كورونا يضرب محال ملابس الإحرام.. وأصحابها: "لا بنهش ولا بنش"

كورونا يضرب محال ملابس الإحرام.. وأصحابها: "لا بنهش ولا بنش"
- الحج
- السعودية
- محال ملابس الإحرام
- ملابس الإحرام
- الأزهر
- الحج
- السعودية
- محال ملابس الإحرام
- ملابس الإحرام
- الأزهر
حركة خفيفة وأضواء خافتة بعدما كانت تعج بالضوضاء والركض من أجل تلك الملابس المميزة للغاية، ليغلفها أصحابها في أكياس بلاستيكية ضخمة ويركنوها داخل أحد أركان محالهم بحزن بالغ، إلا أنه رغم ذلك ظلت أجواء الحج حاضرة في محال ملابس الإحرام، ولكن من خلال التكبيرات ودعاء الطواف هذا العام.
"لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك"، رفعت محال ملابس الإحرام من أصوات الدعاء وتكبيرات الطواف لتقطع الهدوء المسيطر بها، بعد قرار المملكة العربية السعودية بقصر الحج هذا العام على المقيمين فيها لتجنب انتشار جائحة كورونا العالمية، لينعكس ذلك بخسائر ضخمة تكبدتها محال المنسوجات التي كانت تعتمد على موسم الحج لبيع الملابس ومستلزمات الحجاج.
أحد المحال الشهيرة بالأزهر ينقل ملابس الإحرام لركن خاص.. والخسائر تقترب من 100 ألف
وهو ما حوّل الدور الثالث من أشهر محال المنسوجات بمنطقة الأزهر، حيث خصص مساحة ضخمة لمستلزمات الحجاج منذ تدشينه قبل حوالي 60 عاما، التي ساد فيها الهدوء التام منذ بداية أزمة كورونا، ومع قرار السعودية حول المسؤول عنه جزء منه إلى بيع المفروشات لتجنب الخسائر التي لحقت به وتقليل الزحام عن الدورين الآخرين.
"زي الوقت ده مكنش حد بيعرف يقف في الدور هنا، كنا بنبيع في اليوم مش أقل من 50 بشكير"... يروي كريم أحمد، المسئول عن المحل الشهير بالأزهر، جانبا من العمل المكثف الذي كان يقع على عاتقهم يوميا أثناء موسم الحج والعمرة، والذي توقف تماما الآن وكبدهم خسائر تقترب من 100 ألف جنيه.
عمالة ضخمة وعمل مكثف كان يعتمد عليه كريم في إدارته للمحل خلال الموسم، بجانب توفير مختلف أنواع "البشاكير" والتي كانت تبدأ أسعارها من 220 وحتى ألف جنيه، بجانب الأحزمة والأحذية والحقائب والعبايات، فضلا عن السبح والمصليات كهدايا يحتاجها الحجاج، حيث كان يصل البيع وقتها لحوالي ألف ونصف بشكير، لذلك وضعوهم داخل أكياس بلاستيكية قوية لحمايتهم من أجل الحفاظ عليهم وإعادة طرحهم بعد انتهاء الجائحة.
"محمد" مختص في ملابس الإحرام منذ 30 عاما: كورونا ضيعتنا
وعلى بُعد شارعين، وداخل حارة ضيقة بالأزهر، لم يختلف حال أحد المحال الصغيرة عن السابق، لكن صاحبه محمد أحمد يعتمد فيه على ملابس الإحرام والأكفان فقط، لتحوله جائحة كورونا لشبه متوقف عن العمل، حيث اختفى عنه تماما الحجاج والمعتمرون واقتصر عمله على الأكفان التي يبيعها بين الحين والآخر.
"قاعدين ولا بنهش ولا بننش ومش حاسس بالعيد خالص".. بات ذلك هو عنوان حال أحمد بسبب قرارات منع الحج والعمرة جراء الجائحة، الذي يجلس بمحله بصحبة ابنه الصغير دون حركة بينما ارتسم الحزن بشدة على وجهه، حيث كبده الأمر خسائر ضخمة تقترب من 40 ألف جنيه "كنا اشترينا الحاجة من التجار واهي متكومة عندنا"، لكنه لم يغير من نشاطه الذي بدأه قبل حوالي 30 عاما، وما زال مستمرا به للعام المقبل.
"إلهامي" يغير نشاط محله للمنسوجات والسبح اليدوية
بينما لم يتمكن إلهامي فؤاد، مالك أحد المحال المتخصصة بمستلزمات الحجاج والمعتمرين، من تحمل تلك الخسائر ذاتها، ليحول متجره الصغير إلى بيع ملابس ومنسوجات خلال تلك الجائحة منذ قرار السعودية بغلق حدودها حتى يتمكن من كسب قوت يومه لأجل أسرته البسيطة.
وقرر الاحتفاظ ببضاعته في منزله لحين عودة الحركة من جديد، كما حرص على عدم تغيير لافتة محل، وطرح السبح والمصليات بها، حيث يتولى صناعتها بنفسه "بضيع وقتي الفاضي الفترة اللي فاتت أني أعمل السبح الخرز والناس بتحبها وسوقها مش بيقف"، في محاولة منه لزيادة دخله كونه يعيل أسرة من 6 أبناء، متمنيا سرعة عودة حركة الحج والعمرة.