في ذكراه.. قصة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وأهم مشرع للرهبنة القبطية

كتب: مصطفى رحومة:

في ذكراه.. قصة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وأهم مشرع للرهبنة القبطية

في ذكراه.. قصة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وأهم مشرع للرهبنة القبطية

يحتفل الأقباط في صلواتهم بالكنائس غدا، وفقًا للسنكسار الكنسي، بتذكار وفاة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، الذي يُعد أهم شخصية في الرهبنة القبطية، وكان مُشرِّعا شهيرا وكاتبا معروفا باللغة القبطية، وفي قانونه تحدّث عن نذر رهباني مكتوب يوقّعه الرهبان.

"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.

فحسب التقويم القبطي، يوافق الثلاثاء، 7 أبيب لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنَّه في مثل هذا اليوم، وفاة القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.

ويذكر السنكسار، أنّ هذا القديس وُلِدَ بقرية شندويل التابعة لمركز المراغة محافظة سوهاج، من أبوين مسيحيين تقيين، وكان أبوه يدعى أبيجوس وأمه دروبا، وعندما بلغ التاسعة من عمره أرسله أبوه ليرعى غنمه مع الرعاة الآخرين، فكان يترك طعامه للرعاة ويظل صائما طول النهار، وفي طريق عودته آخر النهار كان ينفرد عن الرعاة ليصلى، وألحقه والده بعد ذلك بالدير الذي يرأسه خاله الأنبا بيجول الذي قبله تمهيدا لرسامته راهبا، وبعد وفاة الأنبا بيجول أجمع الرهبان على اختياره رئيسا للدير نظرا لروحانيته وحزمه واهتمامه بالدير.

ويقول السنكسار إنّ الأنبا شنودة اهتم بالدير والرهبان اهتماما فائقا، حتى تزايد عدد رهبانه ليصل إلى نحو 2500 راهب، فقد وضع شروطا دقيقة للقبول بالدير، وكانت المبادئ الرهبانية تنفذ بكل دقة، واهتم الأنبا شنودة بتعليم الرهبان كما اهتم بالعمل اليدوي للراهب، وقضى 5 سنوات متوحدا في صلوات وتأملات، وفتح أبواب ديره للأقباط يصلون فيه ويأخذون حاجتهم منه، كما بنى لهم كثيرا من الكنائس في القرى المجاورة للدير وكان يدافع عنهم أمام الحكام.

ويضيف السنكسار، أنّ هذا القديس اهتم باللغة القبطية والتراث القبطي بصفة عامة معتزا بمصريته وكنيسته القبطية، وذهب مع البابا كيرلس الأول عمود الدين بطريرك الإسكندرية إلى أفسس، لحضور المجمع المسكوني الذي عقد بها سنة 431م لمحاكمة نسطور، وبعد محاكمته وحرمه لم يجد المجمع مكانا لنفي نسطور، ومحاصرة بدعته أفضل من مدينة أخميم بجوار دير الأنبا شنودة، ومكث فيها إلى أن مات.

وتوفي وهو يبلغ من العمر مائة وعشرين عاماً قضاها كلها في خدمة الرهبنة والكنيسة، وكتب فيها الكثير من الرسائل والميامر الروحانية.

ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "13 شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.

و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.


مواضيع متعلقة