بعد ظهورها في "الاختيار".. العمليات الانتحارية سلاح التكفيريين الجبان

بعد ظهورها في "الاختيار".. العمليات الانتحارية سلاح التكفيريين الجبان
أثار كم التفجيرات الانتحارية التي شهدتها حلقة اليوم من مسلسل الاختيار، تساؤلا حول هذا العمل الإرهابي، وكيف يقوم به هؤلاء المتطرفون بهذه الكثافة؟.
من جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية أن العمليات الانتحارية، والتفجيرات حرام شرعًا، ولا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد، بل هي الكبائر التي توعد الله فاعلها بالعقاب.
وأوضحت دار الإفتاء في فتوى لها، أن هذه العمليات الانتحارية والتفجيرات، هي سفك للدم الحرام، وقتل لنفوس الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين التي حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق.
وشددت الفتوى على أن الشرع قد عظَّم دم الإنسان ورهَّب ترهيبًا شديدًا من إراقته أو المساس به بلا حق.
وأوضحت دار الإفتاء في فتواها أنه لا يجوز أثناء الحرب الفعلية مع الأعداء قتل النساء غير المقاتلات والأطفال والشيوخ العجزة.
وأكدت الفتوى أن الشرع الشريف أوجب المحافظة على خمسة أشياء أجمعت كل الملل على وجوب المحافظة عليها وهي: الأديان، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال، وهي ما تسمى بالمقاصد الشرعية الخمسة، وهذه العمليات الإرهابية والتفجيرات قد اعتدت على مقصد حفظ النفوس؛ وحفظ الأموال كذلك.
وأضافت الفتوى أن الانتحاري القائم بعملية التفجير والذي يقحم نفسه في الموت إقحامًا بتلغيم نفسه أو نحو ذلك فهو منتحر.
وقال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ظهر منذ أواخر القرن الماضى مصطلح العمليات الاستشهادية، والتفجيرية، وفكرة تخطيطه، وتنفيذه منقولة عن غير المسلمين من الحركات الشيوعية وغيرها، ومن مناهضات استعمار أوطانهم، لكن مع أنهم غير مسلمين إلا أنهم حتى هذه اللحظة يسمونها عمليات انتحارية.
وتابع في بحث له حول حكم العمليات الانتحارية، أنه لما استنسخت الحركات الإسلامية هذه المصطلحات، سميت إعلاميا عمليات استشهادية، وتفجيرية، ثم سرت تلك العمليات إلى بعض البلدان العربية والإسلامية، وذلك كله بإيمان من يقومون بهذه العمليات بكفر من يفجرونهم من المسلمين، ومن غير المسلمين، فيكون الفهم المغلوط للوحى العظيم، سبيلا للتكفير، ومن ثم يكون طريقا للتفجير.
وقد شجع على ذلك، وحرّض عليه منظرو الجماعات الإسلامية، فأسندوا التسمية الإعلامية بالأدلة الشرعية، بل إنهم رفعوا درجتها إلى أعلى الدرجات، وصدرت عنهم دراسات سموها فقهية، لتعزيز ما ذهبوا إليه، مما جعل الشباب، وذويهم يتخذونها سبيلهم إلى الجنة، بحسبانها أعلى درجات الجهاد.
ودلل الدكتور الهدهد بقول الشيخ القرضاوى: "إن العمليات الاستشهادية تعد من أعظم أنواع الجهاد فى سبيل الله"، وقول نزار عبد القادر ريان القيادى فى حركة حماس: "هى من أسمى أنواع الجهاد فى العصر الحالى ما دامت سُبل الجهاد قد ضاقت"، والدكتور يحيى إسماعيل: "هى من أعلى درجات الجهاد فى سبيل الله"، وقال أيضا: "والذين يحاولون التقليل من شأن العمليات الاستشهادية في الأرض المحتلة مغالطون دجّالون، وعليهم مراجعة أنفسهم فالحلال بيّن والحرام بيّن"، وقول همام سعيد من قيادات الإخوان فى الأردن: "هذه العمليات معدودة بأعلى مراتب الجهاد والشهادة، والذين يقومون بها مأجورون إن شاء الله".
وأشار إلى منظرى الجماعات الإسلامية سموها نفس التسمية، وصدرت دراسات لهم فى هذا الموضوع تضمنت الأقوال السالفة وغيرها، فأصدر الدكتور نواف هايل التكرورى كتابين، الأول: "العمليات الاستشهادية في الميزان الفقهي"، وهو منشور على الشبكة العنكبوتية، والثانى: "فتاوى علماء الإسلام فى مسائل جهادية"، وأصدر الدكتور منير جمعة كتابا سماه: "العمليات الاستشهادية دراسة فقهية"، وكتب سلمان بن فهد العودة مقالا تحت عنوان: "العمليات الاستشهادية فى ميزان الشرع"، وأصدر الدكتور محمد موسى الشريف، مقالا بعنوان: "جهاد الاستشهاديين الأطهار ومنزلته فى الفقه والآثار"، مبينا أنهم أوردوا أدلة على ما ذهبوا إليه، يعرو توجيهها العاطفة، والحمية، فوقع الشباب فى أسرها، وأريقت الدماء على إثرها.
يقول الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد، إن مثل هذه العمليات لا تدخل ضمن الشهادة، لأن الشهادة فى سبيل الله: هى بذل الروح التى هى أغلى ما يملكه الإنسان لحماية إحدى الكليات الخمس التى لا تستقيم الحياة بدونها "الكليات الخمس هى: النفس والعقل والدين والعرض والمال"، ولا يعد فاعلها شهيدا؛ لأنه خارج عن أنواع الشهداء المجمع عليهم عند أهل العلم.