بينهم متى المسكين والقذافي.. شخصيات في حياة البابا شنودة الثالث

كتب: ماريان سعيد

بينهم متى المسكين والقذافي.. شخصيات في حياة البابا شنودة الثالث

بينهم متى المسكين والقذافي.. شخصيات في حياة البابا شنودة الثالث

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى نياحة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث السابعة الأحد 17 مارس، واحد من البطاركة الذين تمتعوا بزخم اجتماعي في حياتهم فتعامل مع الكثير من الأشخاص العامة والدينية وربطته علاقات إنسانية بهم.

الكثير من الشخصيات ارتبطت بحياة البابا شنودة، ترصدها "الوطن" فيما يلي:

الأرشيدياكون حبيب جرجس

يقول البابا شنودة في "همسة حب"، إنه كان قريبا من الأرشيدياكون حبيب جرجس، ودائما يذهب إلى منزله في منطقة الظاهر بالقاهرة، ومعه مفكرة ليسجل العبارات المهمة التي يقولها حبيب جرجس.

انضم مثلث الرحمات البابا شنودة إلى مجموعة مدارس الأحد في بداية الأربعينيات من القرن الماضي، وكان في عمر 18 عامًا، ثم عين معلمًا فى الإكليريكية، حتى تخرج من القسم المسائي سنة 1947 ضمن 5 من النبلاء سليمان نسيم ومحفوظ أندراوس ووهيب عطا الله حاليًا الأنبا جريجوريوس أسقف التعليم، وسامي زعزوع الذي تنيح في المنصة مع الرئيس الراحل انور السادات.

ويعود تاريخ تأسيس إنشاء التربية الكنسية والمعروفة باسم "مدارس الأحد" إلى سنة 1918 على يد الإرشيدياكون حبيب جرجس، والذى اعترف به المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بقداسته، فى يونيو2013، لتعويض النقص الذى يعانيه الطلبة الأقباط في دراسة مادة الدين في المدارس الأميرية وبعض المدارس الأهلية.

الرئيس الراحل محمد أنور السادات

تزامن تجليس البابا شنودة الثالث الكرسي البابوي عام 1971، مع بدء تولي الرئيس الراحل محمد أنور السادات حكم مصر، وبدأ الصدام بينهما مبكرا وذلك عقب حادثة الخانكة عام 1972، حينما تم حرق جمعية الكتاب المقدس فى منطقة الخانكة، وفي العام التالي 1973، زار السادات المقر البابوي في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والتقى بالبابا شنودة وأعضاء المجمع المقدس للكنيسة وأدى صلاة الظهر داخل الكنيسة بحسب تصريحات للبابا شنودة نُشرت في مجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة.

وعقب حرب 1973 تزايدت أحداث العنف الطائفي في مصر التي تلقفها أقباط المهجر، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، لينظموا مظاهرات ضد السادات خلال زيارته إلى واشنطن عام 1975 رغم طلبه من الكنيسة إيقافها.

وفى يونيو 1981 حدثت أحداث الفتنة الطائفية بالزاوية الحمراء، ليأتي ذروة الصدام مع تحديد السادات إقامة البابا فى دير الأنبا بيشوى بوادي النطرون عقب اعتقالات سبتمبر الشهيرة، وتشكيل لجنة بابوية لإدارة شؤون الكنيسة.

الشيخ الشعراوي

"كان صاحبي" هكذا وصف البابا شنودة الثالث الشيخ الشعراوي وهو يتحدث عنه، وجمع البابا والشعراوي العديد من المناسبات الدينية والسياسية والوطنية كثيرة، وأصبحا رمزًا يحتذى به فى التعايش بين مختلف الأديان.

وقال البابا عن لقائه بالإمام: "أرى أن هذا اللقاء يفرح به كثيرون، لأنه لقاء به مودة ومحبة، وكل لقاء هو مقدمة للقاءات أخرى، اللقاء هو أول خطوة فى طريق يمكن أن يطول، وإذا التقى الناس بالأجساد فمن الممكن أن يلتقوا بالأفكار".

وتحدث البابا عن علاقته بالشيخ الشعراوي في العديد من المواقف فيقول: "توثقت العلاقة بينى وبين فضيلة الشيخ الشعراوي، وعندما توعكت صحته عام 1994 ذهبت للاطمئنان عليه فى المستشفى، وكان هذا اللقاء أكثر هدوءا، لكن أهم لقاء بينى وبين فضيلة الشيخ كان يوم جنازة إبراهيم باشا فرج، سكرتير عام حزب الوفد، وكان فؤاد سراج الدين قد طلب أن تكون الجنازة فى الكاتدرائية باعتبار أن إبراهيم باشا فرج شخصية عامة وتقريبا كان (آخر الباشوات الأقباط)، وكان مفروضا أن أصلى عليه وألقى عظة، وجاء الشعراوى قبل الجنازة فجأة واستقبلته فى مكتبى، وذهبت معه إلى الكاتدرائية، وقتها كانت صحته ضعيفة لدرجة أننى كنت أسنده فى الطريق إلى الكاتدرائية، ودخل معى بعد أن صليت على الراحل، وألقيت العظات التى تضمنت بعض الأشعار".

وفي جنازة الشيخ محمد متولي الشعراوي والذي حضرها البابا شنودة قال: "لقد تأثرنا كثيرا لوفاة صاحب الفضيلة فهو رجل عالم متبحر في علمه وهو أيضا محبوبا من آلاف وعشرات آلاف وموضع ثقة لكل من لهم رأي وقد عاش واعظا وكاتبا وشاعرا وضعفت صحته في الأيام الأخيرة وأراد الله له أن يستريح من تعب هذه الدنيا، وقد جمعتني به أواصر من المودة والمحبة في السنوات الأخيرة من عمره وكنا نقضي وقتا طيبا معا وكنا أيضا تجمعنا روابط محبة الأدب والشعر ونطلب العزاء لكل محبيه". 

معمر القذافي

حكي البابا شنودة الثالث في أحد البرامج عن كواليس زيارته للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، ويقول: "العقيد القذافي دعاني في مارس 1972 لحضور المؤتمر القومي وناس كتير نصحوني مرحش الزيارة دي وكان قبلها موسى الصدر زعيم الشيعة اختفى ومحدش عارف هو فين، أنا بقى مش النوع اللي يخاف وقبل ما أروح بعت واحد من أولادنا السفارة الليبية يجبلي كتب عن الثورة الليبية، وقعدت أذاكر".

ويتابع البابا شنودة: "كان في وعد أنهم هيدونا كنيسة فخدت 3 زجاجات أباركة عشان لو أدولنا كنيسة نقدر نصلي، ولما وصلت خدوني حجرة الـ(في أي بي) وتركت الأغراض مع الشماس يوسف منصور كان جاي معايا وعند نقل الأغراض رموا الكارتونة اللي فيها  الأباركة واتكسرت فالناس قالت منكر منكر، فيوسف منصور قال دا بتاع الكنيسة فالناس قالوا الكنيسة فيها منكر؟".

ويتابع البابا بطريقته الكوميدية: "نشكر ربنا لولا إني مدعو من قبل الرئيس كنت خت فيها 50 جلدة"، ويتابع دخلت الاجتماع فلم أجد رجال دين غيري والمقرأ والباقي كله رجال سياسة، وجاءني أحده يقول لي "الأخ العقيد عايزك تلقي كلمة" قلت كلمة تحية بين المسلمين والمسيحيين ثم تحدثت عن الثورة ويتابع كواليس اللقاء وجلسته مع القذافي".

متى المسكين

كان للأب متى المسكين الكثير من الأفكار المثيرة للجدل فكانت كتبه محل رصد ونقد من العديد من الآباء وعلى رأسهم مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، حيث ناقش البابا شنودة الثالث في مجموعة "اللاهوت المقارَن" كتبه، ونشر سلسلة من الردود على بعض أفكاره، فضلا عن كتاب "بدع حديثة". 

وقال البابا شنودة الثالث في إحدى عظات الأربعاء التي كان تنظم أسبوعيا في الكاتدرائية المرقسية في العباسية، في ردهُ على سؤال "لماذا لا تحكم عليه كنسيًّا"، "نحن لا نحارب شخصًا، بل نحارب فِكرًا". ومرة أخرى علق على كتاب حياة الصلاة بأنه غير مسؤول إلا عن النسخة التي قدمها في عام.

 


مواضيع متعلقة