يهدد بظهور طاعون الدبلي في الصين.. معلومات عن حيوان المرموط

كتب: مصطفى الصبري

يهدد بظهور طاعون الدبلي في الصين.. معلومات عن حيوان المرموط

يهدد بظهور طاعون الدبلي في الصين.. معلومات عن حيوان المرموط

أعلنت السلطات في منطقة منغوليا الداخلية الصينية حالة تأهب قصوى، بعد الإبلاغ عن حالة طاعون دبلي مشتبه بها، أمس الأحد، في مدينة بايانور شمال غرب بكين.

ويعتبر الطاعون، أحد أخطر الالتهابات البكتيرية في تاريخ البشرية، إذ تسبب في قتل حوالي 50 مليون شخص في أوروبا خلال العصور الوسطى، ويقول العلماء إنه ينتشر عبر تناول القوارض والحشرات ولدغات البراغيث.

ولفت علماء إلى أن الطاعون الدبلي انتشر مؤخرا بسبب شخص أكل حيوان المرموط، والذي يُعتقد أنه تسببت في وباء الطاعون الرئوي عام 1911 في الصين، ومات وقتها حوالي 63 ألف شخص في شمال شرق البلاد. 

حيوان المرموط.. من السناجب الأرضية ويعيش في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية

"Marmot"، أو "مرموط" هو نوع من السناجب الأرضية العملاقة الموجودة أساسًا في أمريكا الشمالية وأوراسيا (أوروبا وآسيا)، ويوجد منه 14 نوعًا، وهو من القوارض الكبيرة والثقيلة، إذ يزن من 3 إلى 7 كيلو جرامات، ويعيش حياته في البيئات الباردة، وله آذان صغيرة مغطاة بالفرو، وأرجل قصيرة ممتلئة ومخالب قوية للحفر.

ويبلغ طول جسم المرموط الضخم من 30 إلى 60 سنتيمترًا، ويتراوح طول ذيله القصير والخشن، من 10 إلى 25 سنتيمترًا، وله فرو طويل سميك خشن قليلًا، وله عدة ألوان، منها بني مصفر أو بني أو بني محمر أو أسود أو خليط من الرمادي والأبيض.

واكتشف الباحثون المرموط في شمال المكسيك في أوراسيا بجبال الألب الأوروبية، عبر شمال وسط آسيا وجبال الهيمالايا وشمال شرق سيبيريا إلى شبه جزيرة كامتشاتكا، ويسكن البلد المفتوح في الجبال والسهول، ويفضل المروج الجبلية والسهوب والتندرا وحواف الغابات.

ويعيش المرموط في الجحور التي يحفرها، ومعظم الأنواع الجبلية تبني هذه الجحور تحت حقول الصخور والمنحدرات الصخرية والشقوق في وجوه الجرف، إذ توفر هذه التضاريس الحماية من الحيوانات المفترسة مثل الدببة الرمادية.

وتعمل الصخور والمنحدرات أيضًا كمواقع للمراقبة، حيث يجلس المرموط يراقب منتصبًا كل الحيوانات المفترسة الأرضية والجوية، وعندما يرصد خطرًا، يبعث صافرة حادة وثاقبة ويدخل إلى جحره.

وينشط المرموط خلال النهار، وهو نباتي بالكامل تقريبًا، ويرعى على نباتات التندرا منخفضة المغذيات، ويتنافس بشكل غير مباشر مع ثدييات أخرى مثل الكاريبو وأغنام دال.

بيد أن المرموط يدخل في سبات شتوي لمدة تصل إلى تسعة أشهر، يتغذى خلالها على احتياطي من الدهون يصل إلى 20% من إجمالي وزن جسمه، ويتزاوج بعد فترة وجيزة من خروجه من السبات، ويستمر حمله لمدة شهر تقريبًا، وتلد إناثه بشكل عام 4 أو 5 سنويا في المتوسط، ثم يبقى الصغار مع الأم لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر وبعدها تنطلق في البرية.

وينتمي المرموط إلى عائلة السنجاب "Sciuridae" ضمن رتبة "Rodentia"، وتم تسجيل تاريخ تطوره في أمريكا الشمالية بواسطة أحافير الأنواع المنقرضة من أواخر العصر الميوسيني (13.8 مليون إلى 5.3 مليون سنة مضت)، أما في أوراسيا، فلا يوجد دليل على وجوده في وقت سابق للعصر البليستوسيني (قبل 2.6 مليون إلى 11.700 سنة).

ويحفر المرموط أنظمة جحور عميقة وواسعة، لكنه أيضًا سباح جيد يمكنه تسلق الشجيرات الطويلة والأشجار الكبيرة، ويحب تناول الأعشاب والنباتات الخضراء، وكذلك بعض الفاكهة واللحاء وبراعم الأشجار، ويتغذى بشكل كبير في الصيف وأوائل الخريف، ويراكم احتياطيات الدهون الضخمة لفصل الشتاء، وقت السبات، حيث يتجعد في ما يبدو ككرة لا حياة فيها، وتنخفض درجة حرارة جسمه تقريبًا إلى درجة الحرارة المحيطة للجحور، وينخفض ​​معدل ضربات القلب من 75 إلى 4 نبضات في الدقيقة.

تم تصنيف جرذ الأرض كأنواع مهددة بالانقراض اهتمامًا بالقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، إذ تتراوح كثافته السكانية من 0.04 إلى 1.3 فرد لكل فدان، وفي بعض المناطق، يكون مضرًا جدًا لدرجة أنه يعتبر آفة، لأن أنشطة الحفر الخاصة بها تضر بالحدائق والنباتات السطحية الأخرى خاصة البرسيم والعشب، وتهدد استقرار السدود وأسس البناء.

وتفترس العديد من الحيوانات المرموط، بما في ذلك الكلاب والذئاب والثعالب والوشق والدببة السوداء والرمادية والطيور الجارحة والأفاعي.


مواضيع متعلقة