أتباع تركيا يواصلون الانتهاكات في سوريا

أتباع تركيا يواصلون الانتهاكات في سوريا
لم تمض أيام على الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات موالية لتركيا شمال سوريا حين أعدموا شابة كردية بالرصاص ورموا جثتها، إلا وعادوا مجددا، فمازالت أفعالهم رغم المناشدات الدولية مستمرة، وتهزّ السكان لفظاعتها، حيث إنها لا تقل أبداً عما قام به الدواعش سابقاً، وفقا لما ذكرته قناة "العربية" الإخبارية.
وتعددت الانتهاكات بين خطف فتيات وقتل وانتهاك أعراض وسرقة بيوت واحتجاز ممتلكات وترهيب.
وعلى الرغم من المناشدات الدولية التي علا صوتها في الفترة الماضية، إلا أن تلك الميليشيات لم ترتدع، بل زادت بشناعة أفعالها.
والجديد اليوم، أن إلهام أحمد، الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية المعروف اختصاراً بـ "مسد"، قد أكدت أن هذه التصرفات ليست جديدة على أتباع تركيا.
وقالت أحمد، عبر تغريدة في موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إنه ومنذ اليوم الأول لاحتلال تلك القوات مدينة عفرين، أصبحت النساء أهدافا لهؤلاء، وهم عبارة عن عناصر متطرفة تدعمهم أنقرة.
كما أرفقت المسؤولة الكردية مقطع فيديو لسيدة كردية اختطفت ابنتها واسمها نادية حسن سليمان، على يد هؤلاء في عفرين منذ ما يقارب السنتين، وأكدت الأم أنها وعائلتها لا يعرفون عن ابنتهم أي شيء منذ اختطافها، وناشدت للمساعدة.
وفي الفيديو، كشفت الأم ودموعها تذرف، أن زوج ابنتها نادية مفقود أيضا، وأثناء عودة الزوجان أحمد راشد ونادية حسن سليمان من كوباني إلى عفرين اختطفت الميلشيات الزوج، واضطرت نادية للبقاء في منزل عمها تنتظر خروج زوجها، ثم اضطرت للانتقال لمنزل صديقتها، وهناك داهمت دورية مسلحة المنزل واختطفت نادية والعائلة المضيفة "رجل وزوجته".
وكان تقرير لمنظمة حقوق الإنسان في عفرين، ذكر قبل أيام اسم نادية، وأكد أنها من بين المخطوفات اللواتي ظهرن في فيديو الفضيحة المسرب بعد اقتحام ميليشيا "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" مقر ميليشيا "فرقة الحمزة"، إلا أن مصيرها ومصير زوجها أحمد راشد مازالا مجهولين حتى اليوم، وذلك بحسب ما أفاد به موقع "عفرين بوست".
بدورها، أكدت أحمد، أن الشابة نادية كانت اختطفت من قبل ما يعرف باسم "الجيش الوطني" وهي ميليشيا مدعومة من تركيا، مؤكدة أن قصة نادية تشبه قصص مئات النساء من السكان الأصليين في عفرين.
وفي مايو الماضي، ناشدت 20 منظمة مدنية وحقوقية، مجلس الأمن الدولي للتدخل ووضع حد للانتهاكات التي يقوم بها أتباع تركيا في الشمال السوري، وهي: "المرصد السوري لحقوق الإنسان، والهيئة القانونية الكردية، وجمعية الدفاع عن الشعوب المهددة -فرع ألمانيا، والمنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD)، واللجنة الكردية لحقوق الإنسان (الراصد)، ومركز توثيق الانتهاكات في شمال وشرق سوريا، ومنظمة مهاباد لحقوق الإنسان (MOHR)، وجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في النمسا، ولجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا (MAF )، ومركز ليكولين للدراسات والأبحاث القانونية، ومؤسسة ايزدينا الإعلامية والحقوقية، والمركز السوري للدفاع عن حقوق الإنسان، ومنظمة حقوق الإنسان في سوريا (ماف)، ومنظمة حقوق الإنسان – عفرين، وشبكة عفرين بوست الإخبارية، ومركز عفرين الإعلامي، ومبادرة دفاع الحقوقية -سوريا، ومنظمة حقوق الإنسان في الجزيرة، ومنظمة حقوق الإنسان قي إقليم الفرات، وجمعية هيفي الكردية – بلجيكا".
وجاء النداء على شكل عريضة رسمية موقعة من الجهات المذكورة، أشاروا فيها إلى أن أفعال الفصائل المسلحة التي أطلقت لها تركيا العنان في الشمال السوري بعد أن قدمت لها الدعم اللازم، بدأت تسيء لآدمية الإنسان دون أدنى اعتبار أو احترام، وقد تجاوزت أفعالهم كل المحركات والأسس الأخلاقية بحق سكان عفرين من الكرد السوريين، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً.
وأشار النداء إلى أن هدف هذه الجماعات إجبار سكان عفرين وإكراههم على ترك ديارهم والنزوح منها بغية استكمال تركيا لمخططاتها في تغيير ديموغرافية المنطقة وطمس هويتها وخصوصيتها الكردية.