في ذكرى وفاته الـ14.. قصة القمص "متى المسكين" أشهر رهبان الكنيسة

في ذكرى وفاته الـ14.. قصة القمص "متى المسكين" أشهر رهبان الكنيسة
- متى المسكين
- الكنيست
- الراهب متى المسكين
- القمص متى المسكين
- متى المسكين
- الكنيست
- الراهب متى المسكين
- القمص متى المسكين
أحيا دير "أبو مقار" بوادي النطرون، اليوم الاثنين، الذكرى الـ14 لوفاة الأب متى المسكين، الأب الروحي للدير ومؤسسه في العصر الحديث، وأشهر رهبان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القرن الـ20.
والأب متى المسكين، ولد باسم "يوسف إسكندر يوسف"، في 20 سبتمبر عام 1919، في أسرة كبيرة عددًا، فقيرة معيشةً، وكانت والدته متدينة جدًا.
في عام 1935، التحق بمدرسة شبين الكوم الثانوية، قبل أن يلتحق بكلية الصيدلة عام 1938، وتخرج عام 1944، وجرى تعيينه بالتكليف العسكري في المستشفيات الحكومية، ثم بعدها انخرط في العمل الحر، فقام بإدارة صيدلية في الإسكندرية، ثم فتح صيدلية في دمنهور حتى عام 1948، حيث انطلق للرهبنة في دير الأنبا صموئيل بصحراء القلمون بالمنيا، في مايو 1948، وقضى في الدير ثلاث سنوات، حيث ترهَّب فيه على يد القمص مينا الصموئيلي رئيس الدير، الذي صار فيما بعد البابا كيرلس السادس.
وبسبب مرض في عينه نزل الراهب متى المسكين إلى دير السريان للعلاج في مارس 1951، فرسمه الأنبا ثاؤفيلس رئيس الدير، قسًا رغمًا عنه باسم "القس متى المسكين" (بسبب وجود راهب آخر في الدير باسم متى - فاختار اسم القديس متى المسكين من القرن الثامن)، وخرج للتوحد في مغارة تبعد عن الدير 40 دقيقة سيرا على الأقدام، وتقابل مع الأب المتوحد عبدالمسيح الحبشي، وقضى فترة التوحد ثلاث سنوات.
وبحسب التاريخ الكنسي، فقد دُعي القمص متى المسكين، في عام 1954، للذهاب إلى الإسكندرية ليخدم كوكيل للبطريركية للبطريرك الأنبا يوساب الثاني، فرفض مرتين وقبل في الثالثة.
وفي الإسكندرية، قام بتنظيم الخدمة وضبط المالية وطرق إجراء الخدمات الطقسية، ولكن رفض البعض أسلوبه وقراراته، فحاول ترك الخدمة مرّتين، ثم أقيل وأعفي من الوكالة بواسطة البابا يوساب الثاني، عام 1955، فعاد إلى المغارة بوادي النطرون وزاد من حوله الرهبان، ثم عاد معهم إلى دير الأنبا صموئيل، وظلوا هناك ثلاث سنوات.
في عام 1957، رُشِّحَ للبطريركية ضمن مجموعة من الرهبان من خدام مدارس الأحد، ولم يحدث ذلك بسبب لائحة 1957، وفي عام 1958، أنشأ القمص متى، بيتًا للمكرسين من الشباب المتبتل الذين يرغبون في الخدمة -دون الرهبنة- وكان مقره المؤقت في حدائق القبة، ثم انتقل مع 12 راهبًا في أوائل عام 1959، إلى حلوان، وأقاموا هناك بصورة مؤقتة لحين صدور توجيهات البابا كيرلس السادس، لاختيار الدير الذي يناسبهم.
في عام 1960، عاد "المسكين" وتلاميذه إلى دير السريان، استجابة لطلب البابا، لكنهم آثروا أن يعودوا إلى حياة الوحدة والهدوء للحفاظ على روح الرهبنة الأولى، فذهبوا إلى صحراء وادي الريان، في 11 أغسطس 1960، وعاشوا هناك في كهوف محفورة في الجبال، حفروها بأيديهم، واستمروا فيها لمدة 9 سنوات، وفي هذه الفترة، ألَّف كتباً روحية كثيرة، وفي تلك الفترة أعلن الأنبا ثاؤفيلس أسقف دير السريان في جريدة "الأهرام" تجريد هؤلاء الرهبان من رتبهم وأسمائهم الرهبانية.
بعد ستة سنوات أرسل البابا كيرلس السادس، خطابًا لـ"المسكين"، يطلب منه إرسال ثلاثة رهبان لدير الأنبا صموئيل، فنفذ ذلك، وبعد ثلاث سنوات طلب البابا كيرلس، لقاء القمص متى، عام 1969، لإجراء المصالحة وإعادته للرهبنة، وكانت في حضور القمص صليب سوريال، والأنبا ميخائيل مطران أسيوط، وكان ذلك في 9 مايو 1969، وجرى إلحاقهم بدير أنبا مقار، وذلك في حضور الأنبا ميخائيل مطران أسيوط ورئيس الدير؛ حيث كان البابا كيرلس، قد سلَّم الأنبا ميخائيل، مسؤولية بَعْث الحياة الرهبانية في الدير وتجديد وتوسيع مبانيه.
بدأ الراهب متى، في إعادة إعمار الدير وإعادة تخطيطه، وإدارة شؤون الدير والرهبان والعمال والزراعة والإنتاج الحيواني، وفي عام 1971، رُشِّحَ مرة أخرى للبطريركية ضمن 9 من الرهبان والأساقفة، ولكن ذلك لم يحدث واختير البابا شنودة الثالث.
ولـ"المسكين" العديد من العظات والمقالات في مجلة "مرقس"، وهو مؤلف له كتابات كثيرة، وجرت ترجمة بعض كتبه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، ومن أهم كتاباته كتاب "حياة الصلاة الأرثوذكسية"، وتوفي يوم الخميس الموافق 8 يونيو عام 2006، عن عمر يناهز 87 عامًا، ودُفِنَ في مغارة في صخرة ضمن الأسوار المُحيطة بأرض الدير، كان قد اختار مكانها قبل وفاته بثلاث سنوات، حيث نشر رهبان الدير في بعض الصحف أنه ترك وصية بأن لا تصلي عليه أيَّ قيادات كنسيَّة، وإنما يصلي عليه رهبان الدير فقط.