رفض واسع لمقترح تحويل الصيادلة إلى أطباء: "هنبقى أضحوكة"

رفض واسع لمقترح تحويل الصيادلة إلى أطباء: "هنبقى أضحوكة"
- تحويل الصيادلة إلى أطباء
- معادلة الشهادة للصيادلة
- سد العجز
- تحويل الصيادلة إلى أطباء
- معادلة الشهادة للصيادلة
- سد العجز
فجر مقترح تحويل الصيادلة إلى أطباء بعد حصولهم على دراسات معادلة لبكارليوس الطب، حالة من الغضب فى صفوف الأطباء والصيادلة على حد سواء، فيما أعلنت النقابة العامة للأطباء رفض المقترح بشكل قاطع، مؤكدة أنه يضر بصحة المواطنين.
"الوطن" استطلعت الآراء حول إمكانية تطبيق هذا المقترح فقال أحمد السيد، طبيب جراحة أوعية دموية بمستشفى الوراق، إنه لا يوجد ما يسمى بالكادر الطبي الواحد، موضحاَ أن العاملين بالمجال الطبي يختلفون حسب تخصصاتهم.
السيد: المجالان مختلفان تماما.. لا يمكن الدمج بينهما
وأضاف: "ما ينفعش أشغل الصيدلي شغل الطبيب أو العكس لأن مواد الدراسة ومجال الشغل مختلفين تماما، وكل واحد ليه مهمتهَ".
وأشار إلى "السيد" إلى أنّ هناك أسباب كثيرة لرفض هذا المقترح أهمها أنّ نسبة التشابه بين مجالي الدراسة في الجزء الأكاديمي لا تتعدى 10%، أمّا فيما يتعلق بالمواد الإكلينيكية كتخصصات الأنف والأذن والرمد وغيرها فلا يوجد أي عامل مشترك بين المجالين، "الصيدلي بيدرس الأدوية وتركيباتها، لكن الطبيب بيشخص ويعمل عمليات فمفيش أي وجه مقارنة بين الاتنين ولا يمكن الدمج بينهم".
وشدد على استحالة تطبيق القرار، "هنبقى أضحوكة العالم لو ده حصل لأن مفيش أي بلد في الدنيا ممكن تشغل الصيدلي مكان الطبيب، ولو ده هيحصل فالممرضين أكتر فئة قريبة من الأطباء".
وأكمل: "من منظوري الشخصي الممرض عنده خبرة أكتر من الصيدلي، وجزء كبير من الطب ممارسة، يعني طالب الامتياز قبل تخرجه بيتوزع على كل تخصص عشان يبقى عنده فكرة ويبقى ممارس عام، وده مستحيل يحصل مع الصيدلي، لأن الطب كله مرتبط ببعضه، الكلية الوحيدة اللي بيتخصص بعد ما يخلص عشان يبقى درس كل حاجة".
عيد: الصيدلي لا يستطيع الإلمام بمناهج الطب
وقال محمد عيد، استشاري طب الأطفال، إنّ القرار مرفوض جملة وتفصيلاّ، لاستحالة إلمام الصيدلي بمناهج كلية الطب الموزعة على ست سنوات: "يعني مثلاَ مادة زي الباطنة فيها 25 كتاب ما يقدرش خريج صيدلة يدرسهم ولا في سنتين لأن في أساسيات لم يدرسها، بالإضافة إلى أن الطبيب بيشخص بناء على الأعراض والتحاليل، وهو الأمر اللي الصيدلي من المستحيل إن يفعله لأن مهنته عبارة عن تصنيع وصرف الدواء والبحث عن بديل وده راجع لأساس دراسته للمواد الفعّالة".
وأكد "عيد" أنّ الصيدلي ليس على دراية كافية بطرق مكافحة العدوى:، "يعني ما عندهوش المعلومات الكافية، وده هيعرضه لأزمات صحية وعدوى هو في غنى عن الإصابة بها، وبالتالي منظومة الصحة كلها ستنهار، لأن العدوى ستتنقل للمرضى وعدد كبير منهم بيعاني من أمراض مزمنة، وبدل ما نحل الأزمة هنزودها أكتر".
ولفت استشاري طب الأطفال، إلى أنّ هذا القرار جرى طرحه لسد العجز المتزايد في عدد الأطباء، مشيرا إلى أنه من الأولى إيجاد حل للمشاكل التي تواجههم: "يشوفوا ايه سبب العجز وأساس المشكلة، ويزودوا الأجور وبدل العدوى عشان الأطباء ما يسافروش وبالتالي المنظومة الصحية تتحسن"، مطالبا بضرورة زيادة عدد الطلاب الملتحقين بكلية الطب للمساهمة في سد العجز.
أميرة: تكلفة كبيرة ومضيعة للوقت
الوضع لم يكن مختلفا بالنسبة لأميرة محمد، صيدلانية بمستشفى النساء والتوليد بجامعة عين شمس، والتي أكدت أنّ القرار غير موفق، لأن الصيدلي يؤدي دورا مختلفا عن دور الطبيب ولا يقل أهمية عنه.
وأوضحت: "لو افترضنا إن القرار هيتطبق فهو محتاج سنين عشان نقدر نقول إن عندنا صيادلة مؤهلين للدور ده ولو في تشابه فهو مش كبير، يعني مثلاَ إحنا بندرس جزء صغير من مناهج كلية طب".
وأشارت "أميرة" إلى أنّه حال تطبيق هذا القرار ستكون الأدوار مستنسخة من بعضها: "كله هيبقى نفس الشغل، ومش هيبقى في فايدة من دراستنا 5 سنين في صيدلة".
واستطردت: "ممكن يستفيدوا من الصيدلي إنه يوقف في استقبال المستشفيات لقياس الحرارة، ومعرفة المعلومات العامة عن التاريخ المرضي للشخص والأدوية اللي بياخدها لأن دي تحديداَ في صميم شغلنا، وخصوصاَ أننا ملمين بالأدوية ومعرفة لو في تعارض لأن دي دراستنا"، مشيرةَ إلى أنّ هذا الدور سيكون فعّال دون الحاجة إلى تدريب ومن شأنه تسهيل مهمة الطبيب وهو جزء من عمل الصيدلي الإكلينيكي، مؤكدة أن هذا القرار سيكون له تكلفة كبيرة بجانب كونه مضيعة للوقت والجهد وغير مجدي، على حد تعبيرها.