لم تتكرر منذ نصف قرن.. كيف تتأثر مصر بزيادة منسوب مياه بحيرة فيكتوريا؟

كتب: كريم عثمان

لم تتكرر منذ نصف قرن.. كيف تتأثر مصر بزيادة منسوب مياه بحيرة فيكتوريا؟

لم تتكرر منذ نصف قرن.. كيف تتأثر مصر بزيادة منسوب مياه بحيرة فيكتوريا؟

في أعلى زيادة له منذ نصف قرن، أعلنت أوغندا، أمس، أنّ منسوب المياه في بحيرة فكتوريا ارتفع، بعد نحو 8 أشهر من الأمطار الغزيرة، ما يشكل خطرا على سدود توليد الطاقة الكهرومائية في البلاد، وفقا لما نشره موقع "سكاي نيوز عربية".

الأمطار الغزيرة التي بدأ هطولها في أغسطس الماضي رفعت منسوب المياه في بحيرة فكتوريا إلى نحو 13.4 متر، حسبما قال وزير المياه والبيئة الأوغندي، سام تشيبتوريس، لافتًا إلى أنه مستوى لم تشهده منذ 1964، ليبقى السؤال كيف ستستفيد مصر من هذه الزيادة؟.

وتعليقًا على هذا الشأن، قال الدكتور عباس شراقي، الخبير المائي، وأستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن ارتفاع منسوب بحيرة فيكتوريا إلى مستوى غير مسبوق منذ عام 1964، وزيادة كمية المياه في البحيرة بمقدار نحو 85 مليار متر مكعب يجعل أوغندا تزيد من كمية المياه المنصرفة إلى نهر النيل.

وأضاف شراقي لـ"الوطن" أن الجانب المضئ في زيادة منسوب بحيرة فيكتوريا أنها تنبئ بأن معدل الأمطار في إثيوبيا سوف يكون عاليا أيضا، ويرجع ذلك إلى منظومة مناخية ترتبط بالمحيط الهادئ وتؤثر على شرق أفريقيا في ظاهرة تسمى "النينو"، وقد حدث ذلك عامي 1964 وعام 1998 حيث ارتفعت بحيرة فيكتوريا وأعقبها فيضانات شديدة في إثيوبيا، لأن منظومة الأمطار متكاملة بين المنطقة الاستوائية وإثيوبيا، حيث موسمين أمطار في الاستوائية فبراير إلى مايو وآخر أكتوبر إلى ديسمبر، وبينهما فترة جافة من يونيو إلى سبتمبر وهي فترة الأمطار في إثيوبيا.

وتابع: "لذك الاحتمال الأكبر حاليا هو توقع موسم عالي الفيضان في إثيوبيا التي تمد النيل بنحو 85% من مياه عن طريق 3 أنهار رئيسية النيل الأزرق والسوباط وعطبرة".

ومن جانبه، قال الدكتور محمد محيي الدين، عضو اللجنة الوطنية المصرية لدراسة آثار سد النهضة الإثيوبي، مستشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن 50% من هذه المياه يضيع في مستنقعات جنوب السودان لعدم قدرة النيل والذي يسمى بحر الجبل على تحمل هذه المياه، حيث يتلاشى النهر من حيث العمق وتنساب المياه على الأجناب مكونة إحدى أكبر المستنقاعات في العالم في منطقة السدود بجنوب السودان.

وأضاف محيي الدين لـ"الوطن"، أن حصة مصر من النيل الأزرق نحو 15 % من إجمالي المياة في مصر، وإذا كان الإجمالي 60 مليون متر مكعب، فإن حصة مصر تقريبًا نحو 9 مليون متر مكعب، وذلك على الرغم من تدفق المياة بشكل كبير في شلالات السودان، ولكن أغلبها يتبخر أو يركد بسبب ارتفاع درجة الحرارة هناك.

وأوضح الخبير المائي، أن استفادة مصر لن تكون كثيرة من تلك الزيادة في البحيرة، ويمكن أن تكون بمعدل 1على 60 من المياة التي نحصل عليها، وسيبقى المصدر الأساسي هو النيل الأزرق، مضيفًا أن  منسوب النيل الأبيض ازداد عند الخرطوم وسوف تستمر هذه الزيادة الشهور المقبلة وتصل الى قمتها في يوليو وأغسطس مع أمطار السودان نفسها ولذا على السودان توخي الحذر من خطر فيضان النيل الأبيض خلال تلك الفترة.


مواضيع متعلقة