعد أن جاءت من سوهاج مسقط رأسها، لتعيش مع أسرتها فى العاصمة، تزوجت وأنجبت 3 فتيات وولدين، ولا تزال تسعى لكسب عيشها بالحلال.

تحت حرارة الشمس الحارقة، تجر التروسيكل الخاص بها، تتصبب عرقاً كلما مشيت فترة طويلة، لكنها لا تشتكى، تقابل زبائنها بابتسامة عذبة تُنير وجهها الأسمر، تمتلك مهارة تدل على الخبرة والسرعة فى تلبية طلبات كل من يقف على عربتها الصغيرة، ترتدى القفازات وتحمل بجوارها الكحول لتعقيم فرشتها: "باغسل التين كل شوية وبارشه بمية ساقعة، وأهم حاجة عندى النضافة".

قبل أن تتجه لبيع التين الشوكى كانت تبيع الفاكهة، لكنها لم توفق، واختارته ليكون مهنتها الموسمية فى فصل الصيف، مؤكدة أنها تكره الجلوس فى البيت، رغم طلب أبنائها ذلك منها مراراً وتكراراً: "لو قعدت فى البيت أموت وبافضل أقول لأولادى الشغل مش عيب ما دام باجيب لكم رزقكم بالحلال".

توفى والدها قبل زواجها وتركتها أمها قبل 5 سنوات، تكافح وتشقى رغم بلوغها الـ55 عاماً، لكنها لا تزال تسعى وتبحث عن رزقها: "إحنا أحسن من غيرنا والدنيا صعبة ومحتاجة اللى يعافر علشان يعرف يعيش".

تتمنى "حسنة" أن تؤدى فريضة الحج قبل وفاتها: "جوّزت بنتين فاضل بنت وولدين، مش هارتاح غير لما أطمن عليهم"، لا تخرج بعيداً عن منطقتها التى يعرفها فيها الكبير والصغير ينتظرونها كل يوم لتناول التين الشوكى من يديها، لافتة إلى أن المعاملة الطيبة التى تلقاها من الجيران تجعلها تواصل عملها بحب: "بيشجعونى إنى أكمل". 


مواضيع متعلقة