"اتمنيت الرصاص يصبني بداله".. شقيق الشهيد عبدالجواد يروي كواليس متابعته لـ"الاختيار"

كتب: دينا عبدالخالق

"اتمنيت الرصاص يصبني بداله".. شقيق الشهيد عبدالجواد يروي كواليس متابعته لـ"الاختيار"

"اتمنيت الرصاص يصبني بداله".. شقيق الشهيد عبدالجواد يروي كواليس متابعته لـ"الاختيار"

هدوء تام لا يقطعه سوى صوت البكاء المكتوم الذي ينفس عن حزن بالغ لأم ثكلى وأفراد مزقت قلوبهم رؤية مشاهد تحاكي لحظة استشهاد شقيقهم بالدم والروح، ليتمنى أخوه الأكبر لو أن رصاصات الإرهاب الغاشم تصيبه هو بدلا من شقيقه الصغير عبدالجواد عبدالعليم، الذي نالت منه رصاصات الإرهاب الغاشم في ملحمة كمين البرث، يوم 7 يوليو 2017، مع 22 آخرين من زملائه في مقدمتهم العقيد أحمد منسي.

داخل منزل بسيط في قرية بحر البصيص التابعة للوحدة القروية بأبو مصطفى بمركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، اجتمع جميع أفراد أسرة الشهيد وأصدقائه وعدد من جيرانه، الذين حبسوا أنفاسهم طوال 45 دقيقة تقريبا هي مدة الحلقة الثامنة والعشرين من مسلسل الاختيار، والتي تم عرضها اليوم.

"اتمنيت الرصاص اللي جيه فيه كان صابني أنا".. كان ذلك هو رد فعل محمود عبدالعليم، شقيق الشهيد عبدالجواد، أثناء متابعته للحلقة، التي تناولت ملحمة الأبطال ودفاعهم عن الكمين وأجساد زملائهم، بينما بكيت والدته حد المرض، ولم يستطع الآخرون السيطرة على مشاعرهم أيضا "كانت حلقة صعبة جدا وساعة صعبة الكل بيعيط حتى الرجالة مقدرناش".

منذ الإعلان عن عرض مسلسل الاختيار، وتواصل أحد صناع العمل مع أسرة الشهيد، يحرص الجميع على متابعة حلقاته لأكثر من 3 مرات يوميا، لتختلط عليهم مشاعر الفخر والحزن من جديد، قبل أن تسيطر عليهم اليوم أجواء الاستشهاد بعد مرور 3 أعوام عليها "كأنه مات تاني النهارده".

في كل مرة كان يظهر الفنان الذي يؤدي شخصية عبدالجواد، يشعر شقيقه وأسرته بالفخر والسعادة "كأننا بنشوف أخونا حي تاني"، حيث أوضح محمود أن عبدالجواد كان ملازما لمنسي باستمرار، حيث خدم معه لحوالي 3 أعوام، ولكنه استشهد قبل خروجه بـ6 أشهر، قائلا: "اللي معمول ده شوية، منسي كان أكتر من أخ بالنسبة للكتيبة ومش مجرد قائد، أخويا كان بيحكلنا عنه كتير، أنه مكنش مثلا بينام في أوضته وينام على الأرض مع العساكر زيهم مش قائد، ويهتم بيهم وقريب منهم ويحللهم مشاكلهم ومش متكبر ولا حد بيتكسف منه".

لهذا كان يتمنى محمود تواصل عدد أكبر من صناع المسلسل معهم لإطلاعهم على المزيد من التفاصيل بشأن الكتيبة 103، والقائد منسي، حيث تكررت تلك الأحاديث على أذهانهم أثناء متابعتهم لـ"الاختيار"، مضيفا أن أصدقاء شقيقه الراحل بالجيش ما زالوا على تواصل دائم معه وزيارتهم للاطمئنان عليهم.

الشهيد عبدالجواد هو من طلب نقله للخدمة إلى سيناء، حيث يراها هي الأرض الجديرة بتواجده وحمايته، وفقا لشقيقه، حيث عزز ذلك لديه بأنه اختيار صحيح بعد معرفته بمنسي، ويروي: "أخويا قالنا إن الشهيد منسي مكنش بيخاف الموت ودايما يقول للكتيبة إحنا رجالة مش بنخاف من الموت، ويا رب نبقى شهداء وأنا أولكم، خلوا دايما عزيمتكم تبقى مرفوعة وأعرفوا أن سيناء جزء من مصر ولازم ندافع عنها بدمنا، وأكيد مش هنسيبها لشوية عيال تكفيريين ميعرفوش يعني إيه الجيش المصري".


مواضيع متعلقة