في يوم البيئة العالمي.. تركيا تجرف التربة وتلوث المياه في شمال سوريا

كتب: محمد علي حسن

في يوم البيئة العالمي.. تركيا تجرف التربة وتلوث المياه في شمال سوريا

في يوم البيئة العالمي.. تركيا تجرف التربة وتلوث المياه في شمال سوريا

في الوقت الذي كان العالم يحتفل فيه بيوم البيئة العالمي، يعيش أهالي شمال وشرق سوريا، في ظل انتهاكات مستمرة للعدوان التركي على أراضيهم ومصادر المياه، التي يشربون منها، ويزرعون تربتهم التي جرفها الأتراك.

هيفين شيخو، النائبة المختصة بالشؤون البيئية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أكدت أن الانتهاكات التركية مستمرة على المناطق السورية، لاسيما على المناطق التي احتلها مؤخرا عفرين، سري كانيه "رأس العين"، و كري سبي "تل أبيض"، حتى وصلت انتهاكاتها إلى البيئة أيضا، تعمد الدولة التركية ومنذ سنين، على اتباع سياسة القهر والإبادة العرقية، والتغير الديمغرافي في مدينة عفرين المحتلة منذ عام 2018 من الدولة التركية، والمجموعات الإرهابية التابعة لها.

شيخو: الجيش التركي على سياسة حرق الأراضي والأشجار وإحراق الحيوانات

"لم تسلم البيئة من الإعتداءات التركية، فيعتمد الجيش التركي على سياسة حرق الأراضي والأشجار وإحراق الحيوانات الموجودة ضمن هذه الأراضي، وقطع الأشجار التي تمتد أعمارها لمئات السنين، وهذه المنطقة تعتمد على الأراضي والأشجار باقتصادها"، حسب حديث هيفين شيخو لـ"الوطن".

توضح هيفين، أن العدوان التركي قطع 150 ألف شجرة زيتون، وحرق 25 ألف آخرين، ثم ترك ملايين الأشجاء دون فلاحة بسبب تهجير أهالي الأراضي وتركهم ديارهم، كما تقوم المجموعات المسلحة المدعومة من أنقرة وبشكل مستمر باستفزار المنطقة بملف المياه، واعتمدت السنة الماضية على قطع المياه بشكل كلي على مناطق الشمال السوري حتى وصلت لمرحلة الجفاف التام للأنهار التي تعد مصادر مياه شرب للمدنيين والآن مدينة الحسكة تعاني من شح المياه.

تركيا تعمل على خلق أزمة مياه في الشمال السوري

وتشير هيفين،إلى أن تركيا تعمل على خلق أزمة مياه بين حين و آخر مع العلم أن مدينة الحسكة تعتبر مكان التجمع الكبير للاجئين من سري كانيه "راس العين" وكري سبي "تل أبيض" الذين هُجروا من مناطقهم قسرا من قبل الاحتلال التركي.

وقالت النائبة المختصة بالشؤون البيئية في الإدارة الذاتية لشمال و شرق سوريا: "الجيش التركي يقوم بتلويث الأنهار بمياه الصرف الصحي القادم من تركيا عبر المنطقة الحدودية من مدينة نصيبين - قامشلي مما بسبب الاستفادة من هذه الأنهار في ساقية الأراضي الزراعية، إضافة إلى ما تسببه من أمراض تنفسية وجلدية للمواطنين، بسبب انبعاث روائح كريهة منها".

وتابعت: "الآن وخلال مواسم الحصاد التي يعتمد أهالي الشمال السوري عليها، والتي تعد السلة الغذائية لسوريا عامة فتركيا في السنتين الأخيرتين تعتمد على حرق المحاصيل المزروعة بالقمح والشعير وحرق آلاف الهكتارات من الزرع و يتم افتعال هذه الحرائق بشكل يومي، رغم جهود الإدارة الذاتية وأخذ التدابير لمنع حدوثها".

ولمواجهة الممارسات التركية تقوم الإدارة الذاتية ببعض الجهود للحفاظ على البيئة من خلال مديرياتها البيئية في كافة المناطق الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي فيها، حيث تعتمد علي زيادة المساحات الخضراء في المنطقة من زراعة الأشجار وإنشاء المحميات والغابات كما في الحسكة والقامشلي وكوباني "عين العرب"، والحفاظ على نظافة المدن وإبعاد مكب النفايات عن المناطق السكنية وتحويلها إلى غابات بزراعة الأشجار في نفس الأرض كون مشكلة المكبات قديمة منذ 40 عاما.

كما تعمل الإدارة الذاتية على التوعية البيئة و ضرورة زيادة المعرفة بأهمية عدم استغلال الطبيعة في المؤسسات والحكومات التي تهدف إلى الوصول للربح الأعظم على حساب البيئة، وذلك من خلال التوعية الإعلامية والتربوية للأطفال وغيرها من نشر بروشورات وإلقاء محاضرات توعوية.

وتختتم شيخو حديثها لـ"الوطن": "تعمل الادارة الذاتية وبشكل دوري على حملات التعقيم، لاسيما مع ظهور جائحة كورونا ورش المبيدات الكيمائية لمنع انتشار الأمراض منها الليشمانيا وخصوصا في المناطق التي تحتوي عدد كبير من اللاجئين لأنها أكتر عرضة لتنقل الأمراض".


مواضيع متعلقة