إثيوبيا والعرقيات.. لماذا تصارع "الأورومو" آبي أحمد؟

إثيوبيا والعرقيات.. لماذا تصارع "الأورومو" آبي أحمد؟
- رئيس الوزراء الإثيوبي
- آبي أحمد
- الأورومو
- أعمال العنف
- مغني إثيوبي
- هاشالو هونديسا
- إثيوبيا
- رئيس الوزراء الإثيوبي
- آبي أحمد
- الأورومو
- أعمال العنف
- مغني إثيوبي
- هاشالو هونديسا
- إثيوبيا
شكّل وصول رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى السلطة محطة مهمة في تاريخ البلاد، فهو أول رئيس حكومة من قومية الأومورو، وهي أكبر مجموعة عرقية في البلاد، اعتادت الشكوى من الاضطهاد الحكومي ضدها لعقود سبقت تولي آبي السلطة، وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية.
ومنذ تولي السلطة في أبريل 2018، قام آبي أحمد بإصلاحات لم يسبق لها مثيل، أنهى حالة الحرب مع إريتريا المجاورة وبسبب ذلك حصل على جائزة نوبل للسلام في 2019، كما أفرج عن سجناء سياسيين، ورفع الحظر عن أحزاب.
وحاكم آبي أحمد، مسؤولين متهمين بارتكاب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، لكن العنف العرقي لم يتوقف، بل اندلع في مناطق كثيرة.
كما يعد آبي أحمد أول رئيس وزراء مسلم يرأس حكومة في إثيوبيا، وهو مولود لأب مسلم من عرقية أورومو، وأم مسيحية من عرقية أمهرة، ومتزوج من مسيحية أمهرية، بحسب مواقع متخصصة في الشأن الأفريقي.
وشهدت إثيوبيا العام الماضي محاولة انقلآبية في منطقة أمهرة قتل على إثرها مسؤولون حكوميون، أبرزهم رئيس أركان الجيش سيري مكونن الذي ينتمي لقومية التيجراي.
وحينها قال المحللون إن هذه المحاولة كانت تستهدف إضعاف آبي أحمد بالأساس الذي شكل بتحالفه مع سيري أهمية خاصة، حيث آبي المنتمي لقومية الأورومو ومكونن المنتمي لقومية التيجراي التي سبق وأن استأثرت بالسلطة في البلاد.
وتشهد إثيوبيا منذ الاثنين الماضي اضطرابات دامية تسلط الضوء على الانقسامات المتنامية في قاعدة آبي أحمد وسط أبناء عرق الأورومو، حيث يزداد تحدي النشطاء العرقيين للحكومة بعد أن كانوا حلفاء لها.
ويسلط ما يحدث في إثيوبيا، التي يبلغ عدد سكانها نحو 110 ملايين نسمة وتتكون من 9 مناطق عرقية ذات حكم ذاتي، الأضواء على القوميات المتعددة التي تنتشر في البلاد، ونستعرض أبرزها على النحو التالي:
قومية الأورومو
تعيش قبائل الأورومو في أوروميا بوسط إثيوبيا، ويشكلون نحو 34.5% من عدد السكان، ويتحدثون اللغة الأورومية ويعملون بالزراعة والرعي.يعتنق أغلبهم الدين الإسلامي.
قومية الأمهرة
يعيش الأمهريون شمالي إثيوبيا، ويشكلون نحو 26.9% من عدد السكان ويتحدثون اللغة الأمهرية ويعتنق أغلبهم الدين المسيحي.
قومية التيجراي
يعيش أغلب قبائل التيجراي شمالي البلاد، ويشكلون نحو 6.1% من عدد السكان، ويعتنق أغلبهم الدين المسيحي.
الصوماليون
يعيش الصوماليون في منطقة أوجادين في شرق البلاد، ويشكلون نحو 6.2% من عدد السكان، ويعتنق أغلبهم الدين الإسلامي.
واعتادت عرقية الأورومو الشكوى من الاضطهاد الحكومي ضدها لعقود، وقادت احتجاجات مناهضة للحكومة السابقة على مدار ثلاث سنوات حتى إسقاطها.
وكانت مظاهرات اندلعت عام 2016 لزيادة الضغط على الحكومة، فلجأ الائتلاف الحاكم في نهاية المطاف إلى تعييبن آبي رئيسا للوزراء عام 2018 بدلا من هايلي مريام ديسالين.
لكن احتجاجات الأورومو عادت من جديد، ليتكرر حديثهم عن التهمش.
وعلى مدار الثلاث سنوات السابقة، قادت قومية الأورومو احتجاجات مناهضة للحكومة، بسبب نزاع حول ملكية بعض الأراضي، واتسعت رقعة المظاهرات لتشمل المطالبة بالحقوق السياسية وحقوق الإنسان، وأدت لمقتل المئات واعتقال الآلاف.
ووصف الباحث والخبير في الشؤون الأفريقية هاني رسلان، الصراعات القومية في إثيوبيا على النفوذ والموارد بـ"الخطيرة"، قائلا إنها تعبر عن "خلافات سياسية متعددة، وتعكس الضغائن والإحساس بالظلم والاضطهاد بين العرقيات".
والأسبوع الماضي، انتقد المغني الشهير هاشالو هونديسا (34 عاما) القيادة الإثيوبية في مقابلة مع شبكة إعلامية المملوكة لقطب الإعلام الإثيوبي جوهر محمد الذي أصبح بدوره منتقدا قويا لآبي بعد أن كان من أقوى أنصاره.
وفي حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء الاثنين الماضي، قُتل هونديسا بالرصاص، وذكرت الشرطة أنها اعتقلت بعض المشتبه بهم، دون تفاصيل.
وأشعل قتل المغني احتجاجات دامية في عدة مدن للأورومو، كما هزت العاصمة أديس أبابا، 3 انفجارات، مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، كما اعتقلت الشرطة جوهر، وزعيم حزب سياسي معارض ينتمي لقومية الأورومو.
وكانت أغاني هونديسا، تركز على حقوق عرقية الأورومو، وتحولت إلى هتافات في موجة الاحتجاجات التي قادت إلى سقوط رئيس الوزراء السابق في 2018.
ويتشارك كل من رئيس الوزراء وجوهر والمغني القتيل إلى عرق الأورومو، وقال المحللون إن وصول آبي أحمد للسلطة لم ينصف عرقيته المهمشة لعقود.
وقال رسلان في تصريحات سابقة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الشكل الظاهر لإصلاحات آبي أحمد لا تعكس التفاعلات الحقيقية الموجودة على الأرض. فآبي يحاول استبدال سيطرة الأورومو بالتيجراي".
ولعل هذه النظرية تفسر محاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت العام الماضي، وأسفرت عن مقتل رئيس أركان الجيش سيري مكونن وهو من عرقية التيجراي، على يد الجنرال أسامنيو تسيجي رئيس جهاز الأمن في ولاية أمهرة.