في زمن كورونا.. "محمد" مصري متطوع لتنظيم موسم الحج بالمسجد النبوي

في زمن كورونا.. "محمد" مصري متطوع لتنظيم موسم الحج بالمسجد النبوي
- المسجد النبوي
- الحج
- العمرة
- المملكة السعودية
- السعودية
- موسم الحج
- المسجد النبوي
- الحج
- العمرة
- المملكة السعودية
- السعودية
- موسم الحج
بالزي الرسمي للهلال الأحمر المميز بالشعار الخاص به، يتنقل محمد بين ساحات المسجد النبوي الشريف، يتأكد من حضور المتطوعين لحصر عددهم وتدوين الحالات المخالفة في دفتره، يتركهم متوجها إلى الحرم ليتأكد من التزام المصلين جميعا بالإجراءات الاحترازية في ظل الوباء الحالي، يستنشق رائحة البخور التي تفوح بأرجاء المكان فينتعش بها صدره، كلما مر في عجالة أمام الروضة الشريفة اقشعر بدنه وتذكر أهله وأصحابه يثبت مكانه دقائق قليلة يتضرع إلى الله بالدعاء لهم، ويمضي مرة آخرى إلى حيث وجهته لمتابعة مهام عمله ضمن فرق التنظيم بالمسجد.
محمد ولد بالمدينة المنورة والتحق العام الماضي بالهلال الأحمر السعودي لتنظيم موسم الحج
سنوات طويلة من عمره قضاها في مدينة رسول الله التي دعا لها بالبركة، حيث ولد الشاب المصري محمد حمدي سليمان وعاش هناك، وتربى وسط أهلها واكتسب كثيرا من خصالهم، حتى أحبّ التطوع وعمل الخير وسطهم، وكان المسجد النبوي الشريف وجهته الأولى للتطوع هناك، كرّس كثيرا من وقته لخدمة زائريه في مواسم العمرة والحج وطوال أيام العام، بعد أن نال شرف التطوع هناك ضمن فرق الهلال الأحمر السعودي وتحديدا كنائب مشرف لجنة الإحصاء بالحرم للمسجد النبوي.
على مدار اليوم، يتابع الشاب البالغ من العمر 18 عاما عدد المتطوعين وعدد البلاغات والحالات التي تم تقديم المساعدة الطبية لها، لحصرهم في تقرير نهائي يتولى تقديمه إلى إدارة اللجنة المتطوع بها في نهاية كل يوم،"في موسم الحج والعمرة ورمضان بيكون التقرير مجمع من أول يوم الموسم لآخر يوم"، يقول محمد في بداية حديثه لـ"الوطن" عن مشاركته في فرق تنظيم موسمي الحج والعمرة في الحرم النبوي.
آلاف المصلين المتزاحمين على بوابات الحرم النبوي في انتظار الدخول إلى المصليات الداخلية، مشهد اختلفت ملامحه كثيرًا في ظل وباء كورونا الحالي، الأعداد قليلة والمسافات كافية بينهم، لم يعد التزاحم مسموحا به، "بجانب إحصاء فرق المتطوعين والبلاغات بنتكلف بالوقوف على البوابات بجهاز قياس الحرارة نتأكد من إن جميع المصلين درجة حرارتهم طبيعية وكلهم لابسين الكمامات عشان سلامتهم"، وبحسب وصف الفتى المراهق لايعبر أحد إلى الداخل دون التزامه بالكمامة وسجادة الصلاة الخاصة به.
يتواجد أيضا في أيام رمضان وتنظيم صلاة الجمعة
تطوع الفتى المصري لم يقتصر على موسمي الحج والعمرة أو خلال شهر رمضان المبارك بل يتواجد أيضًا منذ ساعات الصباح الأولى على بوابات الحرم النبوي لتنظيم الدخول إلى صلاة الجمعة لكثافة الأعداد في ذلك اليوم عن باقي أيام الأسبوع، كل ذلك حرم منه لمدة 3 أشهر حين أصدرت المملكة السعودية قرارا بمنع إقامة الصلاة في المساجد خلال فترة انتشار فيروس كورونا منذ مارس الماضي، وما إن شهدت الأزمة انفراجة في يونيو وفتح المسجد أبوابه من جديد عاد محمد متشوقًا لمباشرة مهام تطوعه،"كانت فترة صعبة اتحرمنا فيها من المكان وما صدقنا نرجع".
العام الماضي كان التواجد الأول لـ"محمد" في تنظيم موسم الحج، واجه فيه مواقف إنسانية عدة لايتذكر أحدهم بعينه، بحسب وصفه، ولكن جميعها تدور حول كبار السن المتعبين من مشقة الطريق وحرارة الجو في المملكة، يحتاجون إلى إسعافات أولية"، معتبرا مشارته بتنظيم الصلاة في المسجد النبوي الشريف شرف كبير له في هذا السن الصغير.
لقاءه بالمصريين المعتمرين أو الحجاج في ساحات المسجد النبوي الشريف ليس كباقي الجنسيات الآخرى، فكلما التقى أحدهم هناك واكتشف جنسيته المصرية يفرح بوجوده ويعتبره نموذجا مصريًا مشرفا لهم في المملكة السعودية حسب وصفه، حيث شارك في تقديم الإسعافات الأولية للعديد من المصريين: "لما بيعرفوا إني مصري بيفرحوا جدا وبيعبروا عن فخرهم بالدور اللي بقوم بيه".